- مجتمعنا ينظر بدونية لمهنة البيطرة وأصحابها يحظون باحترام وتقدير في الدول المتقدمة
- عدم الاكتراث بـ «البيطريين» نابع من الجهل بمهنتهم الشاقة والنادرة ووضع أرواحهم على أكفهم منعاً لانتشار الأوبئة
محمد راتب
أطلق أطباء وممرضون وملاحظون بيطريون صرخة استغاثة إلى رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس ديوان الخدمة المدنية للنظر بعين الرحمة والشفقة والإنسانية إلى مطالبهم المرفوعة منذ سنوات، وإلى طبيعة مهنتهم النادرة والشاقة واللصيقة بأكثر الأمراض فتكا وضراوة ببني البشر، والتي ذاع صيتها بشكل متكرر خلال السنوات الماضية كمرض انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير وغيرهما، وتسببت في هلع وذعر في الأوساط الشعبية والسياسية حول العالم.
وناشد العاملون البيطريون في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ، وكذلك رئيس ديوان الخدمة المدنية الوقوف إلى جانب هؤلاء الموظفين والأطباء والملاحظين البيطريين، ومساعدتهم على نيل حقوقهم وفاء بما يقومون به، ومساواتهم بالأطباء والممرضين البشريين، وذلك على صعيد إقرار الكوادر التي حرموا منها دون وجه حق، رغم تشابه الأعمال المنوطة بهم مع زملائهم في الطب البشري، بل إن البيطريين يعتبرون خط الدفاع الأول عن المواطنين والمقيمين على أرض الكويت ضد تلك الأمراض التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الحيوان، ولهم بصمات واضحة في هذا السياق، حيث إنهم أصبحوا محل أنظار الناس عندما كانوا يعيشون مع المرض الفتاك داخل ميادين المختبرات والأمصال والعينات الوبائية الخطيرة، ويتعرضون مباشرة لهذه الأمراض في سبيل عمل سد منيع ضد هذه الأمراض، وتحقيق الأمن الصحي والغذائي وتأمين الوطن والمواطنين والمقيمين من الخوف والهلع الذي أصيب به كثيرون منهم عندما بدأت ملامح مرض مثل انفلونزا الطيور بالانتشار.
وأعربت هذه الفئة الكادحة عن شعورها بالظلم الشديد جراء عدم الالتفات إلى دعواتها التي تطالب بحقوقها ومكتسباتها، ونسيانها في تعديل الكادر الخاص بالاطباء والملاحظين والفنيين البيطريين، حيث تمت المطالبة بتعديل الكادر منذ سنة 2007 وحتى الآن لم يتم النظر فيه، ولا اقراره مع باقي الكوادر الاخرى، لافتة إلى أن عدد الموظفين الذين يمارسون مهنة هي الأخطر بالنسبة للصحة العامة، لا يتجاوز 20 طبيبا، و120 ملاحظا وفنيا، وبالتالي، فإن إقرار كوادر لهم والشعور بهم وبمعاناتهم وجهودهم المبذولة لن يشكل عبئا على ميزانية الدولة.
من جهة ثانية، أعرب البيطريون عن أسفهم الشديد جراء تجاهلهم من قبل الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، وذلك بعد ان بلغ الاهتمام بهم اشده عندما ضرب مرض انفلونزا الطيور الكويت الحبيبة، فسارعت الهيئة إلى تشجيع هؤلاء البيطريين وقامت بإعطائهم وعودا بصرف الكادر الخاص بهم وذلك تحفيزا لهم على بذل المزيد من العطاء والجهود الرامية إلى إنقاذ الكويت من اتساع رقعة وباء انفلونزا الطيور، ولكي تخرج هيئة الزراعة بوجه أبيض أمام الدولة وقيادتها العليا ومؤسساتها الحكومية وأفراد المجتمع، إلا أن البيطريين صدموا عندما أعلنت الكويت عن خلوها من المرض، بأن اهتمام الهيئة بدأ يقل تدريجيا وكذلك ديوان الخدمة المدنية، وذلك لما اتضح من تجاهلهم ونسيانهم لما قدمه هؤلاء وبذلوه من مخاطر في سبيل الوطن، وفي الوقت نفسه، فإن ديوان الخدمة المدنية سارع الى تعديل الكادر الخاص بالممرضين في وزارة الصحة وذلك خلال الفترة التي شهدت تخوفا من تفشي مرض انفلونزا الخنازير وبصورة سريعة، ولكن عندما تفشى مرض انفلونزا الطيور في الكويت لم يقم الديوان بذلك معنا رغم أن مطالبتنا بذلك مر عليها أربع سنوات، متسائلين: هل من الوفاء أن يكون جزاء ما قدمناه وما تعرضنا له من أمراض هي الأكثر فتكا، هو أن نهمل وأن نهمش وأن ننسى من ذاكرة الهيئة وديوان الخدمة والناس؟! وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!
