استنكر عدد من النواب تصريحات مندوب العراق في الجامعة العربية قيس العزاوي بشأن ترسيم الحدود بين العراق والكويت
في البداية قال النائب د.ضيف الله أبورمية ان ما تفوه به سفير العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية قيس العزاوي ان العراق لا يعترف بما رسمه مجلس الأمن من حدود دولية بين العراق والكويت أمر يثير الريبة ويكشف الاقنعة عن الحكومة العراقية وما تضمره من شر تجاه الكويت واستقرارها.
وأضاف أبورمية ان العراق كان ولايزال يهدد أمن الكويت ولا يريد لها الاستقرار ودائما ما يفتعل المشاكل كلما استقرت الاوضاع، وهو يستخدم نظام الحرب الباردة مع الكويت ليهز استقرارها الأمني والاقتصادي كل ما سنحت له الفرصة. وقال: لن نستغرب من الحكومة الكويتية لو طالبت بمزيد من التعاون مع الحكومة العراقية بعد هذا التصريح من ممثل الحكومة العراقية في الجامعة العربية لأن الحكومة الكويتية عودت الحكومة العراقية على رد الاساءة بالاحسان، وهذا أمر مرفوض، ففرض هيبة الكويت خارجيا هو مسؤولية الحكومة الكويتية ويجب عليها استدعاء السفير العراقي لدى الكويت وابلاغه برفض الكويت لهذه التصريحات السيئة من العزاوي واستيضاح الامر منه واخذ التعهدات من الحكومة العراقية بعدم تكرار مثل هذه التصاريح المستفزة. مشيرا الى ان العراق بتصريح سفيره العزاوي أثبت للعالم أجمع عدم احترام المواثيق الدولية والاجماع الدولي وليس فقط الاقليمي، فها هو يعلن رفضه لمجلس الأمن وأحكامه. واختتم أبورمية تصريحه موجها كلامه للحكومة الكويتية يا حكومة لن نتهاون معك في تمرير مثل هذا التصريح دون اجراءات ديبلوماسية تثبت هيبة الكويت دوليا ونقول لك يا حكومة الا السكوت عن اهدار كرامة الكويت فلن نرضى عنه، ونقول للعزاوي لولا الكويت وافضالها عليك انت شخصيا لكنت مازلت لاجئا الى احدى الدول الغربية هروبا من الطاغية المقبور، ولكن ان أكرمت الكريم ملكته وان أكرمت اللئيم تمردا، والحدود الكويتية الدولية مع العراق مثبتة دوليا رغم أنف العزاوي وحكومته ولن نتنازل عن شبر واحد من الاراضي الكويتية، ولتكن حرب تحرير الكويت عبرة لكم ولأمثالكم.
وبدوره، أكد النائب مسلم البراك ان خروج مندوب العراق بهذه التصريحات امر غير مقبول وان الحدود لا ننتظر اعترافه او اعتراف دولته بها وذلك لكونها صدرت من مجلس اممي، الامر الذي يعني انك لا تملك لا انت ولا حكومتك ولا نظامك ان يغير «سنتيمترا واحدا» وان الشعب الكويتي قد اصبح حاليا في مرحلة تيقظ غير مسبوقة ولديهم حساسية شديدة تجاه الحديث في هذا الامر.
وتأسف البراك من تعامل الحكومة ورئيسها ووزير خارجيتها الذي يتعامل بطريقة مغلفة مليئة بالتراخي مع الآخرين.
واستغرب البراك من تصريح د.معصومة المبارك عندما التقت السفير العراقي وقالت نيابة عنه انه اتصل وكلم العزاوي وقد نفى ذلك مستغربا من هذا الامر وقيام معصومة بإدلاء تصريح عنه، مطالبا السفير العراقي بضرورة الخروج بتصريح رسمي يؤكد ذلك احتراما للكويت ومؤسساتها وشعبها.
واكد البراك ان الكويت ليست «طوفة هبيطة» وان قرارات ترسيم الحدود صدرت بقرار اممي لا يمكن الرد فيه، مطالبا العراق بضرورة احترام حسن الجوار مع الكويت التي قدمت لهم الكثير، مؤكدا انه لولا الله عز وجل ثم موافقة الكويت لما قام العراقيون الآن بالاصطفاف دورا لاختيار حكامهم مطالبا السفير بضرورة الاسراع في اصدار بيان رسمي بذلك.
من جانبه أكد النائب فيصل الدويسان انه ضد التدخل النيابي في علاقات الكويت مع الدول الأخرى، مبينا ان الأجدى ترك الملفات الخلافية تحل عبر القنوات الديبلوماسية وإفساح المجال للحكومة لمعالجة هذه الملفات بما يحقق مصلحة الكويت.
وقال الدويسان في رده على سؤال للصحافيين بشأن تصريحات مندوب العراق في الجامعة العربية قيس العزاوي ان الرئيس الخرافي نقل لنا الرغبة السامية لصاحب السمو الأمير بعدم التدخل في علاقات الكويت بالدول الشقيقة، ولذلك نقول «سمعا وطاعة يا صاحب السمو الأمير وكلامك ما ينزل من على الراس».
وعن تفسيره لغياب الدور الحكومي وعدم وجود أي تحرك في اتجاه حسم الملفات الخلافية مع العراق قال الدويسان ان هناك أشياء تكون تحت الطاولة وليس بالضرورة ان تخرج للعيان ففي النهاية ما يهمنا ان تتحقق مصلحة الكويت وليس إيجاد جنازة «نشبع فيها لطم».
من جانبه، ندد النائب علي الدقباسي بالتصريحات الأخيرة للمندوب العراقي الدائم في الجامعة العربية، موضحا ان مثل هذه التصريحات قد اعتادت عليها الكويت وهي حلقة في مسلسل التحرش من الجانب العراقي «ونحن نقول لهم اننا لسنا بحاجة الى تصريحاتكم والرد، فأنتم أناس كان لكم دور سلبي تجاه شعبكم، وحقوقنا وعلاقتنا مع العراق مربوطة بالقرارات الدولية ذات الصلة».
وأضاف: أنتم عاجزون عن إدارة شعبكم وسبب نكبة العراق مثل هذه التصريحات ومثل هؤلاء المسؤولين الذين يسيئون للعراق ويسيئون لجيرانه، وأكبر دليل ان جميع جيران العراق لديهم مشاكل معه، مؤكدا انه لا يتوقع منهم ـ أي المسؤولين ـ أي خير والدليل المبالغ والتعويضات التي مازالت في ذمة العراق وتتملص من تسديدها.