أسامة أبوالسعود
أعلن وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المساعد لشؤون المساجد وليد الشعيب انه قد تمت مخاطبة إدارات المساجد في المحافظات الـ 6 بأن تكون خطبة الجمعة المقبلة بتاريخ 16 شوال 1431 الموافق 24/9/2010 بعنوان «الوحدة والتماسك» وتخصيصها للحديث عن الوحدة الوطنية وتماسك المجتمع الذي هو الآن أحوج ما يكون الى الاعتصام بحبل الله المتين وتجنب الفرقة والاختلاف ونبذ أسباب الشقاق والنزاع التي تنال من عزيمته وتوهن قوته.
وأشار الشعيب الى ان الخطبة التي أعدها مكتب الشؤون الفنية بقطاع المساجد تم تعميمها على جميع مساجد الكويت وستذاع عبر إذاعة وتلفزيون الكويت من مسجد مبارك العبدالله الجابر بضاحية مبارك العبدالله، وسيلقيها الشيخ خالد قزار الجاسم، وفيما يلي أجزاء من هذه الخطبة:
إن التآزر والتناصر من أقوى ثمار الوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية بين المؤمنين، إذ بها الحب والإيثار والتراحم والتعاطف بين أفراد الشعب الواحد، وتأملوا ما كان بين المهاجرين والأنصار من محبة وإيثار، حيث يقول ربنا عز وجل في ذلك: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجــــوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أُوتوا ويــــؤثرون على أنفـــــسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شـــــح نفسه فأولئك هم المفلحون – الحشر: 8 و9).
فالمسلم أخو المسلم، والمؤمن يشد أزر أخيه المؤمن كالبنيان المرصوص، فعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» وشبك بين أصابعه، رواه البخاري ومسلم.
ولكي تبقى ظلال الوحدة وارفة فعلينا ان نترفع عن النزاعات والخصومات، ونتعالى على الخلافات، فوحدة الأصول الإسلامية والأخوة الإيمانية فوق كل مصلحة دنيوية أو منفعة شخصية، وقد حذرنا ربنا سبحانه وتعالى من الخلاف، لأنه يوهن عزم الأمة ولا يأتي بخير، قال سبحانه: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عظام عظيم - آل عمران: 105)، وبين لنا ان التنازع يذهب القوة، ويفتت الوحدة، فقال سبحانه وتعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين – الأنفال: 46) ورحم الله من وصف حال قوم تفرقوا بعد وحدة، وذلوا بعد عزة قائلا:
يا قوم ماذا جنيتم من تفرقكم
وهل دهاكم إلا الذل والخور
فيئوا إلى وحدة أرسى دعائمها
دين الإله به الأجيال تفتخر
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
وجاء في الخطبة الثانية:
أيها المسلمون: اعلموا ان وحدة الأمة أمانة في أعناقنا، ونحن مسؤولون عنها أمام الله: أحفظنا أم ضيعنا؟ فعلينا أن نعمل بجد وصدق، وإخلاص ومثابرة، لنعيش الإيمان الذي لا يعرف التردد، والوحدة التي لا تعرف التفرق، والشورى التي لا يخالطها استبداد، والتضامن الذي لا تلامسه أثرة، لنتعاون على البر والتقوى، ونتناه عن الإثم والمنكر والعدوان، ولنكن يدا على من سوانا: ديننا الإسلام، ومنهجنا القرآن، وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولتكن آمالنا مشتركة، وآلامنا مقتسمة، ليعطف فينا الغني على الفقير، ولينصر القوي منا الضعيف، وليرحم كبيرنا صغيرنا، وليوقر صغيرنا كبيرنا، ولنجتمع على كلمة الحق وننبذ ما دونها من الباطل، لتجمعنا أخوة الإسلام، وتربطنا رابطة الرحم والقرابة، وتقودنا الأخلاق الكريمة، (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون – الأنبياء: 92) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويسخط لكم: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال» رواه مسلم وأحمد واللفظ له من حديث أبي هريرة.
أيها الاخوة: يجب على الجميع ان يوطد ويعمق معاني الوحدة والتماسك، كل يحرس هذه النعمة بحسب موقعه ومركزه، وعلى الجميع ان يستشعر نعمة الأمن والأمان، والوحدة والتماسك، واعلموا ان من يسعى لنشر الفرقة بين الأمة فإنه يسعى لإضعاف العوامل التي ينبني عليها أساس الأمن والأمان، والوحدة والتماسك، واعلموا ان في الاجتماع البركة، وفي التفرق الضعف والخذلان، ويد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار.