افتتح ملك ماليزيا الواثق بالله ميزان زين العابدين بن السلطان محمود المكتفي بالله أول من أمس معرض «ذخيرة الدنيا» بمشاركة ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وزير النفط ووزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله.
وحضر حفل الافتتاح وزير الاعلام والثقافة الماليزي ريس يتيم والمشرف العام على دار الآثار الإسلامية الشيخة حصة الصباح وسفيرنا لدى ماليزيا منذر العيسى ورئيس مجلس ادارة مؤسسة البخاري سيد مختار البخاري وكبار المسؤولين في الحكومة الماليزية وأعضاء السلك الديبلوماسي في السفارة الكويتية وممثلو السفارات العربية والاجنبية.
وقال الشيخ احمد العبدالله في كلمته الافتتاحية انه يتشرف بتمثيل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لافتتاح هذا المعرض العالمي.
وأشار الى انه تشرف سابقا بتمثيل صاحب السمو الأمير لافتتاح معرض «ذخيرة الدنيا» في معرضين أقيما بمتحف «هرميتاج» في سانت بطرسبرج في اغسطس 2009 والمعرض الذي أقيم في متحف «الحضارة الآسيوية» في سنغافورة في فبراير الماضي.
وأكد ان المعرض لقي إقبالا كبيرا من قبل الزوار، حيث استقطب أكثر من 84 ألف زائر في فترة عرضه بسنغافورة، في حين استقبل أكثر من 700 ألف زائر في معرضي موسكو وسانت بطرسبرج في روسيا.
وقال ان هذا المعرض التاريخي يشارك من ناحية ثقافية وتراثية في إحياء الحياة التي عاشها المحاربون الماليزيون في القرون السابقة والتي تعود بذاكرة الامة والوطن الى شرف وعزة وشجاعة أولئك المحاربين الذين قدموا أرواحهم وأنفسهم دفاعا عن بلادهم.
وأعرب عن سعادته الكبيرة لعرض قطع معرض «ذخيرة الدنيا» التاريخي الأثرية في متحف الفنون الاسلامية بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث تقدم تلك القطع لمحة عن العصر المغولي الاسلامي الذي قدم فنونا تراثية للمصوغات الهندية في الفترة ما بين القرن 16 وحتى القرن الـ 18.
وأوضح ان المعرض الكويتي جلب الى ماليزيا مختارات قيمة من القطع الاثرية لمجموعة الصباح التي تعد من اكثر مجموعات الفن الاسلامي شمولية وتميزا، حيث تغطي هذه المجموعة معظم الاقاليم الجغرافية والفترات التاريخية في العصور الاسلامية بدءا من القرن الـ 8 الى القرن الـ 19 امتدادا من اسبانيا غربا الى الصين شرقا.
وأشار الى ان هذا المعرض يعرض مجموعة خاصة وفريدة من القطع الأثرية التي اختيرت بعناية فائقة منذ عام 1970 من قبل وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد والشيخة حصة الصباح، موضحا ان الفنون المرصعة بالجواهر الهندية التي تعود الى العصر المغولي تعد واحدة من أهم قطع مجموعة الصباح.
وأوضح الشيخ احمد العبدالله ان المجموعة الكاملة لهذا المعرض تشمل 30 ألف قطعة فنية، إلا أن ما يتم عرضه في هذه الفترة نحو 507 قطع فقط قائلا انه لأسباب لوجيستية لم يكن بمقدور المسؤولين جلب جميع القطع الفنية الى متحف الفنون الإسلامية في كوالالمبور.
ودعا ملك ماليزيا والشعب الماليزي الى زيارة الكويت في المستقبل القريب لمشاهدة باقي القطع الفنية عند عرضها في متحف الكويت الوطني الذي واجه دمارا شاملا عام 1990 مؤكدا ان برنامج إعادة تأهيله وبنائه المجدول له سيكون في فبراير 2013.
وذكر ان هذه المجموعة التاريخية قامت بجولة الى العديد من الدول في العالم بما في ذلك اهم المدن الأوروبية وشمال أميركا وآسيا حتى وصلت الى آخر محطاتها في العاصمة الماليزية كوالالمبور قبل العودة الى الكويت بعد عقد من التألق والنجاح في المتاحف العالمية.
وأوضح ان الهدف الرئيسي من اقامة معرض «ذخيرة الدنيا» لا يقتصر على مشاهدة القطع الاثرية المصنعة من الذهب والياقوت الثمين والزمرد والألماس، بل يهدف أيضا الى إحياء التوعية العامة لتقدير الفنون الاسلامية التاريخية وإحيائها من اجل الاجيال المقبلة.
من جانبه، أشاد وزير الاعلام والثقافة الماليزي ريس يتيم في كلمة له أثناء الحفل بالجهود الكويتية في الحفاظ على التاريخ الاسلامي ومحاولة إبراز معالمه من خلال مجموعة الصباح التراثية، خصوصا القطع المعروضة في معرض «ذخيرة الدنيا» والذي يمثل الحضارة الاسلامية المغولية في الهند.
ودعا يتيم الى إبراز الصورة الحقيقية والمشرفة للإسلام والمسلمين من خلال الفنون والثقافة اللتين تسهمان بشكل كبير في تجسير العلاقات الثقافية بين الشعوب والدول.
وأشار الى أن دار الآثار الإسلامية أقامت معرضا خاصا في ماليزيا بمناسبة افتتاح المتحف الاسلامي تحت عنوان «الزرابي» في الفترة بين 17 ابريل ويوليو 1999 حيث أثار المعرض إعجابا كبيرا حول الفنون الاسلامية، خصوصا فنون السجاد الاسلامي.
وقامت الشيخة حصة الصباح بعد حفل الافتتاح بجولة مع ملك ماليزيا والملكة في أجنحة المعرض بمشاركة الشيخ احمد العبدالله ووزير الإعلام والثقافة الماليزي يتيم وسفيرنا لدى ماليزيا وكبار المسؤولين في الحكومة الماليزية.