- 22 من % الذكور يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي.. و33% مصابون بمستويات مرتفعة من الكوليسترول بالدم وانخفاض متوسط المتناول الغذائي للمعادن وأكثر من 50% من المواطنين لديهم انخفاض في عنصري الزنك والماغنسيوم وقلة استهلاك عناصر النحاس والحديد والفوسفور والسلينيوم
أعلنت الباحثة العلمية في إدارة موارد الغذاء في معهد الكويت للأبحاث العلمية د.سعاد الحوطي انتهاء دائرة التكنولوجيا الحيوية في المعهد من تنفيذ مشروع المسح التغذوي الوطني في الكويت بالتعاون مع ادارة التغذية والإطعام في وزارة الصحة.
وقالت الحوطي لـ «كونا» أمس ان هذا المشروع هو أول مسح وطني شامل لتقييم النظام والمتناول الغذائي للمواطنين، مبينة ان فريق عمل المشروع تم تشكيله من باحثين لهم خبرات متنوعة في التغذية والكيمياء الحيوية وصحة الأم والطفل والسلوك الصحي والاحصاء وعلم الاوبئة من مؤسسات وطنية وعالمية عدة.
وأوضحت ان الهدف من المشروع هو تقييم الحالة التغذوية للمواطنين بناء على المقاييس الجسمانية والمقاييس الحيوية الكيميائية وتحديد المخاطر ثم الربط بينها وبين انتشار بعض الامراض المزمنة المنتشرة في البلاد.
وأكدت ان ضمان الأمن الغذائي والصحي للمواطنين في الكويت يحتم ضرورة التحقق من طبيعة الممارسات التغذوية ومعرفة الممارسات الخاطئة للمواطنين للتمكن من الاعتماد عليها في تحــــــديد المجالات لوضع البرامج التدخلية اللازمة للحد من انتشار الامراض المزمنة المتعلقة بسوء التغذية مثل داء السمنة والسكري وأمراض القلب والاوعية الدموية وفقر الدم بين السكان لتصحيح المسار وتعديل الممارسات الخاطئة.
وبينت الحوطي انه لتحقيق هدف المشروع تم اجراء مسح مقطعي باستخدام طريقة العينة العشوائية الطبقية لاختيار عينة ممثلة من 1693 أسرة كويتية من محافظات الكويت الست يبلغ العدد الكلي لأفرادها 7547 مواطنا وتتراوح الفئات العمرية لها من خمس سنوات الى 50 سنة.
وأشارت الى عوامل الاختيار الخمسة التي تمت دراستها وأولها السمنة وزيادة الوزن وثانيها داء السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي وثالثها ارتفاع نسبة الدهون ورابعها ارتفاع ضغط الدم وآخرها فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
وقالت الحوطي ان نتائج الدراسة على هذه الأسر بينت ان نسبة البدانة وزيادة الوزن للاطفال والشباب بلغت حوالي 35% للذكور و28% للاناث، بينما نسبة انتشارها عند البالغين تقارب الـ 70% للذكور و75% للاناث.
وأضافت ان نسبة الذين يعانون من داء السكري بلغت حوالي 15% وان معدل انتشاره عند الاناث أعلى قليلا من الذكور وتزيد نسبة انتشاره عند الجنسين مع التقدم بالعمر من 50 عاما فأكثر بنسبة 50%.
وذكرت ان اكثر من 22% من الذكور و27% من الإناث يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي ويعاني أكثر من 33% من مستويات مرتفعة من الكولسترول بالدم، حيث بلغت اعلى نسبة انتشار 60% عند الاناث البالغات من العمر 50 عاما فأكثر.
وقالت ان اجمالي من يعانون من ارتفاع في ضغط الدم من المشاركين في الدراسة بلغ 26% وارتفع هذا المعدل مع التقدم بالعمر حيث بلغ 60% عند البالغين من العمر 50 عاما فأكثر دون وجود اي فروق ملحوظة بين الجنسين حيث كانت معظم درجات الاصابة من الدرجة الاولى وكانت معدلات الذكور أعلى من الاناث لجميع الفئات العمرية.
وأشارت الى نتائج فقر الدم (الانيميا) عند الاناث حيث كان معدل الانتشار 28% للفئة العمرية من 20 الى 49 عاما و23% للفئة العمرية من 50 عاما فأكثر أما بالنسبة لفقر الدم الناتج عن نقص الحديد فكانت أكثر نسبة انتشار بمعدل 16% عند الإناث للفئة العمرية من 20 الى 49 عاما تليها الفئة العمرية من 50 عاما فأكثر بنسبة 9%.