نظرة دونية
وذكر البيطريون أن مهنة البيطرة ينظر لها بدونية من قبل البعض، وذلك نظرا لجهل الآخرين بها، وبخطورتها الشديدة، حيث إن أصحابها يضعون أرواحهم على أكفهم، ويبذلون قصارى جهدهم متناسين هذه الأمراض التي قد يتعرضون لها، وذلك في سبيل تحقيق الأمن الغذائي وتوفير اللحوم لأبناء المجتمع، في الوقت الذي تشهد هذه المهنة احتراما وتقديرا شديدين في الدول الأوروبية والغربية، والتي تعتبر أن الطبيب والملاحظ البيطري هما محور الأمن الغذائي نظرا لأن اللحوم والمواشي والأغنام تعتبر الثروة الحيوانية للبلاد، وإذا ما تعرضت لأي من الأمراض فإن الويلات ستحل بالدولة وبالشعب، وستتكلف وزارات الصحة والمستشفيات وجهاز الأمن القومي مبالغ خيالية، كما أن المجتمع سيكون ضحية لارتفاع الأسعار في اللحوم والمشتقات الحيوانية المستوردة.
واعتبروا أن البيطرة مهنة باتت طاردة ولابد من مغريات سواء مادية أو معنوية لجذب المزيد من الراغبين في دراسة هذا التخصص، وذلك لتغيير نظرة المجتمع لهم ومعاملتهم بالتساوي مع نظرائهم الأطباء في التخصصات الأخرى، وقالوا: يكفي أن أكبر دليل على ذلك هو مساهماتنا في حماية الإنسان من الأمراض المشتركة بينه وبين الحيوان، إلى جانب المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني والارتفاع بمعدلات الإنتاج ليقل تدريجيا الاعتماد على استيراد اللحوم ومنتجاتها من الخارج.
وفي ختام مطالباتهم، أعرب البيطريون عن ثقتهم الغالية بسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وبتوجيهاته الحكيمة وبتفهمه لما طالبوا به، متمنين أن يكونوا عند حسن ظن سموه وأن تكون تلبية مطالبهم محفزا لهم على بذل المزيد من العطاء لخدمة الوطن والمواطن والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي.
كما طالبوا أصحاب الضمير الحي من نواب مجلس الأمة ومن المسؤولين في الحكومة، بانصافهم من خلال تعديل رواتبهم وإقرار كادر خاص بهم وبدل خطر وزيادة الممنوح لهم لتشجيعهم على الاستمرار في هذه المهنة.
شجاعة معصومة كشفت المخاطر التي تحدق بالبيطريين
أعرب موظفو البيطرة في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية عن عميق شكرهم وامتنانهم إلى عضو مجلس الأمة، وعضو اللجنة البيئية، د.معصومة المبارك، وذلك جراء نداءاتها المتكررة إلى المعنيين في الدولة ووقوفها إلى جانب البيطريين من أطباء وممرضين وموظفي خدمات وملاحظين، حيث طالبت بتحفيزهم وتشجيعهم على الاستمرار في هذه المهنة التي أصبحت طاردة نظرا لأنهم أضاعوا الوقت في دراستها والتخصص فيها، إلا أنهم صدموا بواقعها العملي في الكويت، حيث لا بدلات ولا حوافز تشجعهم، رغم قيامهم بخدمات جليلة وتعرضهم للأمراض الفتاكة الكفيلة بإعدام آلاف الحيوانات والطيور، وذلك سعيا منهم إلى منع انتقال العدوى والحد من الخسائر في الحيوانات والطيور، في حين أن زملاءهم في الطب البشري يقابلون بالتشجيع وإقرار الكوادر والبدلات والحوافز. وقال البيطريون: إن د.معصومة المبارك دعت في إحدى الصحف المحلية مشكورة إلى أن يكون للهيئة دور فاعل في الاهتمام بهذه الفئة، كون الهيئة تعتبر حلقة الوصل بين موظفيها البيطريين وجميع الجهات المعنية بالمسألة، وهي المسؤولة عن بث الوعي بأهمية هذا التخصص بالإضافة إلى وسائل الإعلام.
البيطريون في خانة الخطر.. والعزوف عن المهنة قد يكون نتيجة حتمية لعدم الاكتراث بهم!
