- جيان: لا تغيير في موقف فرنسا تجاه خروج العراق من «الفصل السابع» وقرار حظر ارتداء النقاب لدواعٍ أمنية بحتة
محمد هلال الخالدي
أشاد وكيل وزارة الخارجية بالوكالة السفير الشيخ علي العبدالله بالعلاقة المتميزة بين الكويت وجمهورية فرنسا، وقال خلال حضوره حفل الاستقبال الذي أقامه السفير الفرنسي في الكويت جان رينيه جيان بمناسبة العيد الوطني لبلاده مساء أمس الأول ان علاقتنا مع فرنسا علاقة مميزة بمعنى الكلمة، وهناك اهتمام خاص من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتطوير العلاقات والتعاون مع جمهورية فرنسا الصديقة، وحضورنا لهذا الحفل يبرهن على ذلك، كما أن الزيارات المستمرة بين كبار المسؤولين في البلدين تدل بوضوح على عمق هذه العلاقة المتميزة، فقد كان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في زيارة رسمية لفرنسا قبل فترة ونتوقع زيارة مماثلة لرئيس الوزراء الفرنسي إلى الكويت قريبا لمتابعة المواضيع التي تمت مناقشتها خلال زيارة سمو الشيخ ناصر المحمد لباريس، كما أن هناك تعاونا مستمرا بين الكويت وفرنسا في عدة مجالات وخاصة مشروع «النووي السلمي»، وأضاف الشيخ علي العبدالله: أن الكويت تدرك تماما أهمية إيجاد بدائل لتوفير الطاقة وخاصة الطاقة الكهربائية، والحكومة بدأت فعليا في هذا المسار ونفكر باهتمام في المستقبل، وهناك خطوات تجري لتنفيذ هذا المشروع الحيوي، وأكد أن هذه الخطوات لا تتعارض مع المشروع المشترك للنووي السلمي الذي اتفق عليه مع دول مجلس التعاون الخليجي، كما أن الكويت لديها اتفاقيات أمنية وتعاون لتحقيق مصالحها مع دول كثيرة مادام في ذلك خدمة للكويت وأهلها.
وفيما يتعلق بإنشاء مركز ثقافي كويتي - فرنسي أفاد الشيخ علي العبدالله بأن هناك مباحثات تجري حاليا وهناك اجتماع بين وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله والسفير الفرنسي جان رينيه جيان لمناقشة الخطوات التنفيذية لهذا المشروع.
وفي رده على سؤال أحد الصحافيين حول صفقة الرافال قال الشيخ علي ان الموضوع لايزال مجرد «كلام» ولا يوجد في الحقيقة شيء رسمي حتى الآن فلماذا نتحدث عن شيء غير موجود؟! خاصة أن الأخذ والرد في هذا الموضوع لن ينتج شيئا لأنه لا وجود لصفقة بل مجرد كلام.
وحول ما أذيع عن تصريحات السفير الفرنسي في بغداد الذي قال ان فرنسا ستقوم بمسؤوليتها تجاه اخراج العراق من الفصل السابع قال الشيخ علي العبدالله ان هذا الموضوع لايزال في اطار التصريحات الصحافية ولم يردنا أي شيء رسمي حتى الآن، ونحن نتعامل بصورة رسمية مع الحكومات، ولكن هذا لا يعني أننا لا نتابع الموضوع فقد قمنا بإجراءات رسمية لمتابعة الأمر، وأكد أن علاقة الكويت مع فرنسا واضحة جدا ولا أعتقد أن فرنسا يمكن أن تتخذ موقفا مغايرا لموقفها السابق بصورة مفاجئة، ونحن نراقب هذا الأمر وننتظر تقريرا من سفارتنا في فرنسا حول مدى صحة تلك التصريحات، وموقف الكويت بخصوص خروج العراق من الفصل السابع واضح ومعروف فنحن نطالب بتطبيق جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالكويت قبل خروج العراق من الفصل السابع، والكويت لم تضع شروطا تعجيزية كما يدعي البعض، وعلى العراق أولا أن يلتزم بتلك القرارات، كما أن موقف الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن واضح أيضا في هذا الشأن.
