آلاء خليفة
الناظر في الواقع السياسي الحالي والمتمعن في ابعاده يفكر كثيرا في احتمال وقوع حرب اميركية - ايرانية، لاسيما لوجود مؤشرات تؤكد ذلك، في المقابل نرى محاولات للجلوس على طاولة مفاوضات واحدة للاتفاق على حل يرضي جميع الاطراف، لكن كما هو متعارف عليه فإن قرار الحرب يؤخذ في اقل من ثانية، لذا ارتأت «الأنباء» عمل استطلاع لآراء اساتذة العلوم السياسية بجامعة الكويت لمعرفة وجهات نظرهم حول احتمال اندلاع الحرب، وقد اتفقت اغلب الآراء على ان الحرب الحالية حرب نفسية اعلامية ولن تتطور الى حرب عسكرية، لاسيما في المرحلة الحالية، مدللين على ذلك كل واحد من وجهة نظره على وجود محاولات لابعاد خيار الحرب واتجاه الكفة ناحية خيار السلم، من ناحية اخرى كانت لهم توجيهات يجب على دول الخليج العربي الاخذ بها، مؤكدين ان اندلاع حرب اميركية - ايرانية في الوقت الراهن سيؤدي الى دمار دول الخليج من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. واليكم نص اللقاءات التي اجرتها «الأنباء» مع الاكاديميين بجامعة الكويت.
بدأنا استطلاعنا مع استاذة العلوم السياسية ورئيسة وحدة الدراسات الاوروبية الخليجية بجامعة الكويت د.هيلة المكيمي التي اكدت لنا من وجهة نظرها السياسية ان منطقة الخليج مقبلة على مساومات وتنازلات وليس على حرب اميركية - ايرانية، الا ان لتلك المساومات تأثيرات كبيرة على منطقة الخليج، موضحة انه مع اقتراب موعد المفاوضات الايرانية - الاميركية عبرت مضيق هرمز واحدة من اكبر قوى الحشد الجوي في المنطقة وهي واحدة من الوسائل التي لجأت اليها اميركا من اجل التلويح باستخدام القوة وان تبعث رسالة واضحة للايرانيين بأنها جادة في الاقدام على التلويح باستخدام القوة في حال استمر التعنت الايراني ازاء قضيتي العراق والملف الايراني، مضيفة: وقد تبع تلك الخطوة قيام الادارة الاميركية بتفكيك مجموعة تنسيق الاعمال العدائية ضد ايران وسورية وهي لجنة «مجموعة السياسة والعمليات الخاصة بإيران وسورية»، وأكدت د.المكيمي ان تلك الخطوة تعد دليلا واضحا على ليونة السياسة الاميركية تجاه إيران، كما أعقب ذلك التوجه للمحادثات الرسمية الأولى من نوعها عام 1980 في بغداد، وتابع: حيث أكد سفيرا البلدين لدى العراق رايان كروكر وحسن كاظمي قمي، على توافقهما على دعم استقرار العراق وأمنه، حيث طالبت اميركا طهران بوقف امداداتها للمجموعات المسلحة في العراق، كما أعربت طهران عن استعدادها لتأهيل الجيش العراقي وتدريبه.
من ناحية أخرى، قالت د.المكيمي: الا ان ذلك لا يسقط احتمالات توجيه واشنطن لضربة عسكرية لإيران في حال عدم إحراز اي تقدم على صعيد تلك المفاوضات، مشيرة الى ان الاستعدادات الاميركية واضحة وموجودة، لاسيما ان الجمهوريين يتعرضون لضغوط الانتخابات المقبلة في عام 2008، وفي حال غياب دور فعلي لدول الخليج العربي سواء على مستوى المفاوضات او قرار توجيه الضربة، فإن دول الخليج ستتأثر سلبا في كلتا الحالتين.
تفاصيل الخبر في ملف ( pdf )