أسامة أبوالسعود
أكد وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية د.عادل الفلاح امس ان المشروع الوطني لتوعية العمالة المنزلية (بريرة) جاء انطلاقا من استراتجيية الوزارة القائمة على وسطية الامة الاسلامية والعمل على نشر مفاهيم التسامح والاعتدال في جميع مناحي الحياة.
وقال الفلاح لدى افتتاحه لقاء لجنة المشروع مع ممثلي وزارات الدولة ان الوزارة حملت على عاتقها التصدي للمهام الجسيمة في المجتمع الكويتي ومسؤولية الانشطة والتوجهات والممارسات الدينية التعبدية المحضة أو الثقافية أو الاجتماعية أو السلوكية لأن الاسلام دين شامل للحياة كلها.
وأضاف ان الاسلام ليس منهجا قانونيا، بل هو منهج تشريعي راق يمزج بين الحقوق والواجبات وبين الاخلاق والمثاليات، ويدعو الى التوازن الامثل للحياة والسعي الجاد نحو دنيوية متكاملة وحياة اخروية فالحة.
وأشار الى ان الوزارة أولت اهتماما بالمشروع على انه احد المشاريع الحيوية الفاعلة والواسعة الشاملة لأكبر عدد من الناس في المجتمع لتقوم بواجب رعاية المجتمع اسلاميا وانسانيا، موضحا انه من المشاريع المهمة التي تلقي بثقلها وتضع بين يديه كل امكاناتها وطاقاتها.
وأوضح ان الحاجة لمثل هذا المشروع تعد ضرورة ملحة للتوجه نحو معالجة الآثار السلبية من تفاقم ظاهرة مشاكل الخدم المنزلي التي أضحت عنصر قلق للمستقبل بعد ان قارب عددهم المتزايد نصف عدد المواطنين.
وأعرب عن قلقه من انتقال العادات والاعراف والافكار غير السليمة، اضافة الى التكلفة المادية والهدر والاسراف والمشاكل الاخلاقية والاجتماعية والتفكك الاسري والاعتماد على الغير ونسيان الواجبات الاساسية للفرد ضمن الاسرة والمجتمع.
وقال ان المشروع يهدف الى احياء مبادئ الدين الاسلامي في التعامل مع شريحة العمالة المنزلية رجالا ونساء والاشارة الى اصالة الامة الاسلامية في الاحسان الى كل الناس والحفاظ على حقوق الانسان، وحرصا على توفير الرعاية الاجتماعية والانسانية للمجتمع بفئاته المختلفة.
واضاف الفلاح انه يهدف ايضا الى ترسيخ الأسس التي يقوم عليها الواجب السلوكي والاخلاقي بين المواطنين تجاه المجتمع بما يحقق التوازن الآمن مع العمل على مشاركة الخدم في ايجاد حلول للمشاكل التي تواجههم أو تواجه الاسر التي يعملون لديها الى جانب تضييق الهوة بين الطرفين بما يضمن ولاء العمالة ويشعرهم بالانتماء لتلك الاسر.
وأشار الى ان هذا الاهتمام سينعكس على انحسار الجرائم الدامية التي نعيشها على صفحات الجرائد وتعتبر احد الافرازات السلبية لعدم الاهتمام بهذه الشريحة فضلا عن ضمان تحسين الصورة الذهنية السلبية لدى العالم نحو الكويت بصفة خاصة ودول الخليج بصفة عامة في تعاملها مع هذه الشريحة.
وأوضح ان الوزارة ترصد أي ظواهر اجتماعية سلبية قد تؤثر على بناء وتماسك المجتمع الداخلي وتهدد أمنه من جهة، وعلى صورة الكويت في المجتمع الاقليمي والعالمي من جهة اخرى. واكد الفلاح أهمية الشراكة الاجتماعية بين كل مؤسسات المجتمع المدني في انجاح مثل هذه المشاريع، مشيرا الى ان الوزارة عملت على تنفيذ مبدأ الشراكة مع الآخرين فانضم اليها في المشروع وزارات الصحة والداخلية والاعلام والشؤون الاجتماعية والعمل والتربية والامانة العامة للاوقاف والهيئة العامة للمعلومات المدنية وسفارات الدول الراعية للعمالة المنزلية ومكاتب استقدام العمالة المنزلية.
وأشاد الفلاح بالدور المهم الذي تقدمه هذه الجهات لدعم المشروع، الى جانب الدعم المادي الذي تقدمه أمانة الاوقاف، مشيرا الى التواصل والتعاون مع هيئة المعلومات المدنية وسفارات الدول الراعية للعمالة المنزلية، ومكاتب استقدام العمالة لاستقاء المعلومات اللازمة للمشروع.
وأوضح ان لجنة المشروع حرصت على انتهاج المنهج الاكاديمي العلمي في رصد هذه الظاهرة وافرازاتها السلبية في المجتمع حيث قامت بعمل مجموعة من الدراسات والبحوث المكتبية والميدانية للتعرف على أوضاع العمالة المنزلية ومشكلاتها لتمثل هذه الدراسات القواعد والبيانات الاساسية التي سيعتمد عليها المشروع في تصميم الانشطة والخدمات المختلفة التي سيقدمها لكل من الكفلاء وافراد العمالة المنزلية لتحقيق اهدافه.
الصفحة في ملف ( pdf )