دعا ضيف «لقاء الاربعاء» الشهري في جمعية المهندسين م.حامد شعيب الى كسر حاجز الخوف لدى المهندسين وغيرهم من المهنيين الشباب من مغبة العمل في القطاع الخاص، مبينا ان العمل في القطاع الخاص متعب وان العمالة الوطنية لاتزال تحتاج الى مزيد من الدعم للعمل فيه خاصة من قبل الشركات الكبيرة التي تعلن عن الملايين من الارباح سنويا، وانه وعددا من زملائه المتطوعين سيقومون خلال الفترة المقبلة بتنفيذ برنامج تدريبي موسع يستهدف تدريب 5000 من المهندسين وطلاب كليتي الهندسة والطب وغيرهما بالتعاون مع منظمات أميركية غير ربحية تهدف الى تحقيق التنمية البشرية حول العالم.
كلام شعيب جاء خلال استضافة لجنة العلاقات العامة بجمعية المهندسين له مساء امس الاول (الاربعاء) بمقر الجمعية في لقائها الشهري وحضره رئيس الجمعية م.طلال القحطاني ورئيس وأعضاء لجنة العلاقات العامة م.عبدالله الحشاش وم.محمد الكندري وم.احمد القصار وادارة اللقاء عضوة اللجنة م.عليا المنصور.
وقال شعيب خلال اللقاء، ان العمالة الوطنية الكويتية بشكل عام ظلمت على مدار السنين بأنها عمالة غير منتجة رغم ان الايام والتاريخ يثبتان عكس ذلك، مشيرا الى ان العمالة الكويتية هي التي شاركت بشكل فاعل في اعمال شركات البترول في خمسينيات القرن الماضي حيث انها عملت بجد رغم كل الظروف القاسية.
ودعا شعيب المهندسين الكويتيين الى توخي الحذر عند رغبتهم في العمل في القطاع الخاص وتحديد اي نوع من الشركات يريدون العمل به، مشيرا الى وجود اربعة انواع من الشركات وهي الحكومية مثل شركات مؤسسة البترول الكويتية وغيرها، والشركات التي تمتلك الحكومة جزءا كبيرا منها، والشركات التي تساهم فيها الحكومة بجزء بسيط واخيرا شركات القطاع الاهلي وهي الاخطر والتي على من يختار العمل فيها ان يقبل مواجهة التحدي الكبير.
واستعرض شعيب تجربته في العمل بالقطاع الخاص التي استمرت نحو 33 عاما، موضحا انه كان يعمل اكثر من 10 ساعات يوميا، مؤكدا ان العمل بهذا القطاع متعب جدا وانه لا ضمانات للعمالة الوطنية فيه رغم القوانين الاخيرة التي عمل هو وطليعة من زملائه الذين عملوا في هذا القطاع على اصدارها بالتعاون مع عدد من اعضاء مجلس الامة السابقين وفي مقدمتهم نائب رئيس مجلس الامة السابق صالح الفضالة.
واضاف ان تجربة العمل في القطاع الخاص خلال فترة الغزو الصدامي للكويت ساعدته كثيرا على ابراز اهمية دور العنصر الوطني في هذا القطاع الحيوي والمهم بالنسبة للاقتصاد الوطني، نافيا ادعاء بعض ملاك هذا القطاع ان العنصر الوطني مكلف، حيث ان جدول الرواتب وسلم الوظائف واحد لجميع العاملين في الشركات سواء كانوا كويتيين او غير كويتيين.
واشار شعيب الى محاولاته وبعض زملائه من طلائع العاملين في القطاع الخاص على ضرورة وجود قوانين تدعم العمالة الوطنية وتحميها، موضحا انه مع عدد من زملائه تمكنوا بدعم من بعض اعضاء مجلس الامة من تمرير قانون دعم العمالة الوطنية، مؤكدا ان الكفاءات الهندسية الوطنية كثيرة وفي مختلف المجالات ومنها د.طاهر الصحاف الذي كان من المتفوقين على مستوى الولايات المتحدة الاميركية خلال فترة الدراسة.
