- دول مجلس التعاون الخليجي أيقنت بأن تطور إيران التقني يخدم السلام والأمن في المنطقة وقدمنا اقتراحاً بمشروع لتعاون نووي شامل معها
- إذا تعـرضنـا لأي اعـتـداء فسيندم عليه المعتدون.. ونحن دعاة سلام.. والقول بأن تطور برنامجنا سيؤدي إلى تدخل عسكري أو انتشار سلاح نووي «فأحلاهما مر»
- نطالب بانضمام تركيا والبرازيل لاستئناف المحادثات النووية في فيينا والخيار الأفضل للغرب هو الإذعان والاعتراف بحقنا ضمن الضوابط القانونية
- إيران مع استفتاء عام يمثل الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين ويهوداً لتقرير مصير فلسطين.. والمفاوضات لن تحقق سوى التنازلات للصهاينة
- توجهات إيران السياسية في المنطقة تهدف إلى تعزيز العلاقات مع دول الجوار وبناء الثقة وقطع الطريق أمام الأعداء والطامعين
بشرى الزين
قال القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الكويت سيد محمد شهابي ان زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد المرتقبة الى طهران فرصة لتكثيف التنسيق والتشاور الثنائي بين بلاده والكويت خاصة ان المنطقة تمر بأوضاع دقيقة، مشيرا الى ان هذه الزيارة تأتي ردا على الزيارة التي قام بها الرئيس د.أحمدي نجاد وتلبية للدعوة الرسمية الموجهة إلى سموه.
وعلى صعيد ما أثاره تشغيل مفاعل بوشهر من ردود فعل متباينة في المنطقة، اوضح شهابي ان معظم دول المنطقة رحبت بتشغيل وافتتاح منشأة بوشهر النووية.
واشار الى ان دول مجلس التعاون الخليجي ايقنت أن تطور ايران التقني يخدم السلام والأمان في المنطقة بأسرها، مؤكدا ان بلاده قدمت اقتراحا بمشروع تعاون نووي شامل مع دول المجلس، موضحا ان طهران على استعداد لتقديم كل خبراتها وتجاربها وابداع علمائها الى جميع الدول الإسلامية لاسيما دول الجوار وبالأخص الكويت الصديقة.
ومع قول الديبلوماسي الايراني «إننا دعاة سلام» فإنه اعرب عن يقينه بأن أي حرب في المنطقة «ستجلب الدمار لنا ولجيراننا» مؤكدا ان تعرض ايران لاي اعتداء صهيوني سيواجه بصلابة يندم عليها المعتدون مشددا عدم تأثر بلاده بالضغوط السياسية التي تفرضها الدول الكبرى بغية تسييس الملف الايراني.
وجدد شهابي مطالبة إيران بانضمام تركيا والبرازيل إلى مجموعة 5-1 لاستئناف المحادثات النووية المقبلة، مشيرا الى ان طهران حصلت على حقها في الملف النووي دون الاستعانة بأي دعم خارجي، مذكرا بأن الخيار الأفضل للغرب هو الاذعان والاعتراف رسميا بهذا الحق في اطار الضوابط القانونية.
كما تطرق شهابي الى موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية من المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل مبينا ان بلاده تؤيد الحل السلمي الديموقراطي وذلك عبر استفتاء عام يشمل الفلسطينيين من مسلمين ومسحيين ويهود ليقرروا مصير فلسطين وان يعود جميع المشردين واللاجئين الى ديارهم أما الوافدون الذين قدموا من وراء البحار فعليهم الخروج من فلسطين، مشيرا الى ان اسرائيل ببنائها المستوطنات وتهويد القدس برهنت على ان طريق التفاوض مسدود وان حدث فإنه يعني شرعنة الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
كيف تنظرون إلى الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى طهران قريبا؟
تأتي زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى طهران ردا على زيارة الرئيس د.أحمدي نجاد وتلبية للدعوة الرسمية الموجهة الى سموه، ولا شك في ان الأوضاع الدقيقة والحساسة التي تمر بها المنطقة تحتم تكثيف التشاور والتنسيق الثنائي بين قادة البلدين الجارين لما فيه خير المنطقة وسلامها.
