- بداية العام الدراسي كانت أمراً عادياً وثانوياً واليوم أصبحت مشكلة تؤرق الأسرة وتثقل كاهلها
ندى أبونصر ـ رندى مرعي
مع بداية كل موسم دراسي وانطلاق مهرجانات القرطاسية في الجمعيات التعاونية وفي المراكز التسويقية والمكتبات تبدأ شكاوى أولياء الامور حول الغلاء الفاحش وأنهم يلمسون فروقات وزيادات كبيرة في الأسعار بين العام الماضي وهذا العام. وأن الأسعار تفوق الوصف وأنه يجب تخصيص ميزانية خاصة وبالأخص لمن لديه عدة اطفال وخاصة ان تزامن العيد مع اقتراب موعد افتتاح المدارس استنزف جيوب الاهالي لشراء ملابس العيد ومستلزماته. وفي جولة لـ «الأنباء» قامت باستطلاع مع أولياء امور الطلبة لمعرفة آرائهم في حقيقة غلاء الاسعار وكيفية تحضيرهم للعام الجديد.
في البداية أكد جمال محمد وهو والد لأربعة اولاد ان هناك غلاء اسعار ملحوظا في الاسواق وأن الذي لديه اكثر من ولد يحتاج الى ميزانية خاصة لشراء لوازم المدرسة من كراسات وشنط مدرسية والتي بات سعرها غاليا جدا.
وزاد محمد: ان اللباس الذي تلزم المدرسة الطلاب به بأن يشتروه من المدرسة غال ولا يناسب العديد من العائلات وبالأخص الذين لديهم عدة اطفال في المدرسة.
واشار الى انه يجب على المدرسة ان توفر اللباس المدرسي بسعر معقول يتناسب مع الجميع ويتناسب مع قدرتهم المادية.
مصاريف واجبة
ومن جهتها، أكدت نورا اسود وهي ام لطفلين انها تعجبت من غلاء اسعار الشنط والقرطاسية وانه يجب على اولياء امور الطلاب ان يخصصوا مبلغا معينا لشراء لوازم المدرسة من دون ان يشعروا بأي ضيق مادي وبالوقت نفسه لكي لا ينتقصوا شيئا لأبنائهم هم بحاجة اليه، واضافت انه يجب ان يوضع في الحسبان كل المصاريف التي سيتم دفعها في بداية العام الدراسي وبالاخص مع تزامن العيد وافتتاح المدارس بوقت واحد لعدم الشعور بأي ضائقة مادية.
كما اضافت نجلاء خميس انها لم تلحظ غلاء كبيرا في اسعار الألبسة المدرسية ووجدتها ضمن المعقول ولكنها فوجئت كثيرا بأسعار الشنط المدرسية التي فاق سعرها جميع اللوازم الأخرى، حتى باتت شنطة الطالب الابتدائي سعرها اغلى من اللازم وزادت ان هناك غلاء ايضا في سعر الكراسات وبالاخص الكراسات الكبيرة التي يحتاجها اولادنا في المتوسط، حيث لديها 3 اولاد ويحتاجون الى ميزانية خاصة لشراء اللوازم المدرسية.
استعدادات سابقة
بينما ام ملك قالت ان الاسعار عادية وضمن المعقول ولكن يجب على اهالي الطلاب ان يستعدوا ويحضروا جميع اللوازم قبل الدوام المدرسي بفترة معينة والا ينتظروا لآخر دقيقة وان يشتروا اللوازم الضرورية قبل بداية العام الدراسي الجديد وبالأخص اذا كان لديهم اكثر من ولد، لكي لا تكثر الاعباء عليهم في وقت واحد ويشعرون بالضغوط المادية.
