أعلنت جمعية الطيور امس ان فريقا منها رصد للمرة الأولى منذ عام 1987 طيور «الخرشنة» المتوجة الكبيرة وهي تفرخ في جزيرة كبر.
وقال رئيس الجمعية م.عبدالرحمن السرحان ان جمعية الطيور الكويتية نظمت رحلة لجزيرة كبر في السادس من الشهر الجاري شارك فيها 19 عضوا من الجمعية لمعاينة أعداد الطيور المفرخة في جزيرة كبر وتم خلالها اكتشاف تفريخ الخرشنة المتوجة الكبيرة في هذه الجزيرة وهو اول رصد منذ عام 1987.
وأفاد بأن أول تسجيل لتفريخ الخرشنة المتوجة الكبيرة في الكويت يعود الى تاريخ 11 يونيو 1905 عندما زار السير برسي كوكس جزيرة كبر وجمع منها بيضتين لهذا الطائر.
وقال السرحان ان أعضاء الجمعية رصدوا 7 أزواج من الخرشنة المتوجة الكبيرة في الجزيرة 3 منها تحضن أعشاشها التي تحتوي على بيضة واحدة والبقية كانت لاتزال في حالة التزاوج وبناء العش.
وأضاف انه وجدت أعشاش الخرشنة المتوجة الكبيرة بين أعشاش الخرشنة المتوجة الصغيرة والمسافة بين الأعشاش لا تزيد على 30 سنتيمترا وهذان النوعان من الخراشن يمتازان ببناء أعشاش متقاربة جدا بحيث يكون أفراد المستعمرة متلاصقين جدا ولا يحدث بينهما اي عراك او تعد على الآخر.
وذكر السرحان انه تمت ملاحظة تأثر الجزيرة بكمية أمطار وفيرة فكانت شجيرات السويداء المعمرة تنمو بأعداد وأحجام كبيرة وهي البيئة المناسبة لتفريخ الخرشنة الملجمة، مشيرا الى ان وجود النباتات الحولية الجافة بكثرة في هذه الجزيرة هذه السنة وفر غطاء مريحا من أشعة الشمس خصوصا للفراخ التي تترك العش مباشرة بعد نهوضها وتستقر تحت الشجيرات وتنتظر قدوم الوالدين لإطعامها السمك.
وقال انه تم رصد نحو 3 آلاف طائر للخرشنة بيضاء الخدين مفرخ خلال رحلة السنة أما في السنة الماضية فكانت الأعداد ألفين فقط وفراخ هذا النوع تنتشر في الجزيرة فرادى وتستخدم النباتات الحولية الجافة كغطاء يحميها من أشعة الشمس ويمنعها من هجوم الطيور من الأنواع الأخرى عليها وقد توافر العشب الكثيف الجاف بكثرة هذا العام وبمساحات كثيرة مقارنة بالعام الماضي.
وأكد ان جزيرة كبر تعتبر المعقل الأخير للخرشنة الملجمة للبقاء على قيد الحياة في الكويت، ففي السابق فرخت في جزيرة بوبيان وجزيرة عوهة وجزيرة أم المرادم «لكن للأسف خلال هذه الرحلة شوهدت 6 طيور منها مقتولة عبثا ببنادق الصيد (الشوزن) ولانزال نطالب بوقف هذا العبث برفع أسعار طلقات الشوزن على الأقل الى نفس أسعار دول الخليج».
وقال السرحان ان الخرشنة الملجمة تضع بيضها تحت أشجار السويداء في جزيرة كبر على الرمال ودون بناء عش وأحيانا عندما يكون العش بين الشجيرات تضع بعض الأعواد لتبني عشها وقد وجد الأعضاء ان أغلب الأعشاش يحتوي على بيضة واحدة وتم تقدير نسبة الأعشاش التي احتوت على بيضتين بنحو 1%.
وأضاف انه بسبب الأمطار الغزيرة نما شجر السويداء بحجم كبير وازدادت أعداده، ما هيأ بيئة مناسبة لتفريخ هذا الطائر فبلغت أعداد هذا الطائر في هذا العام نحو 4 آلاف طائر وبالمقارنة بالعام 2009 فقد كانت أعداده 2200 فقط اي بزيادة قدرها 82%.
وتطرق الى الخرشنة المتوجة الصغيرة قائلا انها تبني أعشاشها في مجموعات متوسطة الى كبيرة حيث احتوت الكبيرة منها على 140 عشا هذا العام وبكثافة عالية اذا كانت الأعشاش متقاربة جدا وبمسافة 15 سنتيمترا بين العش والآخر وغالبا ما يحتوي العش على بيضة واحدة، ونادرا ما توجد بيضتان ومن خلال هذه الرحلة تم تقدير اعداد الطيور المفرخة وكانت 500 طائر.
وأكد السرحان ان البيئة وتنوع الكائنات فيها تعتمد على نظام متوازن خلقه الله تعالى فأشجار السويداء في جزيرة كبر هي البيئة المفضلة للخرشنة الملجمة فتحتها تبني أعشاشها ومع زيادة أعداد هذه الأشجار ازداد عدد الطيور المفرخة هذا العام في حين ان قلة أعداد الطيور الكبيرة المفرخة في جزيرة بوبيان مرتبطة بقلة أعداد شجر الأشنان فهو الوحيد الذي يتحمل أعشاش الطيور الكبيرة كأبوملعقة والبلشون الرمادي والغرنوق الأسود، حيث نجدها تتقاسم الشجرة الواحدة لقلة شجر الأشنان في الجزيرة.