محمد هلال الخالدي
في ندوة مميزة سادت فيها أجواء الروح الوطنية، تناول فيها عدد من أهل الاختصاص الذكرى العشرين للاحتلال الصدامي الغاشم من عدة جوانب عسكرية وتاريخية واقتصادية وإعلامية مساء أمس الأول بديوان الشليمي حيث شهدت حضور عدد من أبطال الجيش الكويتي الذين سطروا أروع الأمثلة في الدفاع عن وطنهم ضد المحتل، وقد أكد منظم الندوة العقيد ركن متقاعد فهد الشليمي على أن هذه الندوة ليست سياسية بل هي بمثابة ليلة وطنية نستذكر فيها مواقف الرجال الأوفياء من أهل الكويت ممن ضحوا وقدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن الغالي، ووجه الشليمي عدة رسائل قائلا: اننا في 2/8/1990 خسرنا وطنا، ولكننا تمكنا من إعادته بوحدتنا الوطنية وتكاتفنا فهما حصننا الأول، وتجربة الاحتلال الصدامي أثبتت للعالم أجمع مدى تلاحم الكويتيين ووقوفهم صفا واحدا خلف قيادتهم الحكيمة، ونستذكر في مثل هذه الأيام جهود سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، وجهود سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله، والديبلوماسية الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما كان وزيرا للخارجية وقدرته على إدارة هذا الملف الكبير في فترة عصيبة.
المحور العسكري
على المستوى العسكري تحدث اللواء متقاعد سالم السرور عن مفهوم الأمن القومي مشددا على أهميته، وقال إن دول العالم تبذل الغالي والنفيس من أجل توفير الأمن، وأضاف أن تجربة الغزو أثبتت بوضوح عناصر قوة الشعب الكويتي، وأهمها الوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة السياسية، وهنا يجب أن نقف وقفة جادة لنتعلم من ذلك الدرس وتلك التجربة القاسية، فهناك اتفاقيات أمنية تربط الكويت مع كثير من الدول الصديقة والشقيقة سواء مع منظومة دول مجلس التعاون الخليجي أو الدول العربية أو مع دول أجنبية، وعلينا أن نشجع قيام وتفعيل مثل هذه الاتفاقيات لأنها تمثل خط دفاع مهم. وفي رده على سؤال «الأنباء» حول أهمية عودة التجنيد الإلزامي، قال اللواء سالم السرور ان قانون التجنيد الالزامي الجديد على وشك أن يرى النور قريبا ونأمل أن يعالج الأخطاء السابقة، فالخدمة العسكرية مهمة جدا في أي بلد وليس صحيحا أنها «عسكرة للمجتمع» بل هي ضرورة لوجود أي دولة. أما محور التاريخ والجانب الاستراتيجي فتناوله العقيد ركن متقاعد د.ظافر العجمي والذي سأل: بعد مرور 20 عاما على تجربة الاحتلال، هل استفدنا من أخطائنا فعلا وصححناها وتجاوزناها أم لم يتغير شيء؟
وحول الجانب الاقتصادي تحدث الخبير الاقتصادي حجاج بوخضور حيث استعرض أهم ملامح الاقتصاد الكويتي، كما انتقد الحديث عن تاريخ الكويت من 300 عام فقط قائلا ان تاريخ الكويت يمتد لثلاثة آلاف عام وعلينا أن نؤكد على هذه الحقيقة التي تثبت أن الكويت لم تخضع يوما لأي دولة وأن وجودها قديم ولم تكن يوما تابعة للعراق.
المحور الإعلامي
أما المحور الإعلامي فتصدى له الزميل الإعلامي القدير يوسف مصطفى، الذي كان أحد أبطال تلك التجربة المريرة.
وقد انتقد الزميل يوسف مصطفى تخاذل دور الاعلام الرسمي وعدم تصديه لبعض القنوات الاعلامية الفاسدة التي تهدد الوحدة الوطنية وتبث سمومها في نفوس وعقول أبنائنا دون أن يقابلها أي جهد ليتصدى لها ويبين الحقائق ويعرفهم بحقيقة المجتمع الكويتي الأصيل بتاريخه العريق المليء بالتضحيات والبطولات من أجل الكويت.