عرض سلطان مطلق الدويش من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ادارة الآثار والمتاحف قطاع الآثار ملخصا عن آثار الصبية والاخطار التي تحيط بها فقال: هناك حقيقة مختلفة حينما ننظر للقضية من جانب آخر، انها قضية تلك الآثار، آثار الصبية والتي تعرضت بالفعل للعديد والعديد من التعديات، وهنا أضع خطا أحمر تحت كلمة أو بالأشمل مصطلح «التعديات»، والتي تشمل التدمير والازالة والنقل والتخريب المتعمد أو العضوي كل تلك العمليات وقعت على تلك الآثار.
واضاف: انني بصدد ترسيخ فكرة واضحة ألا وهي «أن تلك الآثار بعدما أصابها من تعديات بالمفهوم الشامل لذلك المصطلح لم ولن تستطيع أن تعود مثلما كانت من ذي قبل، لذا لم نستطع حتى وصفها بعدما طرأ عليها بأنها ظلت آثار». ومن هذا المنطلق وجبت الاشارة التنوية الى قضية هامة الا وهي ان الأضرار التي وقعت انما كانت بفعل اقامة المنشآت الصغيرة أو المتوسطة، والمخيمات والطرق السريعة.
وذكر: اذا كان هذا حجم التدمير الذي وقع على تلك الآثار من اثر تلك التعديات، فما بالنا حينما تنفذ تلك المشاريع الكبيرة من قبل «مدينة الصبية»، أو جسر الصبية أو ميادين الرماية «فهل ستندرس تلك الآثار ولا يعود لها أي أثر؟».
يقول الدويش: منذ عام 1998 م، اتجهت أنظار باحثي الآثار في الكويت الى منطقة تعد جديرة بالاهتمام الواسع من حيث التنقيب الأثري، وهي منطقة الصبية، حيث كشفت عمليات التنقيب والبحث الأثري التي قامت بها البعثة الكويتية - البريطانية المشتركة عن الكثير من الدلائل التي تشير الى وجود موقع استقر به الانسان منذ منتصف الألف السادس قبل الميلاد وهو موقع تجاري كانت له صلة مع المراكز الحضارية في منطقة الخليج العربي آنذاك. واضاف ومما لا شك فيه أن وجود مقومات الاستيطان البشري في تلك المنطقة ، وموقعها الاستراتيجي الهام على رأس الخليج العربي، وتوافر مصادر المياه الصالحة للشرب والأرض الخصبة للرعي، وتمركز الأسماك والطرائد البرية، اضافة الى وجود الحجارة بأنواعها، والتي ساهمت بمساعدة الانسان في تلك الفترة على بناء سكنه وصناعة أدواته المختلفة قد مكنت الانسان في تلك الحقبة من الزمن من البقاء والتكيف مع البيئة واستغلال مواردها الطبيعية، واقتحام مجالات جديدة لم يكن قادرا على استغلالها من قبل ، مما مكنه من توفير جميع متطلباته الحيوية والأساسية من مأكل وملبس ومسكن وحاجات مادية أخرى، اضافة الى متطلباته الفكرية الأخرى التي ساهمت في عملية الابداع في تلك الحقبة من الزمن.
ذكر الدويش نبذة عن العصور الحجرية في الكويت بقوله: تم تحديد الفترات الزمنية للعصور الحجرية في الكويت من خلال المسح والتنقيب الأثريين، ولابد أن نشير في البداية الى أنه لم يعثر حتى الآن على أثر لسكن الانسان في العصر الحجري القديم في غرب الخليج العربي. وقد فسر بعض العلماء ذلك بأن الخليج العربي كان قبل 14000سنة مضت عبارة عن حوض كبير جاف، يخترقه نهر عظيم وتحيط به سبخات، ويعتقد أن انسان العصر الحجري القديم كان يعيش على جانبي النهر، وقد ارتفع منسوب مياه البحر، وغطى حوض الخليج ، واستقرت مياه الخليج عند منسوبها الحالي قبل 4000 سنة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )