أسامة أبوالسعود
في تظاهرة إيمانية سنوية توافدت جموع المصلين الى مسجد الدولة الكبير منذ الساعات الأولى من ليلة أمس الأول، لإحياء أولى ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وقد زاد عدد قائمي الليل على الـ 10 آلاف، في حدث يعد الأبرز من نوعه ليس في الكويت وحدها، بل على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وفي مشهد يعكس الوازع الديني الأصيل لدى الشعب الكويتي وجموع المقيمين على أرض الكويت.
وقد أمّ المصلين في الركعات الـ 4 الأولى القارئ عبدالله الهزيم الذي أمتع المصلين بتلاوته الخاشعة وصوته الندي الذي زانه القرآن حلاوة، وقد استفتح من أول سورة الإسراء، وحتى منتصف السورة.
فيما أمّ المصلين في الركعات الأربع التالية وصلاة الوتر القارئ ماجد العنزي الذي قرأ من منتصف سورة الإسراء وحتى منتصف سورة الكهف، وقد هز العنزي قلوب المصلين بتضرعه الى الباري ان يحفظ الكويت ويعيد للأمة الإسلامية مجدها التليد.
وتخللت ركعات التراويح خاطرة إيمانية للداعية الإسلامي إبراهيم الكفيف، الذي تحدث عن محبة الله التي تكون ثمرة من ثمرات زيادة التقوى في شهر التقوى، وذكر جملة من الأحاديث القدسية التي تبين رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده وعظيم الفضل الذي يمتن به على خلقه الذاكرين الشاكرين الذين يذكرهم في ملأ الملائكة كلما ذكروه سبحانه وتعالى.
وشدد الكفيف في خاطرته الإيمانية على ضرورة عودة المسرفين على أنفسهم بالذنوب والمعاصي الى رحمة رب العالمين التي وسعت كل شيء، كما حث المسلمين على التعرض لنفحات الله جل وعلا في مثل هذه الأيام المباركات التي يغنم فيها المؤمنون غنائم عظيمة وجوائز ثمينة، لاسيما من قام ليلة القدر التي يغفر فيها للعبد كل ما مضى من ذنوبه.
القراوي: المسجد الكبير صورة مشرقة تظهر وجه الكويت الحضاري
أشاد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المساعد لقطاع العلاقات الخارجية وشؤون الحج مطلق القراوي بالترتيب والتنظيم الذي ظهر في جنبات المسجد الكبير لاستقبال المصلين في الليلة الأولى من العشر الأواخر من رمضان والذي اعتبره صورة مشرقة تظهر وجه الكويت الحضاري، بشكل يتناسب والوجه الحضاري للمسجد الذي يعد معلما دينيا وحضاريا للكويت، مثمنا دور الجهود الشعبية المتمثل فيما يؤديه المتطوعون الذين يقفون جنبا الى جنب مع اخوانهم في ادارة المسجد، بالاضافة الى الجهات المشاركة الأخرى.
ووصف القراوي العمل في المسجد بانه قائم على قدم وساق، وشمل جملة من التجديدات تضمنت الصيانة الكاملة للساحة الشرقية، وترتيب الممرات وشبكة الإمدادات الكهربائية والتغيير الشامل لسجاد المسجد. وأشار الى ان المسجد يعمل بكل طاقاته وامكاناته من أجل تهيئة الأجواء الإيمانية للمصلين وتوفير سبل الراحة والأمان لهم.
وشكر القراوي الجهات المشاركة في هذا العرس الإيماني، ووجه الشكر للمتطوعين، وخص بالشكر بنك الكويت الوطني وبنك بوبيان ومكتبة البابطين، وحسينية معرفي لفتح مواقف السيارات الخاصة بها أمام جموع المصلين.
بوحيمد: 24 طبيباً ومسعفاً في خدمة المتهجدين وندعو المرضى لاصطحاب البطاقات الطبية
كشف منسق الطوارئ الطبيــة العاملــة بالمسجد الكبير في العشــر الأواخر عبدالعزيز بوحيمد عن حجم الاستعدادات لاستقبال المصلين في المسجد، والتي تمثلت في تجهيز 4 عيادات متكاملــة للرجال والنســاء، وزعــت علــى عيادتيــن رئيستين واحدة للنساء وأخرى للرجال، بالإضافة الى عيادة تشريفات وأخرى في الصحن الشرقي بالمسجد، مشيرا الى ان عدد هذه العيادات سيزداد مع ارتفاع عدد المصلين.
وقال بوحيمد ان ادارة الطوارئ الطبية جهزت ست سيارات إسعاف مستعدة للتعامل مع أي حالة طارئة، فيما وقف 24 طبيبا ومسعفا وفنيا على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي حالة طارئة، تنفيذا لتوصيات وزير الصحة د.هلال الساير، ومدير ادارة الطوارئ الطبية د.فيصل الغانم اللذين حرصا على تسخير كل الإمكانات من أجل راحة المصلين.
وحث بوحيمد جموع المصلين على التعاون مع فرق الطوارئ الطبيــة، وتجنــب الجلــوس في الممــرات الخاصــة بهـا، تلافيا لتعطــيل خدمــة أي حالة طارئة، كمــا أوصــى المصلين من أصحاب الأمراض باصطحاب البطاقة التعريفية بالحالة المرضية ونوعية الأدوية التي يتناولها المريض وحجم الجرعات المقررة له طبيا، حتى يتسنى للفرق التعامل مع الحالة.
وقد بدت واضحة حالة التأهب القصوى التي حفت «المسجد الكبير»، ذلك المعلم الإيماني الذي يعد رمزا من رموز الكويت، وقد ظهر ذلك جليا في حالة الاستنفار الأمني وانتشار الدوريات في جنبات الطرق المؤدية الى المسجد الكبير من كل الاتجاهات، فلم تشهد الطــرق المؤدية الى المسجد الكبير ازدحامات مرورية إلا بالقدر الطبيعي الذي يفرضه هذا الكم الهائل من أعداد المصلين، لاسيما بعد استنفار وزارة الداخلية منذ وقت مبكر لتسيير الحركة المرورية، إذ وضعت مسبقا خطة محكمة من أجل هذا الهدف، وكانت وزارة الصحة ممثلة في إدارة الطوارئ الطبية قد جهزت عديدا من العيادات الطبية للرجال والنساء، للتعامل مع أي حالات طارئة.
كما لم تكن خافية تلك الصورة التي ظهرت بها ادارة المسجد الكبير والجهات المعاونة لها في هذا الحشد الإيماني الجليل، إذ بدا الجميع كخلية نحل تعمل دون كلل أو ملل، خدمة لرواد بيت الله، مبتغين الريادة في تأهيل المسجد للعبادة.
واقرأ ايضاً:
الخزي: «مساجد مبارك الكبير» أتمت استعداداتها للعشر الأواخر
العسعوسي: تركيب خيم رمضانية مجهزة لاستيعاب جموع المصلين
خواطر ومحاضرات دينية في مساجد العاصمة
المطر يشيد بدور «الداخلية» في خدمة المتهجدين في العشر الأواخر