يتمثل دور الملاحظين البيطريين في التقصي عن الأوبئة والأمراض المشتركة، وبالتالي فإنهم في خانة الخطر، ومع افتتاح كلية خاصة بهم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، فإن خريجي الثانوية لن يتشجعوا مع هذه الظروف على دخول هذه الكلية. وتتمثل مخاطر البيطريين ومهنتهم من خلال ما يلي:
-
- مساعدة الطبيب البيطري في عمليات المسح الوبائي والتقصي المرضي.
-
- متابعة الحالات يوميا، وسحب عينات الدم والعينات الأخرى من مسحات أنفية وشرجية وعينات براز وقشور جلدية.
-
- القيام بأعمال التحصين للحيوانات المنزلية داخل وحدة داء الكلب وخاصة مرض السعار.
-
- الإشراف على الحيوانات العاقر داخل المحجر المخصص لذلك بالوحدة وتسجيل الملاحظات اليومية عن هذه الحيوانات ومتاعبها حسب إرشاد الأطباء.
-
- مكافحة الحيوانات الضالة.
-
- الحد من انتشار الأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوان أو البيئة إلى الإنسان وذلك بالقضاء على مسبباتها.
-
- الكشف على اللحوم داخل المسالخ للتأكد من صلاحياتها للاستهلاك الآدمي وإتلاف غير الصالح منها.
-
- مكافحة الأوبئة والأمراض التي تهدد أو تقضي على الحيوانات وخصوصا الأمراض الوبائية التي تنتشر بين الحيوانات وقد تؤدي إلى انتشار وباء يؤثر على مقدرات الاقتصاد الحيواني وذلك عن طريق التحصين ضد هذه الأمراض.
ولعل من أهم الأخطار التي تتعرض لها فئة الأطباء والملاحظين والفنيين البيطريين، ما يلي:
-
- مرض داء الكلب السعار، والذي قد يؤدي لوفاة الإنسان.
-
- مرض إنفلونزا الطيور، ومرض إنفلونزا الخنازير.
-
- مرض البروسيلا في كل من الأغنام والأبقار والماعز والإبل والتي قد تؤدي لحدوث العقم في الإنسان وضيق التنفس.
-
- الإصابة بالفطريات والتي قد تؤدي إلى حدوث الأمراض التنفسية الخطيرة.
-
- النيوكاسل والذي قد يحدث التهابات في العيون.
-
- أمراض السالمونيلا والتسمم الغذائي.
-
- مرض السل البقري والذي قد يؤدي لإصابة الإنسان بمرض الدرن الرئوي.
-
- مرض الجمرة الخبيثة والتي قد تؤدي للوفاة مباشرة، ومن ثم سارع ديوان الخدمة المدنية بإعطاء الكوادر لموظفي البريد في وزارة المواصلات رغم أن البيطريين هم أكثر احتكاكا بهذه الفيروسات المميتة والبكتيريا.
-
- مرض حمى الوادي المتصدع والذي قد يؤدي لحدوث نزيف بالأعضاء الداخلية، مما يؤدي للوفاة، وهو ما تسبب في وفاة الكثير من الناس عندما ضرب اليمن وجنوب المملكة العربية السعودية.
-
- مرض الرعام «السقاوة» في الخيول والذي يسبب مشاكل تنفسية خطيرة.
يتعرض الملاحظون خلال سحب العينات من الحيوانات إلى جميع الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان في حالة إصابة الحيوان بأي منها كما يتعرضون إلى مخاطر جمة أثناء الفحص، ومنها حدوث الكسور الناتجة عن شراسة الحيوان والارتجاج في المخ وأحيانا قد تصل إلى الوفاة.
واقرأ ايضاً:
المويزري يطالب بإقرار الكوادر وزيادة الرواتب لجميع موظفي الدولة
البليس: اتحاد البترول ينظم رحلة عمرة للنقابيين وأسرهم
البستكي: نقابة العاملين في «إيكويت» تطالب بالعدالة في تطبيق الكوادر والزيادات
مجلس الوزراء استعرض ما تم إنجازه من خطة التنمية
الشريعان: صرف شهر مكافأة للعاملين في قطاع صيانة وتشغيل المحطات
التمار: تطبيق قانون المعاقين بعد العيد بأسبوعين
«الأشغال» تطلق نظاماً لمتابعة المشاريع التنموية إلكترونياً
منع دخول المواد الغذائية إلا بسلامة نتائج الفحص المخبري
«البلدية»: الانتهاء من دراسة إعادة تنظيم منطقة بنيد القار