- التطور التكنولوجي والعمراني غير كثيراً ملامح الكويت ولكن العادات والتقاليد الأصيلة لم تتغير
محمد هلال الخالدي
في تاريخ الكويت محطات كثيرة تستوجب التوقف عندها وتأملها، ورجال كثر سطروا بأفعالهم المشرفة أروع النماذج للمواطنة الحقة، فكانوا بسلوكهم قدوة حسنة للأجيال عبر الزمان. وما أجمل الحديث عن الكويت في ماضيها وفي حاضرها، ويصبح الحديث أجمل عندما يخرج ممن عاصروا عدة مراحل في تاريخ الكويت، إذ يروون لنا ما كانت عليه الكويت قديما، وكيف كان الناس يتصرفون وكيف يأتلفون في تضامنهم وتعاونهم مع بعضهم البعض وكأنهم أهل أسرة واحدة، ومن هؤلاء الرجال العم أحمد حمد العميري الذي يجذبك بحديثه المليء بالحكمة والتفاؤل والقيم، يأخذك في رحلة مميزة مليئة بالصور والذكريات الجميلة عبر أرشيف الصور القديمة التي تعج بها مكتبته العامرة.
وقد التقينا بالعم أحمد العميري في «ديوانية العماير» بالدعية فكانت صورة زفافه عام 1956 أبرز ما يشدك في ذلك المجلس، فهي ليست مجرد صورة بقدر ما تحمل من تاريخ وحكايات عن واقع الكويت قديما وحديثا، ففي الصورة نجد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله وطيب ثراه، في طليعة المشاركين في «زفة المعرس»، وفي هذه دلالة بليغة على قرب الأسرة الحاكمة من أبناء الكويت وتآلفهم منذ نشأة الكويت وحتى اليوم، فهم دائما موجودون مع الناس، في أفراحهم وأحزانهم.
درس العم أحمد العميري في ثانوية الشويخ، ومن أبرز زملاء الدراسة في تلك الفترة المرحوم الشيخ سالم صباح السالم والمرحوم فيصل أحمد الفهد والشهيد عبدالوهاب المزين وبراك البابطين وفهد الهديب. وبعدها سافر في بعثة دراسية مع عدد من زملائه إلى انجلترا بعد تخرجه من ثانوية الشويخ، ليعمل بعدها في وزارة الداخلية ثم بالأعمال الحرة بعد التقاعد. وقد أثرت تجربة الدراسة في انجلترا فيه تأثيرا كبيرا، وأبقت فيه حبا كبيرا للسفر، ربما بفعل التجوال الدائم بين مدن بريطانيا خلال الدراسة.
يروي لنا العميري نماذج من تاريخ الكويت قديما، حيث كانت العلاقات الاجتماعية القوية أهم ما يميز المجتمع الكويتي، يقول: إن الدواوين كانت ومازالت مراكز متميزة لأهل الكويت، يجتمعون فيها ويتبادلون كل ما هو مفيد، وهي ظاهرة قلما توجد في أي مجتمع آخر، وأكد أن التطور التكنولوجي ساهم في تغيير وجه الكويت العمراني بشكل كبير، ولكنه لم يغير في العادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع الكويتي، وفي هذا دلالة على متانة هذا المجتمع وأصالته وأبلغ رد على المشككين بالوحدة الوطنية.
ويضيف العميري أن الكويت لم تعرف قط صراعا اجتماعيا بين أبنائها، وأن الحديث الطائفي والقبلي الذي يثار بين فترة وأخرى ما هو إلا حديث عابر ليس له أساس من الصحة، فالتجارب التاريخية أثبتت وحدة الكويتيين والتفافهم حول الأسرة الحاكمة التي كانت ومازالت قريبة من جميع أفراد الشعب، ويكفي أن نستذكر تجربة الاحتلال الصدامي وما سطره الكويتيون من أروع صور التضامن الاجتماعي والوحدة الوطنية. وحول تسمية ديوانية «العماير» بهذا الاسم أوضح أن الاسم الأصلي لعائلة العميري هو «العماير» وهم فخذ من قبيلة بني خالد المعروفة، ويضيف العميري أن ما يقلقه حاليا كثرة حالات الطلاق وما ينتج عنها من خلافات بين أسر الزوجين، فهذا الأمر جديد علينا لم نعرفه في السابق، ووجه حديثه إلى الشباب قائلا: إن الزواج مسؤولية والتزام وفيه ترابط اجتماعي بين الأسر، ولا ينبغي تجاوز كل هذه الأمور لمجرد خلافات زوجية بسيطة، كما يجب أن يتعلم الشباب الصبر والتحمل والقدرة على حل الخلافات، وختم حديثه قائلا إن رمضان شهر خير وعبادة وتسامح، وهو شهر فضيل تتسامى فيه النفوس وتصفو، وهو فرصة لنبذ الخلافات والتواصل مع الأهل وأبناء المجتمع وصلة الرحم.
واقرأ ايضاً:
العجيري: قدمت القرقيعان لجيراني بعلب الذهب
الزبن: القرقيعان عادة تراثية يجب الحفاظ عليها وإن شابها بعض الشوائب
قرقيعان المركز العلمي غداً الخميس
..وقرقيعان «المهندسين» الجمعة بقاعة اليوسفي
«الشباب والرياضة»: استمرار التسجيل في مسابقة حفظ القرآن حتى آخر رمضان