- منظمة المدن العربية حققت الكثير من الإنجازات بفضل احتضان الكويت لها والدعم المقدم لخطط وأعمال المنظمة على أعلى المستويات
- المغرب يمتلك ترسانة قوية في ميدان التعمير وخلال السنوات العشر المقبلة سيوفر مسكناً لائقاً لكل مواطن صيانة لكرامتهم
- ولتحقيق الاستقرار الأسري وحققنا تقارباً بين المدن العربية خصوصاً في المجال المعماري والقوانين المنظمة له
- الكويت قريبة
- من المغرب وعزيزة علينا ونستقبل سنوياً أكثر من 10 ملايين سائح نسبة الكويتيين بينهم متميزة
زينب أبوسيدو
أكد رئيس وفد المملكة المغربية الى مؤتمر منظمة المدن العربية ونائب رئيس بلدية سيدي بنور المغربية ورجل الأعمال محمد نيل، على أهمية الدور الذي تلعبــه الكويــت فــي دعم العمل العربي المشترك بصفة عامة وفي دعم الدول العربية كل على حدة، مشيرا الى العلاقات المتميزة والوطيدة بين المغرب العربي والكويت، لافتا الى ان الاستثمارات الكويتية تمثل نسبة مرتفعة في المملكة المغربية مقارنة بالاستثمارات الأخرى، خصوصا في مجال صناعة السياحة، كما شدد على أهمية العمل الخيري الكويتي في جميع الدول العربية. وحول مؤتمر منظمة المدن العربية الذي عقد قبل أيام في الكويت وبرعاية سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، أكد نيل أهمية دور الكويت في النهوض بهذه المنظمة، وأثر ذلك على جميع المدن العربية، مشيرا الى ان الاتفاقية التي وقعت أخيرا بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة المدن العربية ستدفع بعمل المنظمة الى مستويات أعلى مما ينعكس إيجابا على جميع المدن العربية.
وقال رئيس الوفد المغربي محمد نيل: لاحظنا في السنوات الأخيرة تقاربا أكبــر بيــن الــدول العربيــة، خصوصا من خلال الندوات والمؤتمرات العديدة التي تؤمن مزيدا من الاحتكاك واللقاء بين الأشقاء العرب، لافتا الى ان التقارب العربي هو حقيقة تاريخية لأن تاريخنا العربي هو تاريخ واحد من شرقه الى غربه، وعلى الرغم من الضغوط التي تعرض لها العرب والتدخلات الاستعمارية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين إلا اننا بدأنا نلمس الآن عودة لهذا التقارب وحرصا أكبر على كل ما هو مشترك وهذه المنظمات والمؤتمرات خير دليل على ذلك. وحول أهمية منظمة المدن العربية التي تعتبر الكويت حاضنة لها أكد نيل ان هناك الكثير من الإنجــازات حققتها هذه المنظمة وأهمها محاولة توحيد الخط المعمــاري العربــي فــي جميــع المــدن العربيــة من خلال محاولة توحيــد القوانيــن المعماريــة فــي العالــم العربــي، مؤكــدا ان المشاركيــن فــي المؤتمــر الأخيــر شعروا بروح القوميــة العربية، وبروح التعاون والتضامــن بيــن الاخوة الأشقـاء، مشيدا بجهود الكويت وجهود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الحريص كل الحرص على كل ما يدعم التضامن العربي والعمل العربي المشترك وكل ما يصب في مصلحة المواطن العربي أينما كان، فإلى تفاصيل الحوار:
بين الكويت والمغرب يمتد كامل الوطن العربي، أي أن الكويت والمغرب يبدوان أبعد ما يكون بالنسبة للدول العربية، فإلى أي درجة هما متقاربان فعلا؟
بداية هما متقاربان من ناحية الدين والقومية العربية واللغة والتاريخ المشترك، والكويت بلد عزيز علينا منذ القدم، وهناك علاقات قوية بين قائدي البلدين صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والملك محمد السادس.
الكويت والعمل العربي المشترك
كيف ترون في المغرب العربي الدور الذي تلعبه الكويت في دعم العمل العربي المشترك؟
تلعب الكويت دورا أساسيا بين الدول العربية من خلال دعمها لجميع الشعوب العربية خاصة في الميدان الخيري والميدان المعماري وميدان الدعم المالي والإستراتيجية.
