-
الحريات والمكتسبات الدستورية متأصلة وراسخة لن يزعزعها عبث صبياني
-
هناك شبكات ومنظمات وجهات إرهابية وتخريبية مستفيدة من عدم استقرار المنطقة
استلهم رئيس الحكومة بالإنابة الشيخ جابر المبارك من الجهود الأمنية الكبيرة لأجهزة الأمن في المملكة ضمن حربها الحقيقية على الإرهاب وأذرعه، ما يعضد قناعته بأن العالم بأسره قد تبنى الاستراتيجية السعودية في مناهضة، بل وتغييب أزلام الخوارج الجدد.
وقال في حوار هاتفي مع جريدة «عكاظ» بأن العالم بأسره مدعو لمساندة المملكة في مكافحتها للإرهاب، بعدما قدمت منظومتها الأمنية أداء أبهر المجتمع الدولي في محاربة هذه الظاهرة التي تشكل خطرا يهدد أرجاء العالم، مؤكدا على التعاون الأمني والتواصل المعلوماتي القائم بين الرياض والكويت للتصدي للإرهاب.
وشدد رئيس الوزراء بالإنابة على وجود أطراف خارجية مستفيدة من عدم الاستقرار في المنطقة من خلال منظمات وشبكات وجهات إرهابية وتخريبية.
ورفض المبارك ما يشاع عن التفرقة بين البدو والحضر، أو بين السنة والشيعة، مبينا وجود من يحاول الإساءة إلى هامش الحريات والمكتسبات الدستورية بتحميلها المسؤولية. وأشار إلى أن مسألة إسقاط الجنسية عن ياسر الحبيب شأن سيادي كويتي، وانها تمت وفق القانون، وليست لها علاقة بحرية الرأي والتعبير.. فإلى ثنايا الحوار:
في المستهل، نتساءل عن تشخيصكم لواقع العلاقات السعودية ـ الكويتية في هذه المرحلة؟
ما يربط المملكة والكويت أكبر من أن يوصف أو يشخص، ذلك أن العلاقات بين بلدينا وشعبينا الشقيقين تقوم على الاخوة والمحبة والاحترام المتبادل بين الإخوة والأشقاء الذين تربطهم أواصر الإخاء، والجوار، والمصير المشترك، وتحيط بهما وشائج القربى الضاربة في عمق التاريخ. والكويتيون لا يعتبرون المملكة إلا امتدادا تاريخيا، جغرافيا، وعمقا استراتيجيا، هذه العلاقة هي اليوم في أفضل مصافاتها، ونموذجا يحتذى في العلاقات بين الدول، وهذا لم يأت من فراغ بل نتيجة لما يربط القيادتين السياسيتين من صلات عميقة، بفضل الرؤى والنظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
كيف ترون جهود المملكة في حربها على الإرهاب، وكيف تنظرون إلى التعاون الأمني القائم بين الرياض والكويت في مواجهة هذا الخطر؟
سأكون معك أكثر وضوحا في هذه المسألة، جميعنا نشعر ولم نزل، بأن المملكة في حرب حقيقية مع الإرهاب، وعمدت إلى بذل جهود واضحة في تجنيب البلاد ويلات الإرهاب وكذلك المنطقة، بفضل الله ثم بفضل الأداء الكمي والنوعي للأجهزة الأمنية التي أبهرت العالم ببراعتها في دحر هذه الآفة، ولهذا فإن العالم كله يثمن، كما نحن، عاليا تلك الجهود المخلصة، وعلى كل فقد أصبح الإرهاب عدوا حقيقيا للمجتمع العالمي، الأمر الذي يتطلب أن تتعاون كل الدول في مواجهته والقضاء عليه، أما عن تعاوننا الثنائي، فإن علاقات أمنية وتواصل معلوماتي وصل إلى درجة ممتازة، لهذا فإنني أقول إن العالم برمته يجب أن يساند المملكة في حربها الحاسمة على الإرهاب والمنتمين إليه.
تأخر توصل العراقيين إلى تشكيل حكومة يضع هذا البلد في أزمة سياسية، ربما لها تداعيات على دول الجوار، والكويت واحدة منها، كيف تقرأون مستقبل الوضع في العراق وفقا للمعطيات السياسية الراهنة؟
لاشك أن استقرار العراق أمر مهم للغاية بالنسبة لنا، وأي مشكلات في هذا البلد قد تنعكس سلبا، وهو أمر يثير المخاوف، ورغم هذا كله، فإننا على ثقة بأن العراق سيتجاوز أزمته إذا ما انحاز العراقيون إلى الحكمة ومصلحة بلدهم العليا، والذي يهمنا دائما وأبدا، هو استقرار العراق وشعبه.
كيف تقيمون العلاقة بين إيران والمجتمع الدولي في ظل الجدل الدائر بينهما بسبب ملف طهران النووي؟
موقفنا واضح، وهو لا يختلف عن موقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وما صدر عنها من قرارات وبيانات، ونحن لسنا ضد امتلاك أي بلد الطاقة النووية للأغراض السلمية، والكويت تعمل على إنشاء مفاعل نووي يلبي أغراضها السلمية، وما نتمناه أن تتعاون إيران مع العالم لوضع نهاية سلمية لهذا الملف.
