أسامة دياب
أكدت الناشطة الأميركية راندا كوزيز أنه يجب علينا جميعا تجاوز الاختلافات الدينية بيننا وبين الآخر من خلال علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتحركات الإيجابية المشتركة التي تخدم مجتمعاتنا وتعزز من التعاون بينها، مشددة على ضرورة استمرار حوار الأديان وتعزيز التعاون فيما بينها من أجل صالح البشرية ومساعدة المحتاجين، لافتة إلى أن المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية يعملون بجد وإخلاص من أجل تغيير الصورة السلبية عن المسلمين ولنثبت للجميع أننا لسنا إرهابيين ولكننا نحب السلام ونعلي قيم التعايش السلمي.
جاء ذلك في مجمل كلمتها التي ألقتها خلال المحاضرة التي أقيمت في مركز الوعي لتطوير العلاقات العربية الغربية بعنوان «التعددية الدينية» بحضور ممثلي السفارة الأميركية وعدد من أبناء الجاليات الأجنبية والعربية والناشطين والمهتمين بالشأن العام.
وأضافت كوزيز أن 37% من الشعب الأميركي لم يتعرفوا على مسلم طوال حياتهم وبالتالي فإن علينا أن نكون إيجابيين بصورة أكبر ونغير الصورة عن طريق الاندماج بصورة فعالة في المجتمع والمساهمة في بنائه، مشيرة لأهمية تعاون أصحاب الديانات السماوية لتعزيز الانتقال من التنوع للتعددية والتي تقوي روح المبادرة لدى الأشخاص.
وبينت أن الصور السلبية في أذهان أصحاب الديانات عن بعضهم البعض من الممكن تعديلها عن طريق الحوار المباشر والتعاون والمثمر والبناء في مجال العمل الخيري ومساعدة المحتاجين في مناطقهم والبلدان المجاورة، مشيرة إلى ان الكثير من الأميركيين يربطون بين الإسلام والإرهاب ولذلك شعرت بالمسؤولية كمسلمة يتعين عليها تغيير النظرة السلبية عن الإسلام وذلك لن يحدث إلا من خلال الحوار وإظهار الجوهر الحقيقي للإسلام وشاركها في ذلك الكثير من المسلمين والمسلمات الذين قد يكونون أفضل منها، معربة عن سعادتها لتغيير النظرة للمسلمين في الولايات المتحدة والتي أصبحت أكثر إيجابية بالرغم من أحداث 11 سبتمبر وما حدث من القس تيري جونز، لافتة لحفل الإفطار الذي أقامته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لأكثر من 100 شخصية إسلامية في أميركا بحضور عدد من رجالات الدولة والسفراء في شهر رمضان المبارك الماضي.
وأشارت إلى أنها ألقت محاضرة عن الإسلام في بلدة صغيرة في الولايات المتحدة تعدادها لا يتجاوز الـ 2000 شخص وتحتوي على 20 كنيسة رفضت 13 منها زيارتها ولكنها حضرت وحضر معها ممثلو 7 كنائس و120 شخصا، معربة عن سعادتها لتفاعل الحضور معها نظرا لكونها أول مسلم يتعرفون عليها، موضحة أن احد الحضور قال لها لقد غيرتي لي العديد من المفاهيم المغلوطة عن الإسلام فلقد كنت أعتقد أن الجهاد هو حرب على المسيحية ولكن تعلمت أن الإسلام يدعو للمحبة والسلام، مشددة على أنه على كل مسلم أن يعمل على تعريف الوجه الحقيقي للإسلام للأخر وخصوصا أن أميركا تعدادها 300 مليون نسمة منهم 7 ملايين مسلم فقط.