الكويت سباقة في دعم الاستثمارات العربية ـ العربية والتكامل الاقتصادي، وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد دعا قبل فترة الى القمة الاقتصادية العربية هنا في الكويت، فكيف تنظرون الى حركة الاستثمارات العربية في المغرب وخصوصا الاستثمارات الكويتية؟
من وجهة نظري، ان الاستثمارات الكويتية تمثل نسبة مئوية كبيرة داخل المغرب، ونشكر بدورنا الكويت وعلى رأسها صاحب السمو الأمير لاهتمامه بالدول العربية خاصة المغرب نظرا للصداقة التي تجمع بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.
جذب الاستثمارات العربية
ماذا فعلت المغرب لجذب الاستثمارات العربية إليها؟ هل هناك قوانين أو تسهيلات تغري المستثمر العربي للدخول الى المغرب؟
نعم المغرب يشجع الاستثمارات العربية والأجنبية فيه ويقدم جميع التسهيلات من الناحية المالية، ومن ناحية القوانين، ومن ناحية المسائل والإجراءات الإدارية ويعمل على تبسيط المسائل المالية للدفع بالنسبة للشركات العربية على وجه الخصوص للاستثمار داخل المغرب.
على المستوى السياحي، كيف يبدو التعاون الكويتي ـ المغربي وما حجم السياحة الخليجية في المغرب؟
بالنسبة للاستثمارات العربية، خاصة الكويتية في المغرب على الصعيد السياحي، نعتبر ان الكويت رائدة في هذا المجال أما بالنسبة للسياحة على صعيد الأفراد والجماعات فالكويت لها نسبة مهمة داخل المغرب، حيث يزور المغرب أعداد كبيرة من الكويتيين للاستمتاع بالمرافق السياحية المتوافرة وبالأماكن السياحية التاريخية والتراثية مع التمتع بالأجواء الرائعة.
في رأيكم ما الذي يبحث عنه السائح الخليجي في المغرب؟ وهل أنشأت الحكومة المغربية بنية تحتية لدعم صناعة السياحة؟
إن السائح الخليجي والعربي بشكل عام يبحث عن الأجواء الجميلة والمناظر الطبيعية الخلابة والتنوع، إضافة الى متعة التسوق، نحن اليوم بصدد إعداد مشروع متكامل للقيام والنهوض بالسياحة المغربية فأعداد السياح اليوم تفوق 10 ملايين سائح، الأمر الذي يتطلب إيجاد بنية تحتية مهمة للقيام بهذا الدور الطلائعي ربما الأول على صعيد المغرب العربي بما يخدم السائح ويجعل من بلادنا مقصدا للسياحة بأنواعها.
المدن العربية ولم الشمل
كيف تنظرون الى دور مؤتمر المدن العربية الذي عقد مؤخرا في الكويت في دعم العمل العربي المشترك؟ وما أثر هذه المؤتمرات في تحقيق التضامن العربي؟
كان لنا الشرف في تمثيل المغرب في ميدان التعمير، في مؤتمر المدن العربية انطلاقا من الدور الذي أقوم به كرئيس قسم التعمير بالمدينة التي قدمت منها، وحقيقة الدور الذي تلعبه الكويت في هذا الصدد كبير، مثل لم الشمل، وإعطاء دفعة للمدن العربية والدفع بها الى الأمام من خلال التواصل بين الأشقاء والأحباء العرب على الصعيد العالمي وبما يسهم في تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة للمدن العربية سواء تنظيميا أو بيئيا وفي أي من المجالات التي تعود على مواطني وساكني هذه المدن بالخير وبالمنفعة.
والاتفاقية التي وقعت بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة المدن العربية من شأنها أن تدفع المنظمة الى مستوى أعلى للنظر في مهمة المدن العربية بصفة عامة، إذن هذا عامل أساسي يدعم وينمي المدينة العربية والتي لها دور تاريخي على الخصوص ودور اقتصادي ايضا.
