أسامة أبوالسعود
وصل العرس الرمضاني في الليالي الـ 10 الأخيرة الى قمة تألقه وروعته، حيث فر ما يربو على 40 ألف مصل الى الله عبر مسجد جابر العلي التابع لإدارة مساجد محافظة حولي تجمعوا واحتشدوا آملين ان تدركهم ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، توافدوا بقلوب وجلة خاشعة يحدوهم الأمل ويعتريهم الرجاء طمعا في ان يكونوا ممن شملهم الله برحمته، هرعوا لإحياء الأنشطة الإيمانية لليلة الـ 27 من شهر رمضان الكريم، حضور فاق كل التوقعات وبات فوق الحصر، رسم المصلون لوحة فنية فاضت بالروحانيات العائلية وكانت بمنزلة المرآة التي عكست الوازع الديني الذي ألهب حماس هذه الحشود المؤمنة التي أتت من كل حدب وصوب من الكويت قاصدين مسجد جابر العلي ليشهدوا هذا الملتقى الإيماني الفريد الذي يوضح للعالم أجمع صدى تلاحم وإيمان التجمع الكويتي.
وجاءت أنشطة هذه الليلة لتقدم الأدلة على نجاح إدارة مساجد حولي في احتضان المراكز الرمضانية للعام الثاني على التوالي، خاصة في مسجد جابر العلي، وتأمين راحة رواد بيوت الله وفق تحقيق إستراتيجية وزارة الأوقاف.
ومع دقات الثانية عشرة ليلا كان الموعد مع امتلاء المسجد والخيام والساحات الخارجية لآخرها بالمصلين وتأهب الجميع لبدء صلاة القيام التي أم المصلين بها في الركعات الأربع الأولى القارئ ماجد العنزي الذي تلا سورتي «ق» و«الذاريات» في وجل وخشوع، وتلا في الركعات الـ 4 الثانية والشفع والوتر القارئ ياسر الفيلكاوي وقرأ سورتي «الحاقة» و«الإنسان»، وقد انهمرت معه العبرات اثناء تلاوة آيات العذاب والجنة والنار، وأجهشت أثناء الدعاء وتعالت أصوات المؤمنين، راجية العفو والمغفرة والعتق من النيران في ليلة خير من ألف شهر.
وألقى الداعية نبيل العوضي خاطرة إيمانية بعد الركعات الـ 4 الأولى تطرق فيها الى موضوع التوبة الى الله ـ موضحا كيف انه سبحانه وتعالى يقبل التوبة الصادقة لعبده وانه أحن على العبد من الأم على ولدها، ودعا الحضور الى ان يرجعوا الى الله قبل فوات الأوان وان الله يقبل عبده المتضرع الذليل، مذكرا ببعض قصص الأولين الذين قبلهم الله لصدقهم وتضرعهم، وقال ان الله غفور رحيم لمن تضرع بين يديه ودعاه ولن يخذل الله المؤمن الذي يسأل ربه الجنة.
ومن جانبه، أوضح الوكيل المساعد لشــؤون المساجد وليد الشعيب ان كل هذه الجهــود العاملــة التــي حرصــت علــى البذل منذ فتــرات سابقة قد حازت توفيقا من الله في النجــاح بمهمتها وتحقيق غايتها التي تعد احد أهم استراتيجيات وزارة الأوقاف وهي تهيئة بيوت الله للعبادة وتوفير كل سبل الراحة نحو ذلك الهدف.
وأثنى الشعيب على من شارك في أعمال المراكز الرمضانية في جميع المحافظات التي أقامها قطاع المساجد هذا العام وعددها 12 مركزا، مشيرا الى نجاح تعميم فكرة المراكز هذا العام وخاصة بمركز مسجد جابر العلي، مثنيا على جهود إدارة مساجد حولي التي خرجت بالفعاليات الى بر الأمان حتى ليلة السابع والعشرين.
وعلى صعيد متصل أعرب المشرف العام على مركز مسجد جابر العلي ومدير ادارة مساجد حولي وليد الستلان عن سعادته لمرور صلاة القيام في تلك الليلة على خير، لافتا الى انه لم يعكر صفوها أي شيء، مثمنا دور كل الجهات التي حرصت على المشاركة في هذه الليالي الروحانية وخاصة تلك الليلة، وخص وزارة الإعلام ووزارة الداخلية والطوارئ الطبية وادارة الإطفاء ونادي القادسية الرياضي والبنك الوطني والهيئة العامة للصناعة ووزارة الكهرباء والماء لحسن مشاركتهم ودعمهم لإنجاح المركز الرمضاني.
وقال الستلان: كنا نتوقع هذا الحضور الكثيف بالنظر الى ما شهدته الليلة نفسها من رمضان الماضي، والحمد لله كنا على أتم الاستعداد لاستقبال هذه الحشود.
وأضاف ان الادارة بالتعاون مع مبرة طريق الإيمان قامت بجهود حثيثة لإنجاح تلك الفعاليات.