تطمينات
لاتزال الكويت ودول المنطقة ترغب في الحصول على مزيد من التطمينات بخصوص تشغيل مفاعل بوشهر.. ما جهود بلادكم في هذا الصدد؟
محطة بوشهر النووية تعمل تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتتمتع بنظام مراقبة وسلامة شامل ومصممة بحيث تحمي نفسها بنفسها، ولا يوجد أي قلق من احتمال التسريبات الإشعاعية والتلوث الحراري والبيئي لأن معايير السلامة لا تسمح بوقوع أي حادث لأن المفاعل محاط بجدارين ضخمين يحميانه، جدار فولاذي والآخر اسمنتي وحتى لو اصطدمت طائرة ركاب بالجدار فلن يتأثر المفاعل بها.
إن هذه المخاوف المفتعلة تثيرها وسائل إعلام أميركية للحيلولة دون حصول إيران على هذه التقنية، بينما تقترح واشنطن على الدول الصغيرة في المنطقة إنشاء مفاعلات نووية، ما يدل على ان هناك تناقضا واضحا وازدواجية في المواقف.
هل تعرفون ان أميركا التي تعتبر اليوم أكبر معارضي البرنامج النووي الإيراني هي التي أوصت ببناء محطة بوشهر وأكدت على ضرورة إنشاء 20 محطة أخرى لإنتاج الطاقة الكهربائية في إيران؟
فقد أكدنا مرارا ان محطة بوشهر لن تشكل أي خطر من ناحية التسرب الإشعاعي على دول المنطقة لكونها تتمتع بمميزات مهمة أهمها التحكم التلقائي حيث ان احتمال وقوع حوادث طارئة هو واحد في المليون ولو افترضنا مثل هذه الحوادث فالمحطة مزودة بأنظمة السلامة ولا تشكل أي خطر على سكان مدينة بوشهر أو دول المنطقة، ولا يمكن مقارنتها بتاتا بما حصل في محطة تشرنوبيل السوفييتية سابقا.
إن الديبلوماسية الإيرانية نجحت في وأد وإفشال مشروع «إيران فوبيا» الذي حاول الإعلام الغربي تسويقه في المنطقة، وان الغرب يبذل الجهد الجهيد من أجل زرع الشقاق لكن حرص قادة دول المنطقة على التعايش السلمي والتقارب أفشل هذه المحاولات.
كيف تقيمون ردود الفعل الخليجية تجاه تدشين محطة بوشهر النووية؟
إن معظم دول المنطقة رحبت بتشغيل وافتتاح منشأة بوشهر النووية، حيث أعرب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن تهانيه الى حكومة وشعب ايران بتدشين المحطة، مشيرا الى تأثيرها الكبير على الاستخدام السلمي للطاقة النووية في المنطقة، وكانت زيارة رئيس الوزراء القطري للعاصمة الإيرانية في الاتجاه نفسه، حيث أيقنت دول مجلس التعاون ان تطور إيران التقني يخدم السلام والأمان في المنطقة بأسرها.
خبرات وتجارب
هل عرضتم أي نوع من المساعدة للكويت في إنشاء محطتها النووية؟
إن طهران على استعداد لتقديم كل خبراتها وتجاربها وإبداع علمائها الشباب الى جميع الدول الإسلامية لاسيما دول الجوار خاصة الكويت الصديقة، فالأمر لا يقتصر على نقل الخبرات في المجال النووي بل يتعداه الى كل المجالات العلمية والطبية إيمانا منا بأن تبادل الخبرات سيثري شعوبنا ويكسر الاحتكار العلمي الذي تفرضه بعض الدول الغربية.
