أسامة دياب
زيارة واحدة لمنطقة خيطان كافية عزيزي القارئ لتكوين فكرة عامة عن حجم المعاناة التي يعاني منها سكانها. فالأوضاع فيها تخطت حدود ما نسميه بالأزمة وأصبحت المنطقة مقبلة على كارثة، فهي بحق منطقة منكوبة سقطت من ذاكرة التنمية والتطوير في الكويت. فهي بحق تردح تحت وطأة مشكلات لا يمكن أن تتجمع في منطقة واحدة في أي مكان في العالم. فما بين اختناقات مرورية و تسول و جرائم واختراقات أمنية و سرقات للتيار الكهربائي والخطوط الهاتفية وغياب واضح للمرافق الأساسية و تلوث بيئي وغياب الرقابة الصحية على الأطعمة و تخبط القرارات ما بين الهدم والبناء والرحيل والبقاء وحالة الغيبوبة التي تعيشها السلطة التنفيذية مازالت خيطان تنتظر الفرج. «الأنباء» نزلت للمنطقة ورصدت المخالفات، استمعت لشكاوى المواطنين والمقيمين.
قد يتخيل البعض أن أزمة خيطان هي أزمة حديثة والعكس هو الصحيح، فالأزمة نتاج تراكمات من العشوائية والإهمال والافتقار إلى الرؤية المستقبلية والتخطيط على مدى أعوام طويلة أفرزت الوضع الحالي. فمن سمح أو غض الطرف عن إقامة العزاب في قلب مناطق العائلات حتى تحولت المنطقة إلى مستعمرة للعزاب؟ من المسؤول عن تحول المنطقة إلى مأوى للفارين والمخالفين وأصحاب الأنشطة المشبوهة لدرجة أن المنطقة أصبح من الصعب السيطرة عليها أمنيا، وحادثة خيطان الشهيرة قبل أعوام خير دليل على ذلك؟ من المسؤول عن الحالة المتردية للطرقات والصرف الصحي والمرافق بصفة عامة والتي تبين بما لا يدع مجالا للشك أن هذه المدينة سقطت عمدا أو سهوا من أجندة التطوير في الكويت؟ المنطقة معقل للصوص الخطوط الهاتفية التي تخسر الدولة بسببهم الملايين كل عام ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول عن عدم ملاحقة هؤلاء وعبثهم بالمال العام؟
المطاعم والبقالات بعيدة كل البعد عن الرقابة الصحية وأغلبها من دون ترخيص، ناهيك عن السوق العشوائي للخضراوات والفاكهة التي بضائعه لا تصلح للاستخدام الآدمي.
الاختناقات المرورية وجه آخر للعشوائية فمن المسؤول عن تكدس المدارس في شارع واحد يتحول إلى جحيم لا يطاق أثناء العام الدراسي.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )