عادل الشنان
موجة الغلاء التي اجتاحت الكثير من السلع واجهتها وزارة التجارة بتكثيف حملاتها وتشديد رقابتها على المحلات والأسواق، لرصد اي تلاعب في الاسواق وإحالة المتجاوزين الى النيابة التجارية، وفي هذا الإطار قامت مراقبة تفتيش محافظة العاصمة التابعة لوزارة التجارة والصناعة بشن حملة تفتيشية على شبرة الخضار وبعض الجمعيات التعاونية صباح امس بهدف ضبط اي محاولات للتلاعب في الأسعار او الغش التجاري او تخزين المواد الغذائية بهدف احتكارها وبيعها بأعلى من الاسعار المتعارف عليها محليا، وعمل في هذه الحملة مراقب تفتيش محافظة العاصمة عيد الرشيدي ورئيس قسم مركز الفيحاء التابع لوزارة التجارة فيصل الانصاري والمفتشان وليد مال الله ويوسف الجيماز.
وفي هذا الصدد اكد الوكيل المساعد لقطاع الرقابة والتفتيش في وزارة التجارة والصناعة علي البغلي حرص الوزارة على متابعة الارتفاع المزعج والمصطنع رغم ان هناك ارتفاعا عالميا بشأن سلعة الطماطم الا ان البعض يعمل على زيادة الاسعار فوق الارتفاع الحاصل اساسا، لذلك تم عقد اجتماع مع وزير التجارة والصناعة احمد الهارون، حيث اصدر توصيات واضحة وصريحة بتكثيف الحملات التفتيشية خصوصا على المواد الغذائية والحرص على منع تخزينها بهدف إعادة بيعها بأسعار مرتفعة وتحرير المخالفات بحق كل من يتجاوز النظم والقوانين، وإحالته الى النيابة التجارية التي بدورها تحدد العقوبة التي تراها مناسبة لكل نوع من انواع المخالفات التجارية، وكشف البغلي عن آلية جديدة في العمل على متابعة اسعار اللحوم في الفترة المقبلة التي سيكون خلالها موسم عيد الأضحى الذي غالبا ما ترتفع به اسعار اللحوم بمختلف انواعها مثمنا ما تم الحديث عنه مؤخرا عن قيام شركة المواشي الكويتية بجلب كميات كبيرة من اللحوم بهدف تخفيض الاسعار الحالية وشاكرا القائمين على العمل بذلك في شركة المواشي.
من جانبه، قال رئيس تفتيش محافظة العاصمة عيد الرشيدي ان الاجتماع مع وزير التجارة والصناعة احمد الهارون والوكيل المساعد لقطاع الرقابة والتفتيش علي البغلي صدرت عنه تعليمات واضحة وصريحة لتشديد العمل خلال فترة العطلات الرسمية وما بين فترتي العمل الصباحية والمسائية الى جانب العمل الرسمي طوال ايام الاسبوع بهدف الحد من تجاوزات بعض ضعاف النفوس الذين يعملون على رفع الاسعار المصطنع أو تخزين المواد الغذائية بهدف بيعها في وقت لاحق بأسعار خيالية كما حدث مؤخرا من قبل بعض التجار في قضية ارتفاع اسعار الطماطم، حيث تبين لنا بعد الكشف والتدقيق ان هناك من قام بتخزين كميات كبيرة من الطماطم كان قد استوردها قبل ارتفاع الاسعار بهدف بيعها بأسعار خيالية والتكسب بشكل غير مشروع وتمت مخالفتهم وتحرير محاضر بحقهم وتم ارسالها الى النيابة التجارية لاتخاذ ما يلزم من عقوبات بشأنهم واجبارهم على إنزالها الى السوق لعرضها وبيعها مشيرا الى انه تمت مخالفة 7 جمعيات تعاونية لرفعها اسعار الطماطم الى ما فوق الـ 600 فلس للكيلو الواحد في حين انه يباع داخل الشبرة بما لا يزيد على 350 فلسا، كما انه بجانب ضبطيات التلاعب بأسعار الطماطم تمت مخالفة بعض الجمعيات بشأن تعريش الثمار اي وضع الحبات الكبيرة على واجهة الصندوق ووضع الحبات الصغيرة أو التالفة بالأسفل، بالاضافة الى مخالفة عدد 5 من باعة الخضار في شبرة الشويخ بتهمة الغش التجاري في بيع البرتقال.
مستهلكون: سنحاسب المقصرين
اشتكى عدد من المواطنين من قيام بعض الجمعيات برفع الاسعار بصورة مستمرة رغم انه من المفترض ان تكون هي الداعمة للسلع وكان مما نطقوا به عند رؤيتهم الصحافة هو «الجمعيات أصبحت أغلى من الشبرة، روحوا حاسبوا التجار اللي يلعبون فينا والحكومة تتفرج، الغش صار بكل شي وين الرقابة، اللي قاعد يصير شي مو معقول ولا تحسبونا مغفلين، احنا نعلم خفايا الامور اكثر من نواب الامة وسنحاسب المقصرين آجلا أم عاجلا».
مؤتمر صحافي لعدد من المزارعين اليوم
يعقد عدد من المزارعين الكويتيين مساء اليوم اجتماعا بعيدا عن مقر الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية واتحاد المزارعين الكويتيين وجمعيـــــة المزارعين بهــــدف ايصال عدد من المقترحات بصفتهم مواطنــــين بالدرجة الأولى ومزارعين كويتيين يهمهم أمن البلاد الغذائي بشكل مجرد، وستختص هذه الاقتراحات بالحفاظ على أسعار الخضراوات والفواكه من ارتفاع الأسعار بشكل جنوني كما حدث في الفترة الأخيرة.
«الأنباء» لاحظت ارتفاع أسعار الأغنام بأكثر من 10 دنانير للرأس
أقدم البائعين في سوق أغنام الري: البنغاليون يتحكمون في الأسعار بطريق المافيا المنظمة
محمد الدشيش
في اطار متابعتها لملف ارتفاع الأسعار، جالت «الأنباء» على سوق الأغنام الحية في منطقة الري بعد ورود شكاوى من بعض المواطنين بسبب الارتفاع في أسعار الأغنام خلال الأيام الأخيرة.
والمعروف ان سوق الري من أكبر وأقدم أسواق الأغنام الحية، اضافة الى قربه من حظائر الأغنام المتواجدة في منطقة الري منذ السبعينيات.
وفي جولتنا اكتشفنا ان ارتفاع الأسعار الذي حدث في بعض الأغنام لن يتوقف، بل ان هذه الأسعار مرشحة لمزيد من الارتفاع في الأيام القادمة. وكانت «الأنباء» عند دخولها سوق الري وجدت 95% من الباعة آسيويين، ومن الجنسية البنغالية بالذات، وعند دخولها السوق كان الباعة ينادون على محرر «الأنباء» وكل منهم يقول «يوجد لدي الأحسن والأجود من الأغنام». لاحظنا وجود الخروف العربي السعودي والخروف العربي السوري والمهجن الكويتي، أما النعيمي الكويتي فلا وجود له بالسوق، اما الأسعار فكانت مرتفعة عن الأيام الماضية، حيث كان سعر الخروف العربي السوري قبل أيام قليلة بـ 65 دينارا، لكنه ارتفع الى 75 دينارا، ولاحظنا ان عدد مرتادي السوق قليل فلا توجد زبائن، وأكثر المتواجدين كانوا يسألون عن السعر، وحينما يجدونه مرتفعا جدا يكتفون بالمعلومة ولا يشترون حتى ان بعضهم لا ينزل من سيارته، وعندما علم الباعة من الجنسية الآسيوية ان محرر «الأنباء» ومصورها ليسا زبائن بل يستطلعان السوق حاولوا الاختباء وعدم الإجابة حيث قالوا اننا نعمل عند كويتيين، وبعد جولة على عدد من الحظائر أرشدنا أحد الجزارين عن شخص يعتبر أقدم بائع في السوق ليس بالري فقط انما في الكويت. وعندما التقت «الأنباء» بالشخص الذي أرشدنا اليه الجزار وجدناه رجلا كبيرا في العمر والذي رفض ذكر اسمه ونشر صورته واكتفى باسم أبومحمد، وقال أعمل في السوق الكويتي منذ 1969 واشتغلت في جميع أسواق الكويت لبيع الأغنام (الري ـ الصهد القديم ـ الفحيحيل سابقا) والتقيت عدة صحافيين عدة، وكان لنا معه الحوار التالي:
ماذا عن الفارق بين السوق قديما والآن؟
كان سوق زمان سوق خير نبيع فيه بسعر قليل وكان ربحنا كثيرا، كنا نربح في الرأس من 5 الى 10 دنانير كل الباعة كانوا فيه مواطنين وعربا وخليجيين، أما حاليا فأصبح السوق لمافيا بنغالية بحتة يتحكمون في الأسعار على مزاجهم وأسعارهم موحدة.
