رندى مرعي
بخطى متثاقلة دخل محمد أحمد عبد ربه قاعة جمعية الصحافيين ليلتقي والده بعد فراق دام حوالي 32 سنة بسبب ظروف معيشية واجتماعية قضت بإبعاد الوالد عن ابنه وبات يعرف أخباره من مقربين له عبر الهاتف، ولم ير محمد والده كل تلك السنوات غير أنه في السنوات الأخيرة سمع صوته عبر الهاتف وتلقى منه عشرات الرسائل.
اللقاء تم برعاية رئيسة جمعية الأم المثالية والأسرة المتميزة الشيخة فريحة الأحمد وحضور أعضاء اللجنة العليا لجائزة الأم المثالية والأسرة المتميزة والشـــــيخ دعيج الخليفة والمحامية نجلاء النقي والسفير البوسني ياسين رواشدة الذي أعلن أن اللقاء تم عبر منظمة «العدالة للجميع - عدالة بلا حدود» والتي تنفذ برنامج لم شمل الأسر التي فرقتها ظروف الحياة المختلفة سواء الحروب أو المشاكل الاجتماعية.
وفي كلمته قال السفير البوسني ياسين رواشدة ان المنظمة تمكنت خلال السنوات الخمس الأخيرة من جمع شمل عدد من الأسر معظمهم من دول يوغسلافيا السابقة وخاصة من البوسنة والهرسك.
وضمن برنامج لم الشمل كانت عائلة أحمد عبد ربه أردني الجنسية الذي عاش فترة من حياته في البحرين تعرف خلالها على زوجته التي أنجب منها محمد وفاطمة غير أن الظروف باعدت فيما بينهم ليعود بعدها الى الأردن حيث لديه عائلة أخرى ثم غادر الى الولايات المتحدة بحثا عن الرزق ومن هناك كان يبحث عن ابنه محمد الذي بدوره كان يبحث عن أبيه من خلال متطوعين لمنظمة العدالة بلا حدود التي استطاعت أخيرا لم شمل هذه العائلة على أرض الصداقة والحب أرض الكويت.
بدورها أملت الشيخة فريحة الأحمد أن يكون هذا اللقاء بين محمد وأبيه بداية لحياة جديدة يتخلصان فيها من كل الذكريات الأليمة التي مرا بها وأن يرعى كل منهما الآخر.
وفي كلمة له أكد المستشار الأول لجائزة الأم المثالية والأسرة المتميزة الداعية صالح النهام أن السعي لأسرة مثالية يحقق مجتمعا مثاليا للعالم أجمع مشيدا بدور الجمعيات والمنظمات الانسانية التي تعمل على لم شمل الأسر التي فرقتها ظروف الحياة المختلفة.
بدورها أكدت المحامية نجلاء النقي على دور الكويت الرائد في مد يد العون لكل من يحتاج المساعدة في جميع المجالات والمواقف واصفة لحظات لقاء أحمد عبد ربه بابنه بالحرجة لما فيها من عواطف ممتزجة بالذكريات الأليمة التي خلفتها سنوات الفراق.