احمد النصار
الصدفة خير من ألف ميعاد.
هذا المثل كان حاضرا بذهني عندما التقيت بأحد الوافدين من الجنسية العربية في احد المقاهي المشهورة بالبلاد وكان اللقاء صدفة دون ميعاد مسبق حيث تبادلنا الحديث وبعد مرور دقائق من جلوسنا في المقهى عرفني بنفسه بأنه لديه خبرة كبيرة في عالم السحر ومازلت اتذكر من حديثه سخريته من بعض السحرة في الكويت حيث وصفهم «بالدخلاء» على هذه المهنة كون الغالبية منهم يعتمد بطريقة «الربط» على استخدام شعر الشخص المراد ربطه بالسحر والصورة وهذه الطرق - وما زال الكلام للساحر العربي - بالية ولا يقوم بها سوى «الدخلاء» الذين لا يملكون العلم الوافي والاطلاع الكافي في عالم السحر، واضاف انك اذا اردت ان تعلم انك تقف امام ساحر فاعلم انه سيقوم باستخدام الاجزاء البشرية في غرض السحر كالاجزاء البشرية التي تعود للاجنة او ما هو يعود للنساء كالمشيمة حيث يقوم بربطها بالطلاسم وغرس مسمار بها ومن ثم دفنها في احد القبور القديمة وهذا اشد انواع السحر واخطرها واكثرها فتكا بمن اردت ان تقوم «بربطه» الى هنا استأذن الوافد الساحر للخروج من المقهى على امل اللقاء به في الايام القادمة وترك بذهني حيرة شديدة تتمثل في كيفية حصول السحرة على تلك الاجزاء البشرية وبعد فترة من البحث عنه في ذلك المقهى علمت ان ذلك الوافد ألقت وزارة الداخلية القبض عليه في احد الفنادق وتم ابعاده عن البلاد وهو معروف على المستوى العربي ومازالت كلماته تحضرني عندما وصف لي استخدامهم للاجزاء البشرية.
مازالت الحيرة تراودني حول كيفية حصولهم على تلك الاجزاء حتى قادتني الصدفة مجددا لمعرفة حصول البعض على هذه الاجزاء لاستخدامها بغرض السحر بعدما توقفت بالصدفة امام حاوية مستشفى الولادة ودون موعد مسبق حيث يعتبرها السحرة منبع نفائس لعملهم الشنيع ومنها يتحصلون على مرادهم من اجزاء بشرية كالمشيمة او الاجزاء التي لم تكتمل النمو وتسقط عن طريق الاجهاض.
النفايات الطبية او ما تعرف باسم «نفايات الرعاية الطبية» اصدرت اخيرا منظمة الصحة العالمية شروطا صارمة في التعامل معها من ناحية التقيد بأحكام التخلص منها بصورة صحية حيث لا يمكن العبث بها من قبل الحيوانات الضالة كالقطط او بعض العمالة السائبة التي تنتشر لدينا في البلاد وتقوم بنبش حاويات النفايات.
تفاصيل الخبر في ملف ( pdf )