لماذا لا يوجد النعيمي الكويتي رغم كثرة الحظائر المتواجدة في السوق حاليا أو عند الباعة؟
هذه هي فعلا المافيا البنغالية حيث اننا مقبلون على عيد الأضحى وكل المسلمين يحتفلون بهذا العيد (عيد الأضحى) وأضحية العيد، وهؤلاء الباعة يتحكمون في شرائه وتخزينه في حظائرهم وعند اقتراب العيد بأسبوع تجدهم ينزلونه السوق بأسعار فلكية وجنونية قبل يوم أو يومين من العيد.
ما مواصفات الخروف الكويتي؟ ولماذا سعره مرتفع عن بقية الأغنام الموجودة؟
مواصفات الخروف الكويتي تجده عالي القامة وطويل الرقبة وعريض الذنب وفيه مواصفات الأضحية التي يقبل عليها المسلم ولحمه طري وطيب يختلف عن لحم الأغنام المستوردة وبعد الخروف الكويتي تجد العربي السعودي الذي يقل عن سعر الكويتي بقليل، وبعدها العربي السوري المتواجد حاليا.
هل ارتفاع الأسعار طال كل الأنواع؟
نعم، كل الأغنام ارتفعت حتى المهجن وصل الى فوق الـ 50 دينارا ووزنه لا يصل الى 20 كغم، قبل أيام الغزو كنت أبيع في الخميس والجمعة ما يقارب 30 الى 50 خروفا خلال يومي الخميس والجمعة ولكن الحياة اختلفت بعد تحرير الكويت وبعد 20 عاما من الغزو، حيث كنا في السابق نعتمد على الأعراس حيث كان لا توجد شركات تجهيزية للأعراس كما نشاهدها حاليا في فنادق وصالات وخيم ملكية مكيفة ونظام البوفيه للضيوف في الأعراس كان كله ذبائح من أسواق الغنم وكانت الأغنام رخيصة جدا، أغلى خروف تأخذه بـ 25 دينارا أما حاليا حتى الأسترالي على مشارف الـ 40 دينارا عند التجار.
هل فعلا أنت أقدم بائع في السوق؟
نعم، أنا أقدم واحد بالسوق ولكن هذا العام ربما يكون آخر عام لي لأنني كبرت في السن وأبنائي لا يقبلون عليها لأنها متعبة وأصبحت مكلفة وكنت من قبل أشتري في الأسبوع من 70 الى 80 رأسا ولكن الآن لا أتجاوز من 10 الى 15 رأسا وبعض الأحيان يتم الأسبوع الكامل لا أبيع حتى 3 خرفان في الأسبوع.
10 دنانير زيادة
والتقت «الأنباء» أحد الزبائن والذي يدعى سيف العجمي الذي رحب بنا وقال: أنا مواطن كويتي متقاعد وحاليا وقبل 5 أيام وتحديدا 30/9 وصلت الى السوق لأبحث عن خرفان الأضحية لأضعها في مزرعة أحد أقاربي تحاشيا للارتفاع الجنوني المعروف خلال عيد الأضحى ولكن صدمت انه خلال هذا الأسبوع او تحديدا خلال الـ 5 أيام الأخيرة وجدتها ارتفعت أكثر من 10 دنانير للرأس والله العظيم مشكلة، هل المواطن عند قدوم عيد الأضحى يجب عليه الذهاب الى البنوك وطلب قرض من أجل تدبير مبلغ الأضاحي بعد الأسعار الرهيبة هذه؟ وطالب العجمي المسؤولين في وزارة التجارة ان ينزلوا الى الشارع ويشاهدوا الارتفاع الفاحش في الأسعار وأهم السلع الغذائية هي اللحوم التي لا يتخلى عنها المواطن لأنها سلعة أساسية ويتحكم فيها شخص غير سوي وهمه الربح الوفير والجشع والضحية المواطن، 6 خرفان تصل أسعارها في عيد الأضحى الى 600 دينار، وفي دولة مجاورة سعرها لا يتجاوز 350 دينارا.