فلنتطرق هنيهة إلى الشأن الداخلي الكويتي.. هل تعتقدون بأن الكويت اجتازت الأزمة التي مرت بها بعد قراركم إسقاط جنسية ياسر الحبيب؟
نعم، لقد ساهم ذلك في إخماد الفتنة، والكويت بقيادة أميرها قادرة على تجاوز المحن، وتدرك أن قوتها في وحدتها وتلاحم نسيج شعبها الاجتماعي. وقد أدرك الكويتيون أنهم كانوا أمام مشروع خطر، وهو إشعال الفتنة بينهم وهو ما كرس وحدتهم.
ولكن هناك من يعتقد في الكويت أن قرار إسقاط الجنسية ليس دستوريا ولا يتفق مع حرية التعبير وفيه تقييد لها فما تعليقكم؟
إن مسألة إسقاط الجنسية قضية سيادية، وجرت وفق القانون، وليس لها علاقة بحرية الرأي وحرية التعبير، القانون واضح وصريح والمذكور خالف قانون الجنسية باعترافه، وإن كان لبعض الإخوة المشرعين رأي مخالف لذلك فليتقدموا ويغيروا قانون الجنسية، فسلطة التشريع بيدهم ونحن سلطة تنفيذية مسؤولة عن تطبيق القوانين.
تشهد الكويت احتقانا بين البدو والحضر، والسنّة والشيعة، فهل صحيح أن هامش الحريات هو الذي أدى إلى ذلك؟
كلا، فقد نشأنا وتربينا في الكويت على ألا نفرق بين بدوي وحضري أو سني وشيعي، وحين تعرضنا للاحتال لم يكن الاحتلال موجها لفئة أو طائفة دون أخرى، فنحن نسيج واحد، والمغالاة في التطرف هي السبب، نعم قد يكون هناك من يريد الإساءة إلى هامش الحريات والمكتسبات الدستورية بتحميلها المسؤولية لكننا نعي ذلك، وتلك مكتسبات متأصلة وراسخة لن يزعزعها عبث صبياني، والكويتيون يدركون ذلك جيدا.
ولماذا منعتم الندوات إذن؟
لم نمنع أي ندوة تتحدث عن القضايا السياسية، والاقتصادية، أو الاجتماعية لكننا منعنا الندوات التي من شأنها تأجيج نار الفتنة، وفي مقدمة مسؤولياتنا حفظ أمن البلاد والنأي بها عن أي فتنة، ولا خير فينا إن لم نتعلم ونتعظ من تجارب الشعوب والأمم التي اكتوت بنار الفتنة الطائفية ومازالت تعاني من عواقبها وتداعياتها.
هل ما يجري في الكويت والبحرين والسعودية من محاولات لإحياء نار الفتنة أو من محاولات تخريبية وإرهابية هو مخطط خارجي؟
سبق أن قلت إن هناك أطرافا خارجية مستفيدة من هذا التصعيد، وهناك شبكات ومنظمات وجهات إرهابية وتخريبية مستفيدة من عدم استقرار المنطقة، وهو أمر يضاعف المسؤولية علينا كمسؤولين ومواطنين، وأنا على ثقة بإدراك الإخوة المسؤولين في دول الخليج والإخوة المواطنين لهذه الحقيقة، وهو ما يدفعنا لأن نكون جميعا أكثر حذرا ويقظة.
هل صحيح أن الحكومة الكويتية تتجه لمنع النشر الإعلامي حول ما يتعلق بالفتنة أو ما يتعلق بياسر الحبيب؟
الحكومة لا تملك حق المنع، وهو أمر بيد السلطة القضائية، ونحن على ثقة بحسن تقدير القائمين على وسائل الإعلام وإدراكهم للمسؤولية الوطنية.
واقرأ ايضاً:
مرسوم سحب جنسية ياسر الحبيب صدر بالجريدة الرسمية ..والسعودية تضيف «رضي الله عنه أو عنها» بعد أسماء الصحابة وأمهات المؤمنين في لوحات الشوارع
م. طارق العيسى: هل لهيئة «خدام المهدي» عقل .. أم يسيّرها أعداء الإسلام عبر أجهزة التحكّم عن بعد؟
الطبطبائي لـ «الأنباء»: عار عن الصحة إغلاق مبرة الأعمال الخيرية
شيخ الأزهر يعتبر تصريحات الأنبا بيشوي حول القرآن «غير مسؤولة»
«الإفتاء الإماراتية» تجيز قراءة الموضوعات الجنسية غير المصورة
تأبين أبوزيد يتحول إلى تظاهرة ثقافية للمطالبة بحرية الفكر
منتجو مسلسل «القعقاع» يدافعون عن تجسيد الصحابة