دعت جمعية الطيور الكويتية هواة الصيد بالبنادق الى تجنب اعتراض الطيور اثناء عبورها الكويت في موسم هجرتها السنوية خلال فصل الخريف، واصفة اطلاق النار عليها بـ «العبث المدمر للبيئة الكويتية».
وقال رئيس الجمعية م.عبدالرحمن السرحان لـ «كونا» ان هجرة الطيور تبدأ من بداية أغسطس من أماكن تفريخها في الشمال الى أماكن مشتاها في الجنوب وتبدأ بأعداد قليلة وبأنواع محدودة كالأبلق الرملي «أم دقي» والدخلة بيضاء الحنجرة «حميرة جناح» ودخلة الوديان «مطرق حشيش» ودخل القصب «المرادم بأنواعها».
وأوضح ان الهجرة تزداد تدريجيا وتظهر بوضوح في الأيام العشرة الأخيرة من أغسطس ومع بداية سبتمبر تبلغ ذروة هجرتها ويتغير موعد هجرتها قليلا كل سنة تبعا لاتجاه الرياح «فالطيور الصغيرة تفضل الهجرة ليلا مع رياح شمالية معتدلة وإذا كانت الرياح السائدة جنوبية تقتنص الطيور أي رياح شمالية لتمر عبر أراضي الكويت».
وذكر انه خلال هجرتها ومرورها ليلا عبر الكويت فقد تنزل الطيور على الأرض او تكمل مسيرها وإذا نزلت تكون متعبة وتحتاج للراحة فتمكث يوما او اكثر لتغذية وتقوية نفسها لتتابع مسار هجرتها وأحيانا ينقلب الجو رأسا على عقب كأن تتحول الرياح فتصبح عاصفة او تنزل أمطار غزيرة مما يجعل الطيور التي في سماء الكويت تنزل أرضا لتنجو بنفسها.
وقال السرحان انه ليس للطيور أعداء في سابق الأزمان الا الحيوان والطيور الجارحة من بني جنسها «لكن الوضع تغير اذ أصبح الانسان عدوها الاول فاستولى على أراضيها وحولها الى مزارع ومصانع ومساكن وقطع أشجار الغابات فتركها من دون مأوى ومنع الماء وجفف بحيراتها الطبيعية وردم سواحل البحار وحولها لمصائف وشاليهات سياحية وفنادق تستخدم مرة واحدة في العام وبعد ذلك طور الأسلحة الفتاكة التي لا تخطئ الطير الا نادرا». وذكر ان الطيور تهاجر في الحر والبرد وتموت منها أعداد كثيرة اثناء الهجرة لنقص الطعام والمأوى وتعرضها للمبيدات الحشرية، مضيفا انه لما كانت الطيور جزءا من الطبيعة التي خلقها الله وهي تعيش في توازن مع بني الانسان منذ القدم لذلك يعتقد العلماء ان نقص الطيور سيعود بعواقب وخيمة على بني البشر».
وأشار الى انقراض اكثر من 80 نوعا من الطيور في الأزمان الحديثة ومما يثير القلق تناقص أعداد الطيور بصورة متتالية سنة بعد سنة خصوصا في السنوات العشرين الأخيرة مما ينذر بكارثة بيئية خطيرة.
وأعرب عن أسفه لوجود بعض الأشخاص «هوايتهم ابادة الطيور في الكويت حيث يجدون الوقت الكثير الذي يقضونه في متابعة وصيد الطيور بالبنادق الرشاشة غير المرخصة والمهربة ويزعجون أصحاب المزارع في العبدلي والوفرة وعلى السواحل ومناطق الشاليهات عند ملاحقتهم للطيور».
ودعا السرحان الى عدم السماح ببيع بنادق الصيد الهوائية بدون ترخيص من قبل الجهات الرسمية حيث كانت ممنوعة في السابق وهذه عادة ما يستخدمها الصغار في ازعاج الآخرين والمارة في الشوارع اثناء تعقبهم للطيور.
وقال ان ما يدعو الى الأسف هو تطور الصيد، فبعد ان كان هواية اصبح رياضة لاطلاق النار وإسقاط كل ما يطير من طيور البحر والجوارح وصار الطائر هدفا بحد ذاته كأنه طبق رماية.
وأضاف ان اسعار الطلقات في الكويت تعتبر من الأرخص عالميا في حين يبلغ سعرها في دول الخليج عشرة اضعاف ما هو موجود في الكويت مما يشجع على تهريبها للدول المجاورة.
وأشار الى «خروج صيادي الطيور لإبادة طيور السمان «الفري» ليلا حيث يتجهون الى المناطق البرية كالمطلاع والرتقة ومزارع الوفرة والعبدلي ومناطق الحدود كالسالمي ومعهم مكائن توليد الكهرباء وكشافات كهربائية ويشغلون اجهزة صوتية تطلق اصواتا لخداع الطيور بحيث تظن ان بني جنسها يناديها فتتجمع في منطقة ما بأعداد كبيرة فيبادرون بإبادتها بأعداد هائلة ليتم التفاخر بعد ذلك بالصيد ويكون مأواها الأخير حاوية القمامة».
ودعا السرحان باسم جمعية الطيور الكويتية الجهات المعنية الى اتخاذ الإجراءات الحازمة من اجل وقف هذا العبث المتمثل في اطلاق النار على الطيور في كل المناطق وتطبيق القانون على كل من يشهر سلاحه في الأماكن العامة.
واقرأ ايضاً:
فريق الغوص يواصل متابعة التغير المناخي على الشعاب المرجانية
الطاحوس يفتح ملف أم الهيمان مجدداً: كل الخيارات مفتوحة حتى باتجاه رئيس الوزراء
«الأشغال»: تطوير طريق كبد ـ الوفرة يكلّف 14.5 مليون دينار بطول 55 كيلو متراً
30 ألفاً زاروا المركز العلمي في العيد
نفوق هائل للأسماك في أريزونا والسبب لايزال مجهولاً