أشاد عدد من المتخصصين في الهندسة والتراث والبيئة وكذلك عدد من السفراء بالمحاور والموضوعات التي سيتناولها المؤتمر العام الـ 15 لمنظمة المدن العربية الذي تستضيفه الكويت تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يوم الأحد المقبل.
وثمن رئيس المنظمات الهندسية العالمية م.عادل الخرافي في تصريح صحافي امس اهتمام المنظمة بمواكبة التطور العمراني والحضري والبحوث والأنشطة المتعلقة، خصوصا ان المؤتمر يعقد برعاية سامية من قبل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
وقال م.الخرافي ان «محاور المؤتمر تتعرض لموضوعات غاية في الأهمية نظرا لارتباطها بقضايا التنمية الاقتصادية وعنايتها بقطاع الشباب ومستقبله وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في تنمية مدنهم وبلادهم» مضيفا ان المؤتمر يشكل فرصة طيبة للاستفادة من الخبرات العربية والعالمية.
وأوضح ان التنمية البيئية تتصدر امس اهتمام المجتمعات المدنية «في دلالة على وعي المعنيين والقائمين على المنظمة وحرصهم على رفع مستوى الوعي البيئي والاستفادة قدر الإمكان من البحوث والخبرات العالمية من أجل الحد من الأضرار التي تلحق بالبيئة لاسيما في منطقتنا التي تشهد استنزافا كبيرا في الموارد البيئية».
وأمل أن يخرج المؤتمر بتوصيات تسهم في توفير المناخات المناسبة للتوعية والتثقيف البيئي ما ينعكس إيجابا على التنمية المستدامة في المدينة العربية.
قضايا البيئة
من جانبه، قال رئيس المنظمة العربية الأوربية للبيئة د.صالح المزيني في تصريح مماثل ان رعاية صاحب السمو الأمير للمؤتمر لدليل واضح على الدور الكبير الذي تقوم به المنظمة والنجاح الكبير الذي حققته منذ إنشائها.
وثمن المزيني سعي المنظمة لمناقشة قضايا البيئة في مؤتمرها العام عبر محاولة وضع جملة مفاهيم تهدف لتحقيق استدامة التنمية.
وعدد من بين تلك المفاهيم تطبيق سياسات وممارسات بيئية سليمة فضلا عن التعرف على أحدث الابتكارات المستخدمة لحماية البيئات المحلية التي تساعد في الوقت ذاته على تعزيز الاقتصادات المحلية وتطوير معايير الأبنية الخضراء غير الضارة بالبيئة.
وأوضح المزيني ان النهوض بالبيئة يعتبر نهوضا بمختلف المجالات الأخرى حيث تضع الدول المتقدمة البيئة بين أهم أولوياتها في وقت تعاني دولنا العربية من مشكلات بيئية كثيرة وهي بحاجة ماسة الى مناقشتها ووضع حلول جذرية لها عبر المؤتمرات التي تهتم بالتنمية وبالبيئة.
تواصل حضاري
بدوره قال المتخصص بشؤون التراث والتاريخ بدار الآثار الإسلامية د.محمد المهدي في تصريح أيضا انها «فرصة مناسبة لتحية منظمة المدن العربية والقائمين عليها لاهتمامهم بهذه القضايا وقناعتهم بأهمية التواصل الحضاري للوصول الى الشباب والأجيال الجديدة كونها تعنى بالمدنية العربية الإسلامية التي نعتبرها محور الذاكرة التراثية بكل ما تحتويه من عمارة ظاهرة ومؤسسات ثقافية وحضارية».
واضاف د.المهدي ان التراث هو ذاكرة الأمة التي تحفظ القيم الدينية والعادات والتقاليد والأخلاق والانتاج الفكري في قنوات الابداع الثلاث البصرية والسمعية والمكتوبة.
وعن كيفية جذب الشباب للاهتمام بقضايا التراث أكد على ضرورة قيام المؤسسات الثقافية والحكومات بالاهتمام بتوصيل هذه الرسالة عبر الإعلام ضمانا لعدم تضييع ذاكرة الشباب وإفقاده ما يستحق أن يعتز به أمام الحضارات الأخرى.
اشادة ديبلوماسية
هذا واتفق عدد من سفراء العرب على أهمية المؤتمر الخامس عشر لمنظمة المدن العربية مؤكدين الدور الفريد والمتميز لمنظمة المدن العربية في تحسين أوضاع المدن العربية وبحث مشاكلها وتقديم المساعدات الممكنة لها بالنهوض بمستوياتها وساكنيها وذلك من خلال مختلف مؤسسات المنظمة بهدف الحفاظ على هوية المدن العربية وتراثها وتنمية وتحديث المؤسسات البلدية والمحلية في المدن العربية وكذلك تحسين الخدمات والمرافق في المدن العربية والعمل على تطويرها.