أسعار متفاوتة
ومن جانبها اكدت ام عمر وهي ام لثلاثة اولاد ان هناك غلاء في الاسعار ولكن يستطيع الانسان ان يبحث عن المكان الملائم الذي توجد فيه اللوازم المدرسية التي اسعارها معقولة لأن الاسعار تتفاوت من مكان لآخر. واضافت: ان كل شخص يعرف ميزانيته ويستطيع ان ينتقي المكان المناسب ويفتش عن السعر الانسب وبالأخص اذا كان لديه اكثر من طفل لأن الذي لديه طفل واحد لن تفرق معه كثيرا بينما الذي لديه ثلاثة اطفال او اربعة فستفرق معه الاسعار من مكان لآخر.
وناشدت المدارس ان تجد حلا لتحميل الطلاب شنط الكتب التي تفوق قدرتهم وهذا ما يؤثر عليهم سلبا في المستقبل كما ان كثرة الكتب تحتاج الى شنط فولاذية لكي تتحملها.استعراض الأبناء
«رزق الله على تلك الأيام» بهذه الكلمات عبرت رانيا جمال عن واقع العودة إلى المدرسة في هذه الأيام حيث لم تعد الأقساط المدرسية وحدها هي التي تثقل كاهل الأهالي بل على العكس أصبح أمرها سهلا مقارنة مع المصاريف الأخرى التي يفرضها الموسم الدراسي في ظل عصر التطور والشخصيات الكرتونية التي باتت تدخل في كل تفاصيل حياة الطفل وخصوصياته لتكون عالما بحد ذاته.
وتقول رانيا انه في السابق كان الأطفال يأخذون طعامهم بأكياس صغيرة في الحقيبة المدرسية كما كانوا يكتفون بشرب المياه من الأماكن المخصصة لذلك في المدرسة، كما كانت القرطاسية تقتصر على قلمي رصاص ومبراة وممحاة ومسطرة.
أما اليوم فقد تغيرت كل تلك المفاهيم وأصبحت الأشياء التي كانت تستخدم في السابق من الماضي فاليوم الطعام يجب ان تكون له علبة مخصصة وكذلك الأمر بالنسبة للمياه، أما القرطاسية فتلك قصة أخرى إذ أصبح الأطفال يستعرضون بما يحملون في حقائبهم من قرطاسية ومن شخصيات كرتونية.
كما ان هذه الظاهرة أخذت تمتد إلى أبعد من ذلك بدليل أنه يختلف سعر المنتج ويكون الفرق واضحا بين الذي يحمل أي صور كرتونية والذي لا يحملها وطبعا الأطفال لا يدركون ذلك فقد انجرفوا في هذه الظاهرة ما يحمل الأهالي أعباء لم تكن «لا عالبال ولا عالخاطر» بالتالي تصبح مسألة الأقساط المدرسية تحصيل حاصل وذلك لأنه في كل عام تكون مفاجآت القرطاسية وتوابعها أكبر من العام الذي سبقه. كذلك الأمر بالنسبة لأم عبدالهادي التي تقول انه كلما كبر الطفل زادت طلباته وصعب إرضاؤه على خلاف ما يظن الأهل بأنه عندما يكبر الطفل سيكون من السهل إقناعه وتتقلص مشترياته الخاصة بالمدرسة غير أن الأمر هنا معكوس وذلك لأنه كلما كبر الطفل زاد وعيه بما حوله وزاد تعلقه بأشياء لا يمكن توقعها.
وتتابع أم عبدالهادي بأنه لم يعد هناك شيء رخيص بل أصبح ارتفاع الأسعار يطول كل شيء بما في ذلك قرطاسية المدارس، مشيرة إلى أن المهرجانات التي تطلقها الجمعيات لا تحرك ساكنا فعندما نصل إلى صندوق الدفع لابد أن تكون هناك مفاجأة بانتظارنا حتى إن كانت الأسعار بسعر التكلفة فالغلاء منتشر ولا يستثني شيئا.
