عادل الشنان
أقامت حسينية البلوش مجلس عزاء لوفاة آية الله العظمى المرجع السيد محمد حسين فضل الله حضره عدد كبير من المعزين من بينهم بعض الشخصيات السياسية والإعلامية وكان أول المتحدثين الحاج فؤاد عاشور الذي أكد انه شاهد أبلغ محاضرات السيد فضل الله وهو مسجى في مسجد السبطين حين استذكر الجميع كلماته الخالدة في ساحات التقارب والألفة بين المسلمين التي طالما نادى بها حتى آخر لحظات حياته كانت وصيته «الفتنة الشيعية ـ السنية حرام.. حرام.. حرام».
وأشار عاشور إلى ان حادثة بئر العبد التي كانت مجزرة نتج عنها 80 شهيدا و160 جريحا وانهدمت فيها الأبنية كان هدف أميركا وإسرائيل منها القضاء على السيد فضل الله إلا ان حكمة الله سبحانه وتعالى أنقذته ليعيش ربع قرن يشهد خلاله انهزاماتهما.
واشار الى ان ذكر ابن آدم يموت إلا من ثلاث وهي صدقــــة جاريــــة وعلــــم ينتفع به وولد صالح والسيد فضل الله له مشاريع رأيناهـــــا وغيرهــــا الكثير سمعنا عنه في خدمة الأيتام والمسنين والفقـــــراء مـــن إخواننا المسلمين أما العلم فمنذ ان كـــــنا شبابـــا ونحــــــن نتـــــداول كتبه ومؤلفاته وشرائط محاضراته وأخيرا أولاده وتلامذتــــه يمـــلأون الساحات والجامعات.
بدوره قال هاشم الوزان ان السيد فضل الله كان يعلم الشباب كيف يعيشون الدعاء في قراءته وكيف يتخطون جميع الحواجز ليشعروا بعلاقة شخصية مع خالقهم ويطلبون منه ما يشاءون؟ وإذا قرأوا القرآن كيف يترجمون مفاهيمه لتكون منهاجا لحياتهم وكيف يكون أهل البيت عليهم السلام قدوتهم؟ وفي الحوار كان السيد فضل الله يحث على انفتاح القلوب مع الآخرين ومناقشتهم وفق ميزان العقل والعدل وعدم خسارة أي كان لأن المستقبل في وحدة المسلمين بمختلف أطيافهم ومذاهبهم.
وقرأ الشيخ حامد صالح مجلس عزاء في ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام وأهدى ثوابه الى روح السيد فضل الله وأشار خلاله الى بعض كلمات السيد فضل الله ومنها «تتحول المعرفة الى عنصر حي يمنح الإنسان فكرا موسوعيا علميا في كل مفردات النعم كما يمنحه حركة الانفتاح في العبادة مع الله جل جلاله وشكره وحمده»، ومبينا ان السيد فضل الله كان يوجه ويقول «من المفيد دراسة التيارات وفكرها بمختلف تطلعاتها في صلب دراسة الحوزات العلمية حتى لا تحدث انحرافات فكرية وثقافية لأبنائنا عند احتكاكهم بها في خارج البلدان الإسلامية».
من جانبه، قال السيد محمد الحسيني ان السيد فضل الله منذ بداية حياته كان من أصحاب العلم والمهتمين بنشره، كما انه قد تأسس في النجف على أيدي المراجع العظام وحمل هموم الأمة الإسلامية وكان رمزا للتآخي والوحدة، بالاضافة الى دوره الكبير في دحر الصهاينة وبناء جيل من المجاهدين والمقاومين.
من جهته أشار وكيل السيد فضل الله في الكويت إمام مسجد السيد هاشم بهبهاني الشيخ علي حسن غلوم الى ان السيد فضل الله قدم نموذجا فريدا للمرجعية خلقته عدة عوامل بفضل إحاطته الواسعة في علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والفلسفة المعاصرة بشقيها الغربي والشرقي وأيضا من خلال الرجوع الى أهل الاختصاص في كل مجال، كما انه انفتح على الثقافات والأديان المختلفة والمذاهب المتباينة وقدم لهم الإسلام بصورته الحقيقية فكسر الحواجز النفسية التي خلقتها الظروف وتصرفات بعض الذين ينسبون أنفسهم للدين الإسلامي، مشيرا الى ان فضل الله كان القرآن الكريم هو مدرسته التي يعتمد عليها في بناء المعرفة الإسلامية.
وختم حديثه بالقول ان خسارتنا كبيرة برحيل هذا المرجع الكبير والمفكر الإسلامي، الا ان عزاءنا انه ترك لنا إرثا كبيرا في كتبه وخطاباته.
واقرأ ايضاً:
التعازي في السيد فضل الله تنتهي غداً
الحماد افتتح مجمع عبدالله العثمان الخيري في صنعاء
جمعية الإصلاح وضعت حجر الأساس لمسجد المرحوم عادل القصار في صنعاء
الهتار: محسنو ومحسنات الكويت يكفلون 2600 يتيم في مشروع الشفيع باليمن
حبيب: «الإسراء والمعراج» انعكاس لمفهوم الالتقاء بين الأديان السماوية
الحريري: بعض مسؤولي حزب الله قد يحمّلون جريمة اغتيال والدي دون علم قيادتهم والسيد نصر الله يرد: طرح الموضوع على هذا النحو يؤدي إلى «سبعين» 7 أيار