أكدت الناشطة السياسية نبيلة العنجري أهمية دور الشرطة النسائية، خاصة في مجتمع متحضر يتطلع دائما إلى الأفضل كالمجتمع الكويتي، لافتة إلى أن تواجد الشرطيات في المجتمعات التجارية يعد أمرا إيجابيا في ظل تواجد الأسر، لأن الشرطية هي الأجدر في التعامل مع النساء والأطفال بشكل سليم يحفظ الأمن وفي الوقت ذاته يسمح للمرأة بتحقيق ذاتها ويمنحها شرف المشاركة في خدمة وطنها من خلال المجال الذي تختاره.
واستدلت العنجري على أهمية الشرطة النسائية بما هو موجود في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية حيث تسهم الشرطيات هناك في عملية التنظيم داخل الحرمين الشريفين في ظل الزحام الشديد فيهما خلال أوقات ممتدة على مدار العام، مضيفة أن تجربة الشرطة النسائية موجودة منذ وقت ليس بالقصير في كثير من الدول العربية والإسلامية، وأيضا معظم دول العالم.
وتطرقت العنجري إلى حادثة التحرش ببعض الشرطيات أثناء عملهن في أحد المجمعات التجارية مؤكدة أنها ليست سوى «حادثة فردية»، ولا يجب أن يستغلها أحد في الحكم على هذه التجربة، لافتة إلى أن المرأة الكويتية متواجدة بقوة في جميع مجالات العمل سواء في التدريس أو الطب أو الهندسة فضلا عن تحملها لضغط التعامل مع الجمهور مباشرة في معظم الجهات الحكومية وأثبتت نجاحا كبيرا في ذلك.
وقالت إذا كانت المرأة الكويتية نجحت باقتدار في قيادة وزارات ومؤسسات حكومية وخاصة، كما أثبتت كفاءتها في التعامل المباشر مع الجمهور داخل جميع المؤسسات الحكومية والخاصة، فهل الزي الرسمي للشرطة مدعاة لمحاربة المرأة واتهامها بعدم القدرة على تحمل هذه المسؤولية، والادعاء بأن المجتمع غير مهيأ لتقبل عملها في هذا المجال؟
وخاطبت العنجري الأصوات التي أشغلت نفسها بمهاجمة عمل المرأة في الشرطة قائلة: إذا كانت معارضة الشرطة النسائية أصبحت هي كل أولوياتكم، فلماذا السكوت عمن يتوسطون يوميا لمخالفي القانون؟ أين أنتم من قضايا الفساد المالي والإداري واستغلال المناصب؟ هل انتهت مشاكل التعليم والصحة التي لم تترك بيتا إلا ودخلته؟ وهل تناسيتم التهديد المستمر بانقطاع الكهرباء والماء عن بيوتنا في هذه الأجواء الملتهبة؟ أين جهودكم في متابعة تنفيذ خطة التنمية التي يجب أن تكون في مقدمة أولوياتنا جميعا لتوفير مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة؟
وأعربت عن أسفها أن يتخذ بعض النواب أسلوب المعارضة المستمر أمام أي مجالات جديدة يمكن للمرأة أن تحقق نجاحات مشهودة من خلالها، وإصرارهم على وضع العوائق والعقبات في طريق سعيها نحو الإنجاز والتقدم، مطالبة وزارة الداخلية بالاستمرار في دعم الشرطة النسائية والتعامل بكل قوة مع مخالفي القانون والآداب العامة حتى يرتدع كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه المخالفات.