قامت لجنة الفردوس للدعوة والإرشاد التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي بالتعاون مع المراقبة الثقافية التابعة لإدارة مساجد محافظة حولي باستضافة الداعية محمد حسين يعقوب من جمهورية مصر العربية، الذي قام بدوره بإلقاء محاضرة إيمانية بعنوان «كيف نستقبل رمضان؟» في مسجد العدواني في الفردوس، وهي ضمن الاستعدادات التي تقوم بها اللجنة لاستقبال هذا الشهر الفضيل، لتهيئة النفوس وتشويقها إلى الشهر المبارك، والحث على استغلال الأوقات بالعبادات والطاعات.
وابتدأ يعقوب حديثه بتساؤل: كيف يستقيم حالنا في رمضان؟ وعلق على ذلك بقوله: لابد أن تعد له العدة: فلابد لك من شوق محرق يأخذ بيدك إلى ربك، ولا يحصل لك ذلك إلا بأن تطالع أسماء الله وصفاته، وتشاهد منن الله عليك وفضله السابغ، وتطالع جنايتك فتتحسر على فوات الزمان في غير طاعة الله، فتتشوق لاستدراك الفائت، وتهفو نفسك إلى عمل صالح يكفر ما قد كان من فعالك.
وأضاف يعقوب: ومن ذلك أن تعرف عظم فضل العمل الصالح كي تحتسبه عند الله تعالى، فإن تكفير الخطايا مرهون بذلك:
ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»متفق عليه.
ـ وقال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»متفق عليه.
واستطرد الشيخ يعقوب: وحذار من رفقة السوء فإنها لأشد قاطع وعائق على الطريق، بل الزم خل الطاعة، وانبذ أهل البطالة، ورافق أهل الهمم العالية، (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ـ المطففين: 26).
وذكر يعقوب بعض النيات التي يمكنك استحضارها عند الصيام فقال:
1 ـ استحضر أن تكون ممن قال الله فيهم: (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ـ التوبة: 112) قال المفسرون: «أما قوله: (السائحون) فإنهم الصائمون». وقالت عائشة رضي الله عنها: «سياحة هذه الأمة: الصيام».
2 ـ استحضر أنك تقوم بعمل لا مثيل له «عليك بالصوم فإنه لا عدل له».
3 ـ استحضر أنك تقوم بعمل ادخر الله ثوابه: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ـ السجدة: 17).
4 ـ أن تكفر سيئاتك «فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة».
5 ـ اغتنام صلاة الله عز وجل والملائكة عليك: «إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين».
وتابع حديثه بقوله: إن الثمرة المرجوة من الصيام هي التقوى، فاحرص على أن تتقي الله في أعمالك وأقوالك، ظاهرك وباطنك، سرك وعلانيتك، وإذا صمت رمضان وقمته فأنت من الصديقين والشهداء، فاجعل صومك جديرا بهذه المنزلة، وأنصحك بالعزلة عن الناس وتجنب الاختلاط بهم، تأمل نعم الله عليك، إذ رزقك الطعام وحرمه غيرك، ورزقك الشراب وحرمه غيرك، ورزقك الطاعات وحرمها غيرك، وإذا اضطررت للاختلاط بالناس فحافظ على لسانك وبصرك وأذنك وعينك وقلبك، وصنهم عن ارتكاب المحرمات، ولا تضيع منك طاعة واحدة، قم بكل الطاعات التي تستطيعها، وإن أنفاسك هي عمرك، فلا تدع نفسا واحدا يمر بك دون أن تذكر ربك، فلا تفتر عن الذكر لحظة، وانبذ البطالة و«البطالين» وصاحب ذوي الهمم، وليصم قلبك عن المعاصي والخواطر الرديئة، وإذا صمت فليصم بصرك وسمعك ولسانك وأذنك وقلبك ويدك ورجلك وبطنك، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك. وأضاف يعقوب: احرص على الصدقة كل يوم، واحرص على تفطير الصائمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل يوم، ولو أن تنهى وتأمر نفسك أنت، واحذر لسانك فإنه سبع، ان تركته أكلك، ولا تتكلم إلا في طاعة الله، واحذر الغيبة فإنها تخرق الصيام، والاستغفار يرقعه، فإذا وقعت في الغيبة رقع صيامك، واحرص على صلاة التراويح في المسجد، وأدرك الصلاة من أولها، ولا تنصرف حتى ينتهي الإمام حتى يكتب لك قيام ليلة، واحرص على الخشوع في الصلاة وحضور القلب في كل الطاعات، واستحضر الخشية من الله، وأكثر من النوافل، واحرص على الاستغفار بالأسحار، وعلى الاعتمار في رمضان، وداوم على الطاعة وإن قلت، وإياك وشياطين الإنس.
وختم حديثه بتوجيه الشكر إلى لجنة الدعوة والإرشاد ـ الفردوس ـ ممثلة بجمعية إحياء التراث الإسلامي، وإلى المراقبة الثقافية ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لتوجيه هذه الدعوة الكريمة، وإقامة هذه الأنشطة الدعوية، وتمنى من المولى جل وعلا أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.