وفي مجال التعاون النووي فإن إيران قدمت اقتراحا لمشروع تعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، وخلال الزيارة التي قام بها الرئيس د.أحمدي نجاد الى الدوحة هذا الاسبوع ومباحثاته مع سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تم الاتفاق على العديد من القضايا التي تهم المنطقة وامنها وسلامتها. وحسب معلوماتي فإن طهران قدمت اقتراحا لتطوير التعاون الشامل مع دول مجلس التعاون.
صرح الرئيس الفرنسي ساركوزي بأن مواصلة إيران تطوير برنامجها النووي ستؤدي إلى انتشار السلاح النووي او التدخل العسكري، أي الاحتمالين أقرب؟
لا شك أن احلاهما مر لاننا نعيش في منطقة تمثل الشريان الحيوي للاقتصاد العالمي وما برح الاعداء يخططون للاستيلاء على ثرواتنا النفطية وبيعنا الاسلحة المهترئة وخلق اجواء التشاحن وعدم الثقة لكي يمهدوا الارضية لتواجدهم، لكن يقظة الشعوب حالت دون نجاح هذه المخططات.
اننا دعاة سلام وقد تجرعنا ويلات الحرب التي فرضها علينا النظام البعثي المقبور وخلال السنوات الماضية بادرنا لإعادة الاعمار وبناء العشرات من السدود وإنشاء الطرق وخدمات البنى التحتية وحريصون على ان نحافظ على هذه الثروات ونعلم أن أي حرب في المنطقة سوف تدمر هذه المنشآت وتجلب الدمار لنا ولجيراننا لكن تعرض ايران لاي اعتداء صهيوني سوف يواجه بصلابة يندم عليها المعتدون.
اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران كانت تملك 22 كلغ من اليورانيوم العالي التخصيب وهو ما يدل على اصرارها على نشاطاتها النووية رغم تشديد العقوبات ما تعليقكم؟
التعاون القائم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يسير في طريق واتجاه سليم وصحيح حيث ان طهران تفي بجميع التزاماتها، ومفتشو الوكالة يراقبون جميع النشاطات على مدار الساعة. وما اثير حول عدم التعاون في بعض المقاطع له صبغة سياسية حيث ان الوكالة مكلفة بمراقبة المخالفات التي تمس معاهدة حظر الانتشار النووي (npt) من الناحية التقنية وعدم التأثر بالضغوط السياسية التي تفرضها الدول الكبرى بغية تسييس الملف الايراني. ويؤكد التقرير الاخير من جديد عدم انحراف البرنامج النووي الايراني عن مساره السلمي.
مستقبل المباحثات
كيف ترقبون مستقبل مباحثاتكم مع الدول الأوروبية بشأن تطورات الملف النووي الإيراني؟
إن مباحثاتنا مع مجموعة 5+1 حول تبادل الوقود النووي تتمحور حول تسليم يورانيوم بدرجة تخصيب منخفضة وتسلم الوقود بدرجة تخصيب 20%، وطهران على استعداد لاستئناف المفاوضات مع مجموعة فيينا ولكن ينبغي تغيير هيكلية هذه المجموعة المؤلفة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا، ونطالب بانضمام دول أخرى لهذه المجموعة كالبرازيل وتركيا لنستأنف المحادثات النووية المقبلة بتركيب جديد فنحن لا نريد أكثر من حقنا المشروع ولا يمكن تجاهل حقوقنا وإرغامنا على القبول بأمر ما بالتهديد، لقد حصلنا على حقنا في الملف النووي دون الاستعانة بأي دعم خارجي وان الخيار الأفضل للغرب هو الإذعان والاعتراف رسميا بهذا الحق في إطار الضوابط القانونية.
ما موقف إيران من المفاوضات المباشرة الجارية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل؟
إن قناعة الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ترسخت بأن المقاومة هي السبيل الوحيد القادر على هزيمة العدو المحتل حيث شهدنا خلال السنوات الماضية نهوض قوى المقاومة وتصديها البطولي لجلاوزة الاحتلال، ان مشاريع التسوية التي كتب لها الفشل الذريع طوال السنوات الماضية كفيلة بأن نتعظ منها ونتعلم الدرس وندرك أن المفاوضات تعني شرعنة الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية.