واعلن شعيب عن مشروع جديد لتأهيل القادة الشباب يقوم به مع عدد من المتطوعين لطلاب السنة الاخيرة من كلية الهندسة وغيرهم من الطلبة المهنيين كالاطباء وغيرهم، موضحا ان هذا المشروع سيكون بدعم مؤسسات اهلية من الولايات المتحدة الاميركية ويستقطب نحو 5000 خريج وخريجة سيتم ارسال 50 منهم الى الولايات المتحدة، وان الكويت ستكون اول دولة خليجية ستنفذ هذا البرنامج التدريبي بالتعاون مع مؤسسات اميركية غير ربحية دون ان يكلفها ذلك اي شيء.
ودعا الشعيب الشركات الوطنية الى كسب ود الطلبة من مختلف التخصصات اثناء فترة دراستهم من خلال برامج تدريبية واتاحة الفرصة لهم للتعرف على العمل بالقطاع، موضحا ان كلفة تدريب طالب واحد تعتبر زهيدة جدا مقارنة بما يحققه القطاع الخاص من خلال المجتمع والدولة عموما، وان الشركات الاميركية التي تدعم برنامج القادة الشباب حول العالم تعمل للاستفادة من العناصر البشرية في مختلف البلدان والتي تأمل هذه الشركات مستقبلا ان يكون لها دور في الحصول على مشاريع تنموية فيها. وعن دور المهندسين في خطط التنمية، قال الشعيب انه على المهندسين الاستفادة من هذه البرامج التنموية والانخراط فيها من خلال الشركات العالمية التي ستعمل في الكويت ولا تريد سوى التمثيل لها في الكويت، مضيفا انه لا تنمية دون مهندسين وان دورهم سيكون رئيسا خلال المرحلة المقبلة في جميع المجالات.
واضاف ان الشركات العالمية التي قابل العديد من ممثليها في دبي لا تريد سوى عناصر من الشباب الكويتي تقوم بمساعدتها على العمل في الساحة المحلية، وان الفرصة مواتية في حال وجود شفافية من القائمين على الخطة لزج هؤلاء الشباب وتنمية قدراتهم المهنية وخبراتهم الهندسية من خلال العمل مع هذه الشركات مع توفير الغطاء التشريعي والقانوني لهم وتوفير كل المعلومات التي يحتاجونها عن برامج وخطط التنمية بين ايديهم.
من جانبه، اكد رئيس جمعية المهندسين الكويتية م.طلال القحطاني: ان الفوضى المنظمة التي نعيشها في البلاد تحد من تفعيل دور الشباب في برامج التنمية، مشيرا الى ان الانشغال السياسي الدائم بقضايا هامشية يشغل المواطن دائما ويجعله في دوامة يومية، فالامور التي نراها اشعالها يوميا ليست وليدة الصدفة، وهناك اطراف معينة تريد ان نكون منشغلين بهذه القضايا الهامشية يوميا.
واشار م.القحطاني الى ان الكثير من مؤسسات المجتمع المدني ومنها جمعية المهندسين الكويتية وعند عرض خطط التنمية على المجتمع المدني طالبت بوجود خطة اعلامية وتسويقية لخطة التنمية، الا انها تخوفت من الخوض بذلك نظرا للجدال السياسي ومحاربة اصحاب النفوذ السياسي والفساد لها، مشيرا الى تجربة المهندسين المريرة في مشروع ترشيد الكهرباء والماء والذي انقذ البلاد من ازمة كانت محققة في العام 2007 لولا تدخل المهندسين وانقاذ البلد منها، الا انهم حوربوا وهوجموا من التيارات السياسية المختلفة ومن المتصلحين والمفسدين. واكد م.القحطاني ان المهندسين يرغبون في المساهمة الفاعلة بخطط التنمية، وان التاريخ لن يرحم ويسجل ما يقوم به المفسدون الذين يحاربون النجاح ويعملون بالتالي على وأد روح المواطنة والوطنية التي طالما ابرزها ابناء الكويت من المهنيين عموما.