دارين العلي
شابات في مقتبل العمر وفي ربيعه، لم ينجرفن خلف بهجة مؤقتة أو بهرجة أزياء وعطور سرعان ما تزول، بل فضلن أن يكن جزءا من المشروع الوطني في مرحلة مفصلية لابد أن تجتازها الكويت بسلام، ذلك هو مشروع «ترشيد» الذي تنادي به وزارة الكهرباء والماء بالتعاون والتنسيق مع جمعية المهندسين الكويتية.
تخلين عن ساعات الراحة، ونحين جانبا فكرة السفر وقضاء العطلة الصيفية خارج البلاد - تماما كما فعل الشباب - وفضلن البقاء هنا فوق هذه الأرض ليساهمن في التصدي لأزمة تهدد الجميع في صيف لاهب لن يكون بمقدور أحد أن يبقى فيه بلا كهرباء ولا ماء، فسارعن الى الانضمام لأصدقاء «ترشيد».
وكما فعل الشباب أيضا توزعت فتيات «ترشيد» على المرافق المختلفة والمجمعات والأسواق دافعهن خدمة الكويت وسلاحهن الكلمة الطيبة والأسلوب المحبب الذي يقنع كل من يصادفهن بضرورة الاستجابة لنداء الدولة، ويشرحن باقتدار كيفية الخروج من هذه الأزمة بتخفيض استهلاك الكهرباء في المنازل والمكاتب والوزارات والمجمعات كي نظل متمتعين بنعمة الكهرباء ولا نحرم منها باستهلاكنا العشوائي المبدد لهذه النعمة التي لا يعرف قيمتها إلا من حرم منها، فكيف إذا كان هذا الحرمان في صيف مثل صيف الكويت؟
مع «صديقات ترشيد» كانت لنا لقاءات عرضن فيها دوافع انضمامهن إلى المشروع وما الحلم الذي راودهن من وراء هذه المشاركة؟
معاقبة المسرفين
فجر عامر تقول «كم هو جميل ان أشعر بانني اساهم عبر مشروع ترشيد الوطني في خدمة بلدي التي أحملها في ضميري ووجداني حيثما حللت، حتى هناك في بلاد الغربة (بريطانيا) التي استكمل فيها دراستي فصورة الكويت ممزوجة بدمي ومحفورة في عقلي».
وتضيف «أي شخص لو فكر بشيء من التأني فسيصل حتما إلى نتيجة مفادها أن الكويت بذلت وأعطت الكثير لأبنائها مقارنة ببعض الدول الأخرى وما تقدمه لشعوبها من خدمات.
لذا يجب أن نؤقلم انفسنا. ونتوقع أن أمد الأزمة سيطول إلى الأعوام المقبلة، فترشيد الاستهلاك ليس بفرض، ولكن وفي ظل المعطيات الحالية وما تبقى من طاقة كهربائية 4)%( يجب أن يكون فرضا مسلما به».
فجر لم تجد حلا أفضل لهذه الأزمة إلا بمطالبة مجلس الوزراء بسن وتشريع قوانين جديدة تعاقب المسرفين في الكهرباء والماء.
من جانبها توضح ريم حسن أن المعلومات والاحصائيات المتعلقة بالكهرباء والماء، والتي أطلعنا عليها المسؤولون في مقر حملة «ترشيد» في العدان، فعلا تعتبر كارثة فالكويت تأتي في المرتبة الثانية استهلاكا للمياه، وتحتل المركز الثالث استهلاكا للكهرباء مع أن الكويت لا تملك موارد متجددة مثل بقية الدول التي تعتني بثروتي الكهرباء والماء، وليعلم الجميع أن الدولة تبذل قصارى جهدها لتوفير هذه الطاقة رغم الكلفة العالية التي تتكبدها.
الصفحة في ملف ( pdf )