منى العنبري ـ الشرق القطرية
أقام سيف مقدم البوعينين مساعد وزير الخارجية القطري حفل استقبال على شرف وداع سفيرنا سليمان المرجان المنتهية فترة عمله بالدوحة. حضر الحفل الذي أقيم بالنادي الديبلوماسي رؤساء البعثات الديبلوماسية وأعضاء السلك الديبلوماسي بدولة قطر. وأثنى البوعينين خلال الحفل على الجهود التي بذلها السفير المرجان في دعم وتعزيز العلاقات القطرية الكويتية الأخوية أثناء فترة عمله بالدوحة، معربا عن تمنياته للسفير المرجان بالتوفيق فيما سيعهد اليه من مهام مستقبلية. من جهته أعرب المرجان عن سعادته بالفترة التي أمضاها سفيرا للكويت في الدوحة واعتزازه بتلك الفترة وبالشخصيات التي اقترب منها وربطته بها علاقات صداقة وطيدة من المسؤولين والمجتمع القطري الشقيق. وحول الفترة التي أمضاها في دولة قطر وأبرز ملامحها قال المرجان في حوار مع «الشرق» إنها تناهز الثلاث سنوات، مضيفا انها كانت مليئة بالعمل السياسي وان أبرز ملامحها عدم الشعور بالغربة، وقال: هذا شيء حقيقي وجدته في فترة عملي في الدوحة لم أجده في الدول الأخرى التي سبق أن عملت بها، شعرت بالفعل كأني في الكويت بين أهلي وأقربائي وعائلتي وهذه حقيقة ليست فيها أي مجاملة، وأن كل سفير خليجي يشعر بما شعرت به.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف هي الفترة التي أمضيتها في الدوحة؟ وكم عددها؟ وما أبرز ملامحها؟
ناهزت الـ 3 سنوات في الحقيقة وكانت مليئة بالعمل السياسي وأبرز ملامحها عدم الشعور بالغربة، وهذا شيء حقيقي وجدته في فترة عملي بالدوحة، لم أجده في الدول الأخرى التي سبق أن عملت بها، شعرت بالفعل كأني في الكويت بين أهلي وأقربائي وعائلتي وهذه حقيقة ليست فيها أي مجاملة، وأعتقد أن كل سفير خليجي يشعر بما شعرت به.
العمل كان متواصلا ثنائيا وجماعيا، ثنائي بين الكويت وقطر وجماعي خاصة على مستوى دول مجلس التعاون من خلال الاجتماعات الدورية في مختلف المجالات والتخصصات، خاصة ان أول سنة كانت الرئاسة لدى قطر فبالتالي كانت كل اجتماعات مجلس التعاون والوزراء المختصين والوكلاء تتم في الدوحة فكانت هناك وفود متبادلة باستمرار، حقيقة أنك تشعر بأنك تخرج من الكويت إلى قطر، كأنك تخرج من مدينة إلى مدينة ضمن وطن واحد، وأنا دائما أقول ان الطيران من الكويت إلى الدوحة هو طيران دوميستك يعني «داخلي» وليس طيرانا دوليا، هذه مشاعر شعرت بها ويمكن إني وصلت إلى درجة التصريح بكل صدق بدعوتي إلى أن نوفر على أنفسنا خمسة سفراء نرسلهم إلى عواصم دول مجلس التعاون نحن بحاجة اليهم في عواصم دول أخرى ونكتفي بأن تكون هناك مكاتب تنسيق ومتابعة فيما بين عواصم دول مجلس التعاون، لذا فإن العلاقات الأخوية بين دول الخليج تسمح بتخفيض التمثيل الديبلوماسي بينها، حيث إن من خلال تجربتي أن السفير لا يمارس مهام السفير التقليدي وأنا شخصيا هنا لا أمارس مهام السفير التقليدي التي أتيت بها في عواصم أخرى خارج منظومة دول مجلس التعاون وهذا نتيجة لخصوصية العلاقة، حيث لها طبيعة خاصة بلا شك مهما حاولنا أن نتحدث عن وجود مثلا، وضع هنا مختلف أو وجهة نظر هناك مختلفة، لكن الحقيقة الأكيدة هي التجانس وخصوصية العلاقات بين دول مجلس التعاون وهذا واقع تاريخي سبب وجود وبزوغ فكرة مجلس التعاون الذي جاء ليؤطر صورة موجودة وحقيقية، وجود شعب خليجي واحد وأنظمة سياسية متشابهة وعوائل حاكمة ترتبط بأواصر القربى والمصاهرة يرانا بها الآخرون بأننا شعب واحد ولله الحمد، فإذا هي تجربة ليس فيها من الغربة وتجعل المرء يطمئن بالفعل أن مسيرة مجلس التعاون الخليجي تسير في الطريق الصحيح ولو أن الطموحات أكبر حيث إن المسيرة تسير ببطء ولكنها تسير بالاتجاه الصحيح.