في حين ان مشاري عبدالرحمن يقول ان الغلاء أصبح شرا اعتاده الناس ولم يعد بالأمر الغريب عليهم فمع كل موسم يعيش الناس حالة قلق من الأعباء المادية المترتبة عليهم، وها نحن اليوم، يتابع مشاري: نقف بجد على أبواب المدارس بعد انصرام موسمي السفر والعيد وحتما مصاريف هذه العودة لم تعد بالسهلة ولا القليلة خاصة لمن لديه أكثر من طفل في المدرسة على اختلاف المراحل الدراسية فالمصروف واحد لا يختلف من مرحلة لأخرى والعالم الذي يعيش فيه هؤلاء الأطفال واحد حتى إن اختلف في المضمون.
بدورها أشارت فاطمة فواز إلى أن شراء قرطاسية الأطفال أصبح من أساسيات التحضير للعودة إلى المدرسة فالأبناء اليوم لا يرضون بالذهاب إلى المدرسة إذا ما نقصت حافظة الأقلام أيا من عناصرها التي يعتبرها الأطفال أساسية، والكم الهائل الموجود في المكتبات والاسواق تزيد رغبة الاطفال في الشراء والحصول على كل ما هو جديد وذلك لكي لا يكون لدى أصدقائهم أشياء ليست معهم وهذه الظاهرة تشمل جميع الأعمار دون التفريق فيما بينهم عندما يتعلق الأمر بالقرطاسية يصبح الأمر أقرب إلى الهواية فهناك أطفال يتفنون في شرائها ولديهم طقوسهم وذوقهم في الاختيار على اعتبار أنها تعبر عن شخصيتهم.
وتتابع فاطمة أنه في هذه المرحلة لابد أن تخصص ميزانية محددة للقرطاسية المدرسية وهذا الأمر الذي لا يحسب له الأهالي حسابا ويعتبرونه أمرا ثانويا لا يحتاج إلى تحضير مسبق، غير أنه في ظل الغلاء الحاصل والذي يطول كل شيء دون استثناء وعلى الرغم من إقامة الجمعيات مهرجانات قرطاسية ولوازم مدرسية إلا أنها لا تغير ساكنا وفي أغلب الأحيان لا تقترب من انخفاض الأسعار بشيء بالتالي لا تغيرات إيجابية في هذا الإطار بل على العكس قد أصبحت هذه المشكلة واقعا لا مفر منه وستكون حاضرة مع بدء كل موسم مدرسي.
وحاله حال كل أولياء الأمور يرى مدحت كامل أن إرضاء الأطفال هذه الأيام بات أمرا صعبا جدا وهذا الأمر يشمل أدق التفاصيل بما فيها التحضير للعودة إلى المدرسة حيث لم يعد يرضى الأطفال أن يشتري لهم ذويهم القرطاسية بحجة أنهم لا يعرفون ماذا يريدون أو ما يحتاجون علما أن حقيقة الأمر هي أن الأهالي لا يشترون الأشياء المزخرفة والباهظة الثمن ويفرقون بين الغالي والرخيص على عكس الأبناء الذين لا يكلفون أنفسهم الوقوف أمام هذا النوع من القرطاسية بل يتوجهون إلى شراء شخصياتهم الكرتونية المحببة على شكل أقلام ومساطر وغيرها.
جولات للتسوق
بدوره يقول بدر الهلالي ان الغلاء أصبح جزءا لا يتجزأ من حياة الناس ومسألة العودة إلى المدارس حقا لم تعد تقتصر على الأقساط والزي المدرسي والمكتب بل هناك مشكلة لم يكن يعلم بها الأهل في السابق ربما لأن المعيشة لم تكن بصعوبة ما هي عليه اليوم وهي مشكلة القرطاسية المدرسية بما فيها تغليف الكتب، وهذه المشكلة لا تقف عند فترة بداية العام الدراسي وذلك لأنه مع انتهاء كل قلم من الأقلام التي يشتريها الطفل هناك جولات أخرى من التسوق شرط أن يكون مكان التسوق من اختيار الطفل الذي لا يقبل أن يفرض عليه أي اقتراح.