تواصل «دار الآثار الإسلامية» منذ افتتاحها عام 1983 تقديم أنشطتها الثقافية داخل الكويت وفي الخارج العربي والاسلامي والعالمي، وكان آخر الانشطة الخارجية لـ «الدار» قيام ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وزير النفط وزير الاعلام الشيخ أحمد العبدالله والشيخة حصة الصباح المشرف العام على «دار الآثار الإسلامية» بافتتاح معرض «الدار» العالمي المتنقل «ذخيرة الدنيا: فنون المصوغات الهندية في العصر المغولي الإسلامي» في ماليزيا يوم 30 يوليو في متحف الفنون الاسلامية بماليزيا، كما ألقت الشيخة حصة الصباح بهذه المناسبة محاضرة تناولت فيها بالشرح والتحليل ابعاد معرض «ذخيرة الدنيا» وما يحتويه من معروضات نادرة تؤكد على التواصل الحضاري بين أرجاء العالم الاسلامي قديما وحديثا، واوضحت أن القيم الجمالية التي يعرضها المعرض تنبع من ايمان الصانع المسلم الذي نقش آية الكرسي بخط رائع جميل على قطعة من الزمرد ليبجل بها آيات شريفة، كما أبدت سعادتها للإقبال الكبير الذي لقيه المعرض على المستوى الرسمي والثقافي والعام، معرض «ذخيرة الدنيا» ينتهي عرضه في ماليزيا في شهر ديسمبر 2010. يذكر ان «دار الآثار الإسلامية» تنظم معرضا عالميا آخر يطوف عدة عواصم ومتاحف عالمية تحت اسم «الفن في الحضارة الاسلامية» يفتتح في القصر الملكي بمدينة ميلانو الايطالية يوم 18/10/2010 ثم ينتقل الى النمسا في مارس 2011 ومنها الى كوريا ثم كندا 2012. وكدأب «دار الآثار الاسلامية» في سعيها لاضافة الجديد على مواسمها الثقافية ستقدم الى جوار محاضرات وندوات وامسيات يوم الاثنين من كل اسبوع نشاطا ثقافيا يوم الأربعاء يعنى بالحركة الثقافية داخل الكويت، فضلا على ما يقدمه «نادي الكتاب» لمناقشة الاصدارات المهمة مرة كل شهر، وكذلك تنظيم ورشة فنية لتعليم الاطفال معالم ومفاهيم الفنون الاسلامية، كما ان هناك نشاطا موسيقيا متتابعا ايضا تقدمه الجمعية الموسيقية في اطار وفي موقع انشطة «الدار» وهو مركز الميدان الثقافي «مقر منطقة حولي التعليمية».
معالم موسم «الدار» الجديد
موسم دار الآثار الاسلامية الثقافي المقبل سيبدأ يوم 4 أكتوبر المقبل 2010 ويستمر الى 30 مايو من العام المقبل 2011، يقدم هذا الموسم 21 محاضرة بالانجليزية والعربية متنوعة الاهتمامات فنية ومعمارية وقضايا حضارية وتاريخية وتراثية فضلا عن مناقشة علوم المخطوطات، وأدب الرحلات، كما يضم الموسم 11 أمسية موسيقية كلاسيكية كويتية وعربية عالمية. يستهل محاضرات «الدار» د.زياد رجب من متحف طارق رجب يناقش بخبرته وتخصصه أبعاد الجمال في فنون الفخار تكوينا وتلوينا، وفي الاطار الفني ايضا تقدم د.مارتينا رغيادي من جامعة اسبيانزا (ايطاليا) محاضرة تتناول فيها مادة اخرى من مواد الفنون الاسلامية وهي الرخام وكيف ابدع عليه فنان منطقة غزنة في العصور الوسطى بأفغانستان. وفي المجال المعماري هناك محاضرة للدكتور عبدالواحد الوكيل الحائز على عدة جوائز عالمية وأحد تلاميذ المعماري حسن فتحي، حول التصميم المعماري الاسلامي ومدى حضوره الى الآن، ومحاضرة للدكتور ايمن فؤاد سيد حول التطور المعماري لمدينة القاهرة، ومحاضرة ثالثة للدكتور علي حاتم جبر من الجامعة الأميركية بالقاهرة تحت عنوان «تأثيرات عربية إسلامية في العمارة الأوروبية خلال العصور الوسطى». يهتم الموسم الثقافي ايضا بمناقشة القضايا الفكرية يتناولها د.فهمي جدعان استاذ الفلسفة الاسلامية بتأمل حال المسلمين في عالمنا المعاصر، ويقدم د.ستيفان وبر من متحف برلين محاضرة عن بقايا الماضي ودلائل الحضور الحاضر، كما يساهم البروفيسور الروسي افيم رزفان بحديث عن رواية اثنين من رحالة الروس الى الكويت واثيوبيا. وعن مكانة المرأة في الحضارة الاسلامية هناك اكثر من مساهمة: الأولى للدكتورة سعاد علي من جامعة اريزونا (الولايات المتحدة الأميركية)، والثانية للدكتور ثامر الليثي من جامعة نيويورك، والثالثة للدكتور عبدالهادي العجمي من جامعة الكويت والرابعة للدكتورة آمال قرآمي من جامعة تونس. وفي مجال الحفاظ على التراث والحوار مع الآخر يقدم د.احمد صدقي محاضرة يناقش فيها اهمية التكامل والأصالة والاستمرارية في هذا المجال، ويطرح د.مارتن موللر فينر جامعة فردرش ولهم (بون) اهمية العلاقات الصينية مع المسلمين كما كانت في القرن 13.