ما أبرز المحطات خلال فترة وجودك في الدوحة؟ أو ما أبرز الزيارات المتبادلة التي تمت خلال فترة عملك في الدوحة؟
محطات كثيرة، كانت هناك زيارات على مستوى القمة وعلى مستوى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وكانت زيارات على مستوى ولي العهد متبادلة وعلى مستوى رؤساء الوزارات ومستوى الوزراء كافة، هناك كثافة في تبادل الزيارات بحكم طبيعة العلاقة وخصوصية التعاون في المجالات المختلفة التي يعمل بها البلدان على تكريس وتوطيد وتعزيز التعاون فيما بينهما وبقية دول مجلس التعاون تجعل عملية التبادل والزيارات بديهية وروتينية وتلقائية، عملية ليست مستغربة، فمحطات كثيرة من قمة رأس الدولة إلى أبسط فرد في المجتمع مثل فنان تشكيلي، أو لاعب أو طالب في مختلف المؤسسات سواء مؤسسات المجتمع المدني أو المؤسسات الحكومية أو البرلمانية فهناك محطات متنوعة في العمل الثنائي بين الكويت وقطر والحمد لله ليست لدينا حدود لهذا التعاون والأجواء رحبة، وهما دولتان محكومتان بتاريخ واحد وحاضر مشترك ومصير مشترك فبالتالي ماذا تتوقع إلا العمل المشترك لتحقيق مصالح شعبيهما ومصلحة منظومة مجلس التعاون والأمن في المنطقة، الأمن الإقليمي.
سعادة السفير ما أفضل ذكرياتك في الدوحة، وعلاقاتك التي بنيتها خلال فترة عملك هناك؟
- ذكريات تحمل المحبة فالحب الذي لمسته من كل أفراد الشعب القطري رسميين وشعبيين لمسة حب للكويت، حقيقة حب صادق يشعرني في كثير من الأحيان بالخجل عندما يتحدثون عن الكويت ودورها وتميزها في كثير من المجالات وريادتها، أشعر بالحب الصادق النابع من قلب شعب طيب عزيز على قلوبنا في الكويت وهذا الحب يلقى صداه ويقابله في الحقيقة حب ألمسه من الشعب والقيادة في الكويت تجاه قطر وقيادتها وشعبها، ذكريات المعزة ذكريات أنك تتحدث مع الاخوة القطريين، بينهم فهم مشترك لأن التربية واحدة ومخارج ألفاظهم واحدة والمصطلحات الشعبية واحدة وعندما تتحدث مع شخص قطري كأنك تتحدث مع كويتي عاش معك وتربى معك في نفس البيئة ودرس معك في نفس المدرسة وتفتح عقله وذهنه على نفس المناظر والقيم والمبادئ وطريقة التربية التي تربينا عليها من آبائنا.
الأهم أني لمست عن كثب طيبة هذا الشعب القطري وأقول بغير مجاملة هو من أطيب الشعوب وأصدقها، وأكرمها وفي استقباله يعبر عن مشاعره بعفوية وتلقائية، يمتاز برقي في التعامل مع الناس، كريم يحتضن الآخرين وأنا أشعر كسفير بالذات أن لدي حظوة ومحبة في قلوب أهل قطر وتشعرني محبتهم بأن هذا الشعب جزء لا يتجزأ من شعوب دول مجلس التعاون، فأنا كونت لي هنا محطات صداقة فعندما أغادر قطر لدي من الصداقات التي أعتز بها وتجعلني أتواصل دائما مع أبناء هذه الأرض وأقوم بزيارتها مستقبلا، وسيلفت انتباه كل زائر لقطر هذا النمو السريع وهذا التطور الذي يعتبر محل إعجاب سواء في بناء الإنسان القطري أو بناء التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية وكيفية استخدام الموارد لخدمة هذا الجيل والأجيال القادمة، ففي الحقيقة ما تقوم به قطر وقيادتها من برنامج تنموي قريب نوعا من الإعجاز أن تتم هذه النقلة الكبيرة التي تمت في فترة زمنية قصيرة، وأنا أتيت الى قطر منذ 5 سنوات وأتيت اليها الآن لا شك أنه أمر لا يصدق في فترة زمنية قصيرة أن يتم إنجاز هذه المشاريع الكبرى، لابد أن هناك إرادة مخلصة لهذه القيادة بأن تسبق الزمن أو تتسابق مع الزمن في تحقيق مصلحة وتنمية وتقدم هذا الشعب الذي بالفعل يستحق كل ما تخطط له القيادة، ونشعر نحن مجلس التعاون بمشاعر المحبة والتقدير والاعتزاز لهذا الشعب بقيادته التي لم تقصر في استثمار كل الأمور لخدمة الإنسان القطري ومستقبله.