ان تل أبيب من خلال توسيع المستوطنات وتهويد القدس برهنت على أن طريق التفاوض مسدود فما معنى التفاوض وتشريد المقدسيين وتهويد المدينة المقدسة مستمر ومتواصل والجرائم الصهيونية لا تعد ولا تحصى وليس آخرها الاعتداء الهمجي على قافلة الحرية وهي تنقل المؤن والأدوية الى أهالي غزة المحاصرين.
التفاوض مستمر منذ 20 سنة والأسطوانة مكررة ومشروخة ولم ولن تحقق أي نتيجة سوى المزيد من التنازلات للصهاينة، ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤيد الحل السلمي الديموقراطي خلال استفتاء عام يشمل الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين ويهود ليقرروا مصير فلسطين وان يعود جميع المشردين واللاجئين الى ديارهم ويخرج الوافدون الذين قدموا من وراء البحار من فلسطين ويرجعوا الى البلدان التي جاؤوا منها، هذا هو الحل المنطقي الذي يسانده دعاة الحرية والسلام.
ولا أستبعد انطلاق هذه المفاوضات تزامنا مع احتفال أمتنا بيوم القدس العالمي من أجل تهميش هذا اليوم الخالد.
كيف تقيمون زيارة د.أحمدي نجاد الى قطر؟
ان توجهات إيران السياسية في المنطقة تصب في إطار تعزيز العلاقات مع دول الجوار وبناء الثقة وندرك ان هناك طاقات وإمكانيات جيدة في المنطقة يمكن استغلالها لتعزيز التكاتف والتعاضد، ولمس الرئيس الإيراني توجهات قطر الإيجابية للقضية الفلسطينية وأهمية التعاون الثنائي في القضايا الدولية حيث كانت الزيارة ناجحة ومثمرة، اننا على يقين بأن تعزيز العلاقات مع دول الجوار سيقطع أيادي الأعداء والطامعين.
جريمة قصاص
في تعليقه حول الضجة الإعلامية الصاخبة بشأن إعدام المواطنة الإيرانية سكينة من قبل منظمات حقوق الإنسان وتعامل بلاده مع هذه الانتقادات قال سيد محمد شهابي ان الإعلام العربي والإسلامي يجب ان يكون حذرا ويقظا ولا تنطلي عليه هذه المزاعم المغرضة التي تثيرها وتؤججها وسائل إعلامية مرتبطة بالصهاينة. إن الحكم النهائي في القضية لم يصدر بعد.
موضحا ان تنفيذ حكم القصاص الإسلامي بحق امرأة متهمة بالزنا والقتل يتم بحساسية خاصة، وهناك من يتشدق بحقوق الإنسان ويكيل التهم لإيران لأغراض دنيئة، مشيرا إلى أن العشرات من الأطفال والنساء الأبرياء يقتلون يوميا في أفغانستان والعراق من قبل القوات الأجنبية وأغلب منظمات حقوق الإنسان تلتزم الصمت المطبق وتقيم الدنيا ولا تقعدها حول احتمال إعدام متهمة بالقتل والزنا.
يحضرني المثل القائل «قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر ـ وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر».
وذكر ان معظم الجرائم التي ترتكب في إيران هي بسبب تجارة المخدرات، فنحن نقف في الخط الأمامي لجبهة حرب المخدرات ومكافحتها ونقدم سنويا آلاف الضحايا من قوات حرس الحدود والشرطة الذين يتعرضون لاعتداء عصابات التهريب وكل ذلك من اجل أن نحمي شبابنا وشباب دول المنطقة من هذه الآفة ونمنع وصول هذه السموم لأيديهم.
واقرأ ايضاً:
طهران ترد على اجتماع وزراء «التعاون»: الجزر الثلاث «إيرانية إلى الأبد»
إيران: تعليق حكم الرجم الصادرعلى سكينة محمدي