التواصل العربي
هل يمكن فعلا وضع خطط وبرامج تصلح لجميع المدن العربية؟ وهل للعمل المدني العربي أهمية في حل المشكلات التي يعاني منها الواقع العربي؟
في السنوات الأخيرة لاحظنا ان مستوى التقارب بين الدول العربية بدأ يتحقق من خلال هذه الندوات والمؤتمرات والاحتكاك بين الأشقاء العرب ونطمح الى أكثر من ذلك.
فهناك تقارب بين المدن العربية من ناحية المعمار ومن خلال القوانين والانظمة التي تنظم هذا القطاع.
اما تاريخيا فهذا التقارب اصبح من الضروري ومن الواجب لان تاريخنا كمدن او كدول او كجماعات هو تاريخ موحد من شرق العالم العربي والاسلامي الى غرب العالم العربي والاسلامي، هناك محتوى وهناك رؤية ترى في المغرب هناك النمط الاندلسي ونرى هناك مثلا في الشرق النمط التركي او النمط الآسيوي وهناك تقارب بين النمطين.
لذلك فهذه الوحدة هي اساسا مخلوقة في الواقع المعماري العربي، وهي تشبه الطينة الواحدة التي يشكل منها كل معماري واقعه الخاص، وخلال القرنين التاسع عشر والعشرين تباعدت الدول العربية بفعل الاستعمار والتدخلات الاستعمارية في البلدان العربية، ومنذ استقلت الدول العربية بدأت تتقارب، ولكن بشكل بطيء جدا وغير محسوس، والآن بدأنا نتلمس التقارب الحقيقي بين الشعوب والدول العربية، وهي في الواقع تعود الى حقيقة الاصلية بصفتهاها مجموعة اجتماعية وسياسية وتاريخية واحدة لها لغة واحدة وتاريخ واحد وتقاليد وعادات وثقافة مشتركة.
خط معماري عربي
هل لكم تجارب في المغرب يمكن ان تصب في العمل المديني العربي؟
في السنوات العشر الاخيرة نحن بصدد العمل في ميدان التعمير والمغرب مقدم الآن على اسكان جميع الفئات المغربية ومن المعروف اليوم ان العالم يحتاج للسكن والمغرب له برنامج عشري اي خلال السنوات العشر المقبلة سيتوافر مسكن لائق للمواطن المغربي صيانة لكرامته ولتحقيق الاستقرار الاسري والذي يعود بالتالي على البلاد بالمنفعة المضاعفة اجتماعيا واقتصاديا وتربويا.
وسابقا عقد مؤتمر المدن العربية في مراكش بالمغرب ومن ضمن المواضيع التي طرحت او عرضت داخل هذه الندوة وجود لجنة مكلفة بالتنظيم، فعرضــت التنظيمات العربية في مجــال التعميــر، والتي كانت متقاربــة الــى حــد مــا وقد كــان من التوصيات الاساسية للندوة السابقــة محاولــة التقــارب اكثر من الخــط والمجــال المعمــاري والقوانين المعمارية في العالم العربي والاسلامي.
المغرب اليوم، والحمد لله، يمتلك ترسانة قوية في ميدان التعمير وهو يدخل الآن مرحلة جديدة خلال العشر سنين القادمة، وسيكون هناك تطورات لاننا بصدد ايجاد سكن لكل مواطن فقد بدأنا تطبيق الخطة ومدن الصفيح ستنتهي قريبا، وقد اعلنت مدينتنا من بين اواخر المدن انها مدينة بدون صفيح.
هل تستطيع منظمات العمل العربي المشترك، ومنها منظمة المدن العربية ان تلعب دورا ملموسا في توعية الشباب بالهوية والوطنية والامة؟
فعلا اعتقد ان هذه اللقاءات لها دور حاسم في الاحساس بالقومية العربية، وبروح التعاون والتضامــن بيــن الاخــوة والاشقــاء العرب واليوم نشعر ونحــن داخل هذه المؤتمرات ومن بينها مؤتمر المدن العربية، نشعر بان لدينا اخوة اشقاء، وعلى رأسهم صاحب السمو الامير الذي نتمنى له طول العمر والرخاء للشعب الكويتي والنماء والازدهار وان يستمر التعاون والتنسيق بين قيادتي البلدين لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين ولما يحقق طموحات ابناء الكويت والمغرب.