وذكــــــــرت الحوطــــــــي ان نتائج الدراسة أثبتت الإفراط في الكميات المستهلكة من الطــــعام بين المواطنين الكويتــــــــيـــين واستهلاكهــــم للبروتينــــات والدهــــــــون والكربوهيدرات يقع ضمن احتياجات الفئات العمرية المختـــــــلفة، مبينة ان الذكور تميزوا بزيادة في كمـــــــية الغذاء المستهلك مقارنة بالاناث.
وأفادت بأن المتناول الغذائي من الالياف الغذائية والاحماض الدهنية (اوميغا 6 و3) عند اكثر من ثلثي المواطنين اقل من الاحتياجات المرجعية لجميع الفئات العمرية في كلا الجنسين، كما ان هناك انخفاضا حادا في تناول فيتامين (د) و(هـ) و(ا) و(ج) عند كلا الجنسين إضافة الى نقص في مركبات فيتامين (ب).
وذكرت ان هناك انخفاضا في متوسط المتناول الغذائي للمعادن خصوصا عنصر الكالسيوم وأكثر من 50% من المواطنين لديهم انخفاض في عنصري الزنك والماغنسيوم وقلة استهلاك عناصر النحاس والحديد والفسفور والسلينيوم حيث كان استهلاك عنصر الصوديوم يفوق الاحتياجات عند اكثر من 90% من الجنسين عند جميع الفئات العمرية.
وأكدت ان المتناول الغذائي الكويتي يفتقر الى العناصر الضرورية لبناء العظام والدم والصحة العامة وانتشار واسع لزيادة الوزن والسمنة والسكري وارتفاع الكوليسترول الكلي بالدم وارتفاع ضغط الدم والانيميا الناتجة عن نقص الحديد مبينة ضرورة تحسين نوعية النظام الغذائي الكويتي ليتماشى مع الارشادات الغذائية للوصول الى صحة افضل للمواطنين.
وقالت الحوطي ان نمط تغذية الاطفال في الكويت مقبول الى حد ما، مؤكدة اهمية زيادة الفترة الزمنية للرضاعة الطبيعية أكثر من أربعة اشهر واستخدام الحليب البقري الكامل الدسم كغذاء تكميلي للرضاعة الطبيعية وإعطاء الاغذية المكملة للرضاعة الطبيعية بعد مضي ستة اشهر.
وأضافت ان نتائج هذه الدراسة الدالة على ارتفاع معدلات انتشار المشاكل التغذوية الصحية تتفق مع نتائج برنامج الكويت السنوي للرصد التغذوي التابع لوزارة الصحة وبعض الدراسات الوطنية الاخرى ويمكن الاستناد اليها مستقبلا كأساس لمراقبة التغذية والحالة الصحية ورصد التغيرات في نظام التغذية في البلاد وتقييم التدخلات المتعلقة بالتغذية ورسم سياسة مستقبلية سليمة للتغذية وتوفير طعام صحيح.
وبينت ان التنوع في جودة الطعام وكميته المتاحة للاستهلاك ونمط النظام الغذائي عوامل تؤثـــــــر بشكل كبير على صحة الانسان وان انتشار هذه الامراض المزمنة تفرض ضرورة سن التوصيات بصورة مهمة وملحة للتخفيف والحد من اثر عدم كفاية وتكافؤ المتناول الغذائي للاحتياجات الفردية لجميع الفئات العمرية في المجتمع الكويتي.
وأكدت ضرورة تشكـــــــيل لجنة او هيئة مستقلة من خبراء التغذية والعلماء المعنيين بشؤون الغذاء من المعهد ووزارة الصحة وجامعة الكويت والمراكز البحثية الاخرى مثل مركز دسمان للتدريب والوقاية من السكري والامراض المزمنة مع توافر الاستشارات الدولية ومصـــــادر التمويل اللازمة لتشرف على النتائج الحالية وتحديد عوامل مخاطر التغذية وتحسين الوضع الغذائي للمجتمع الكويتي وزيادة النشاط البدني والمعــــــــرفة والوعي التغذوي لمكافحة انتشار الامراض المزمنة المتعلقة بسوء التغذية.