العلاقات القطرية ـ الكويتية
إلى أي المستويات وصلت العلاقات القطرية ـ الكويتية؟
مستوى متميز، فمادامت العلاقات القطرية ـ الكويتية تحظى بتميز من خلال الرعاية التي تحظى بها من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني فهما يرعيانها رعاية مباشرة والتوجيهات واضحة بأنه ليس هناك حدود لما يمكن أن تصل إليه علاقات التعاون بين البلدين وكذلك الضوء الأخضر مفتوح لتعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات، ولاشك أن هناك حقيقة والكل يعلمها وليس أبناء مجلس التعاون فقط حتى الآخرون يعلمونها وهي أن ما يسيء لقطر يسيء للكويت وما يضرها يضر بالكويت مباشرة والعكس صحيح، وبالتالي نحن نتحدث عن كيانين هما في حقيقتهما كيان واحد وهذه العلاقات يصعب وصفها لأنها أصبحت قضية بديهية يفهمها رجل الشارع العادي فيفهم نظرة القطري للكويتي بأنه أخوه والعكس، وقد أثبتت تجربة الغزو سنة 1990 ذلك عندما احتل صدام الكويت حيث احتل جزءا عزيزا وغاليا من أرض دول مجلس التعاون، هو أراد احتلال قطعة من منظومة مجلس التعاون وبالتالي بديهي أن تجد دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها تلتف التفاف رجل واحد وكانت هناك إرادة صلبة لتحرير هذا الجزء الغالي من أرض دول مجلس التعاون وهذه حقيقة، صحيح أننا نتحدث عن دول وإعلام ورؤساء لكن في واقع الحال هناك اتحاد وجداني نلمسه بين الشعوب، وليس اتحادا معلنا فمن فكر في البداية في إقامة مجلس التعاون حرص على أن يبتعد عن حساسية كلمة الوحدة التي كانت لها انعكاسات سلبية في التجارب العربية على مستوى التجارب الوحدوية في الوطن العربي فأراد أن يقول «مجلس تعاون» لكن هو في حقيقته أكثر من مجلس تعاون لأن هناك اتحادا وجدانيا بين شعوب دول مجلس التعاون وهو يسبق ما تقوم به الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي مع كل التقدير لكل الجهود التي تبذلها الأمانة العامة وحكومات دول مجلس التعاون لتوقيع الاتفاقيات التي توحد وتعزز من الروابط بينها سواء في المجال الاقتصادي أو العملة الموحدة أو السوق الخليجية المشتركة وخلافها فأنا أؤكد أنه عندما نتكلم عن الكويت وقطر نتكلم عن وحدة واحدة وشعب واحد ولله الحمد، لهذا كلامي لم يأت من فراغ عندما قلت ان العلاقة لا تستدعي وجود سفراء فمن تجربتي أن السفير لا يمكن أن يكون سفيرا في بلده فأنا لست سفيرا في الكويت فكيف أكون سفيرا في قطر فقطر بلدي أيضا.
ما المحطة الديبلوماسية القادمة بعد الدوحة؟
يبدو أن هناك حديثا عن محطة قادمة في جنوب غرب أوروبا سأتحدث عنها لاحقا. ولن أذهب إلى الخارجية.
واقرأ ايضاً:
الكويت تعليقاً على صفقة الأسلحة الأميركية للعراق: لا نعارض شرط أن تكون دفاعية
خبراء العدل يتجهون لتصعيد كبير ضد الحكومة بعد العيد لإقرار الكادر
حوحو للبنانيين: فلنكن يداً واحدة ممدودة إلى بعضنا البعض والنعماني: نتمنى ضبط الأحداث في لبنان لننعم بالاستقرار