- دور كبير للكويت حكومة وشعباً في إنشاء وانطلاق الهيئة العالمية للفقه الاسلامي
عادل الشنان
اشاد سماحة السيد ابوالقاسم الديباجي الامين العام للامانة العالمية للفقه الاسلامي بالدور الكبير للكويت حكومة وشعبا في انطلاقة الهيئة العالمية للفقه الاسلامي والدعم الكبير من اجل انشاء هذه الهيئة.
واشار سماحته في المؤتمر الصحافي الذي اقامه في ديوانه بالقرب من جامع الامام الصادق عليه السلام بحضور عدد من رجال الدين ومندوبي وسائل الاعلام الى مسار انشاء الهيئة العالمية للفقه الاسلامي منذ الاعلان عنها في فرنسا وقال تلقينا دعوة بعد اسابيع للمؤتمر العالمي لحوار الاديان والذي اقيم في مدريد وشارك فيه اكثر من 700 عالم في الفقه والاصول والفلسفة وحضرها علماء من الشيعة يمثلون الهيئة وهم السيد الديباجي والشيخ حسن الصفار اضافة الى الشيخ البرفسور شكرالله زاده مفتي القوقاز والذي كان يمثل الهيئة ايضا.
واضاف انه من المعروف ان الهيئة العالمية للفقه الاسلامي انطلقت من هذه الارض الطيبة وبدعم حكومي وشعبي، مما يدعو الى الاشادة بهذا الدعم الكبير.
لقاء بابا الفاتيكان
وقال انه ضمن سلسلة الحوار بين اتباع الاديان استقبل بابا الفاتيكان عددا من علماء ورجالات الدين الاسلامي والمسيحي واليهودي والذي طالب الجميع باتباع مبادئ السلام والتسامح والبعد عن العنف والارهاب مطالبا المزيد من التقارب بين الشعوب، واكد السيد الديباجي ان المبادئ الاسلامية هي من اساسيات التقارب بين الشعوب حيث ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء خاتما للانبياء والمرسلين عليهم السلام ومتمما لرسالاتهم السماوية حتى قال «إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق» وهذه الصفة احدى الصفات الاساسية في الاسلام من اجل المزيد من التآلف والتقارب والتسامح لكي يعيش الناس في حالات الامن والاستقرار وخاصة بين المسلمين، ولذلك علينا جميعا تحمل المسؤولية على عاتقنا لكي نعلن للعالم جميعا بالدليل القاطع ان المسلمين جميعا يمدون ايديهم للبشرية قاطبة للعيش بالامن والامان والاطمئنان في ظل الاسلام، كما علينا العمل ضد اعداء الاسلام والتصدي لمحاولاتهم في زرع الفتن من اجل التفرقة، ولقد سبق وان صرحت بأن «التفرقة تعادل الكفر»، حسب ما ورد في القرآن الكريم حيث ان التفرقة تعني العذاب الذي يلبس الانسان، لذا علينا الابتعاد عن التفرقة ومقاومة الاعداء ودعوة الاخوان المسلمين نظرا لوجود العديد من المشتركات.
واشار السيد الديباجي الى ان الهيئة العالمية للفقه الاسلامي تفتخر بمشاركة عضو اللجنة التأسيسية في الهيئة آية الله السيد مصطفى محقق داماد الذي تم اختياره بين علماء المسلمين لمكانته العلمية ونبوغه الفكري، مشيرا الى ان السيد دامار خريج الحوزات العلمية وكذلك خريج الجامعة البلجيكية في العلوم العامة والحقوق العالمية، اضافة الى مراتبه العلمية ومؤلفاته واطروحاته، فهذه المكانة والمراتب اعطته المجال للمشاركة في هذا المؤتمر بدعوة من بابا الفاتيكان.
وأكد ان كل حدث يخرج هذه الايام ضد الاسلام والمسلمين وضد الوحدة الوطنية والاسلامية ويسبب الخلاف والانشقاق بين المسلمين هو بمثابة ذنب لا يغتفر، وقال سبق ان اصدرت فتوى «بأنه لا يجوز طرح أية قضية تسبب الفرقة بين صفوف المسلمين، لذا من اجل حفظ هيبة الاسلام علينا الابتعاد عن هؤلاء الذين يقومون بالتفرقة بين المسلمين، واشرت عدة مرات لوسائل الاعلام الى ان الدم السني والشيعي اختلط معا خلال فترة الاحتلال واقول هنا لهؤلاء الذين يحاولون ايجاد الصراع الطائفي في الكويت موتوا بغيظكم فانكم لا يمكن تحقيق اهدافكم، خصوصا ان الشعب الكويتي جسد الكلمتين اللتين بني عليهما الاسلام وهما التوحيد وتوحيد الكلمة، حيث ان الشعب الكويتي اسرة واحدة ولا يمكن ان يفرقها احد. واضاف ان كل الصراعات والتحركات الارهابية مثل القاعدة وغيرها بدأت من الصفر ودعم الملالي وبدأت هذه التحركات وسط نيام المسلمين، وعليه يجب التحرك الثقافي والاعلامي الآن واعطاء قوة للشباب وأرضية قوية للتصدي للخطوط المنحرفة من اجل ايقاف النزاعات والصراعات والبدع التي كثرت هذه الايام. وفي رده على مدى قيام الهيئة بتقريب وجهات النظر الفقهية بين السنة والشيعة، اشار السيد الديباجي الى ان الهيئة العالمية للفقه الاسلامي تضم علماء ومراجع شيعية وسنية وعلماء من الطائفتين في مختلف العلوم الفقهية والاصول والفلسفة، وان الهيئة استطاعت ابراز الكثير من الاقتراحات خلال المؤتمرات العالمية خصوصا في مؤتمر حوار الأديان وكان شعار الهيئة «وكرمنا بني آدم» لاننا نعلم ونؤكد انه لا يمكن لأية سلطة اختطاف هذه الكرامة او ازالتها، ونعلم جليا بوجود مشتركات بين السنة والشيعة في أصول الدين وفروع الدين والشعائر الدينية، لذا لا نهدف الى ادغام المذهب السني في الشيعي او العكس، ونزمع تشكيل لجان من الهيئات العالمية للتحدث عن الشعائر الدينية في موسم الحج وان يخرجوا بوثائق عملية.
واشاد الديباجي بوسائل الاعلام المختلفة لدورها الكبير في ظل هذه الظروف المحرجة تلك التي تمر بها المنطقة ودورها في بيان الحقائق والمفاهيم المشتركة بين الاديان والمذاهب، مناشدا الاعلاميين دعوة الناس الى وحدة الصف والمزيد من التلاحم والمحافظة على الوحدة الوطنية والاسلامية.