وحول ما نشر من تصريحات مندوب العراق لدى جامعة الدول العربية قيس العزاوي بخصوص إعادة ترسيم الحدود بين الكويت والعراق قال الشيخ علي العبدالله: اننا وبمجرد صدور تلك التصريحات تحركنا مباشرة في الخارجية الكويتية وقمنا باستدعاء السفير العراقي في الكويت وسلمناه مذكرة احتجاج وامتعاض الكويت من هذه التصريحات، وأبلغناه بأن هذا الأمر مرفوض رفضا تاما من قبل الكويت، ومن ثم جاء النفي والقول بأن تلك التصريحات نقلتها الصحافة بصورة خاطئة.
وفيما يتعلق بتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي قال الشيخ علي العبدالله اننا متفائلون كثيرا والكويت بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي تبذل جهدا مضاعفا للانتهاء من مناقشة العديد من النقاط المتعلقة بهذه الاتفاقية.
من جانبه توجه السفير الفرنسي في الكويت جان رينيه جيان بالشكر والتقدير لكل من حضر للتهنئة بالعيد الوطني لفرنسا وأشاد بالعلاقة المتميزة التي تربط الكويت بفرنسا والتعاون المشترك في عدة قضايا بين البلدين، وأضاف أن هذا الاحتفال مميز جدا وقد سعدنا بحضور وكيل وزارة الخارجية بالوكالة الشيخ علي العبدالله ومشاركته لنا في هذا الحفل، وهي مناسبة جيدة للاحتفال بالعلاقة المتميزة بين البلدين والتي تعبر عنها الزيارات المستمرة على أعلى المستويات بين كبار المسؤولين في فرنسا والكويت، وأكد جيان أن هناك ترتيبات تجري حاليا لزيارة رئيس الوزراء الفرنسي للكويت بدعوة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد قريبا، وهناك مناقشة جادة حول التأكيد على الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الكويت وفرنسا والأمور تجري بأحسن ما يكون وهي نموذج للعلاقات المتميزة بين البلدين.
وفي رده على سؤال صحافي حول قرار منع ارتداء النقاب في فرنسا وما إذا كان لمثل هذه القرار تأثير على علاقة فرنسا بالعالم الإسلامي والعربي قال السفير جيان ان ارتداء النقاب أمر مختلف عن ارتداء الحجاب، فالنقاب حالة خاصة وهذا القرار جاء لدواع أمنية بحتة وليس ضد المسلمين، وأضاف أن في فرنسا أكثر من 5 ملايين مسلم يتمتعون بحرية العبادة ولا أعتقد أن هذا القرار سيؤثر على علاقة فرنسا بالعالم الإسلامي.
وأكمل جيان بأن لكل دولة ثقافتها وخصوصيتها وكل جالية يجب أن تحترم ثقافة الدولة التي تعيش فيها ونحن هنا في الكويت مثلا نحترم ثقافة أهل الكويت وهذا حق لكل بلد، وقرار منع ارتداء النقاب يتعلق بموضوع الهوية حيث ان اخفاء الوجه يتعارض مع ذلك، وبالنسبة لتأثير هذا القرار على حصول الكويتيات المنتقبات على الفيزا لفرنسا قال ان هناك شروطا للحصول على الفيزا من بينها صورة مكشوفة للوجه.
وفي رده على سؤال أحد الصحافيين حول ما أشيع عن تصريحات السفير الفرنسي في بغداد بشأن تغيير فرنسا لموقفها تجاه خروج العراق من الفصل السابع أكد السفير الفرنسي في الكويت جان جيان أن سياسة فرنسا بهذا الخصوص واضحة جدا وأعلن عنها الرئيس ساركوزي الذي أكد دعم فرنسا لخروج العراق من الفصل السابع ولكن ليس على حساب حقوق دول الجوار وقبل تنفيذ قرارات مجلس الأمن، فموقف فرنسا واضح ونحن لدينا اتفاقية أمنية مع الكويت ولا يوجد شيء رسمي يتعلق بتغيير فرنسا لموقفها من هذا الموضوع، نحن نتمنى أن ينتهي هذا الموضوع ولكن أكرر ليس على حساب حقوق الكويت والدول الأخرى.
واقرأ ايضاً:
سلام يشيد بتجربة الكويت في تطوير مستوى التدريب والتنمية
الشمالي: لجنة مشتركة بين الكويت وانتيغوا وبربودا لتوطيد العلاقات الاقتصادية ومجالات الاستثمار
عطري زار جناح الكويت في معرض دمشق الدولي: الكويت تشهد تطوراً كبيراً في مختلف القطاعات