وفي هذا الإطار أكد عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير الصومال لدى الكويت عبدالقادر أمين شيخ ان احتضان الكويت اجتماعات منظمة المدن العربية برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد له أكثر من دلالة أهمها سياسة الدولة المبنية على دعم كل الأعمال العربية المشتركة.
وأضاف ان المؤتمر سيشهد أكبر تجمع عربي، بالإضافة الى ممثلين عن الصناديق المعنية ومنظمات ومؤسسات مختلفة تعنى بشؤون المدن في العالم، وسيسجل بلا شك خطوة إيجابية في تفعيل القرارات وحل كثير من المشاكل وتحقيق آمال عدة ليس في مجال التعاون بين المدن فحسب وانما في تنفيذ المشاريع المهمة ذات الصلة بالمدن والبلديات العربية، مما يبشر بالخير والأمل ويستحق الإشادة جهود الأمانة العامة لمنظمة المدن العربية لتطوير الشراكات الإقليمية والدولية التي تهتم بشؤون المدن والبلديات وقد تحقق الكثير من تلك الخطوات لما فيه المصلحة العامة لمدننا.
وتمنى شيخ أن ينظر صندوق تنمية المدن العربية التابع لمنظمة المدن العربية الى الأوضاع في المدن الصومالية عامة، وما وصلت اليه البنى التحتية من دمار شامل جراء الصراعات ونأمل ان يشارك الصندوق في إعادة تأهيل بعض هذه المدن كذلك أملنا كبير في ان تشارك المدن الصومالية التي لم تتمكن من حضور أنشطة المؤتمر نظرا لظروفها، ان تشارك في المؤتمر المقبل حتى تتمكن من عرض أوضاعها الحالية خاصة المدن التي تقع في مناطق تتمتع بنوع من الاستقرار.
على الصعيد نفسه أكد سفير المغرب لدى الكويت محمد بلعيش ان اجتماعات منظمة المدن العربية تحظى بأهمية خاصة بالنسبة للمملكة المغربية التي احتضنت المؤتمر الرابع عشر للمنظمة الذي عقد في مدينة مراكش عام 2007 كما ان 52 مدينة مغربية منضمة الى منظمة المدن العربية وهي تمثل مختلف جهات وأقاليم ومحافظات المملكة.
نقلة نوعية
من جانبه، أكد السفير جمعة العبادي سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى الكويت الأهمية الخاصة التي يحظى بها انعقاد المؤتمر العام الخامس عشر لمنظمة المدن العربية وما يزخر به جدول أعماله من محاور وأنشطة تتعلق بالمعرفة والشباب والبيئة والتراث والتكنولوجيا والاقتصاد والحد من الكوارث البيئية والطبيعية وكل ما يتصل بجوانب عمل المدن والبلديات العربية، وأضاف ان استضافة الكويت الشقيقة لهذا المؤتمر المهم وبهذا الحجم الكبير وتحت الرعاية السامية تعكس الدور الإيجابي والريادي والفاعل الذي تضطلع به الكويت الشقيقة وما تقوم به من مبادرات اقتصادية وتنمية على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، والتي تسهم بشكل فاعل في التنمية وتطوير الموارد البشرية وتصب في مصلحة الإنسان العربي في شتى المدن.
في القريب العاجل
من جانب، ذكر المستشار الاقتصادي في سفارة السودان عمر فرج الله ان السودان يشارك في المؤتمر الخامس عشر لمنظمة المدن العربية بوفد برئاسة معتمد الخرطوم عبدالملك محمد أحمد البربر والمستشار المعتمد محمد النور، مشيرا الى ان مدينة الخرطوم عضو بالمكتب الدائم للمنظمة واستضافت اجتماعه عام 2003.
وذكر انه توجد مشروعات عدة مطروحة لتساهم منظمة المدن العربية في إنجازها في مدينة الخرطوم وقد تم تنفيذ مشروع مركز المعلومات بجامعة الخرطوم وهو من أهم المشروعات التي شاركت بها المنظمة، ونأمل ان تشارك في مشروع المرصد الحضري للخرطوم ومشروع البنية التحتية للحكومة الإلكترونية لمحلية الخرطوم.