قال الأستاذ في كلية العلوم بجامعة الكويت د.محمد الصرعاوي ان تبييض الشعاب المرجانية هو مرض يحيلها إلى مدينة أشباح حيث يتحول لونها الزاهي البراق الى لون ابيض وتنعدم المخلوقات البحرية بسبب انعدام الغذاء من حولها. وقال الصرعاوي في دراسة اعدها حول ظاهرة تبييض الشعاب المرجانية أن الشعاب كائنات حية ومخلوقات بحرية جميلة تتمتع بالعديد من الألوان والأشكال والاحجام المختلفة وفق المدخلات من الطحالب والمواد الغذائية الأخرى التي تتعايش معها في بيئة متزنة كما أنها تعتبر ثروة طبيعية وهبها الله كمورد غذائي للعديد من الأسماك والسلاحف والقواقع والعناكب البحرية وغيرها من المخلوقات البحرية.
واوضح ان ثمة نظاما بيئيا (ايكولوجيا) يعتمد على عدد من العناصر الاساسية التي تمد الشعاب المرجانية بالنشاط والحيوية والازدهار والتنوع ومن اهمها الحرارة والعمق وأشعة الشمس والتيارات البحرية والملوحة والعكارة. واعتبر ان الشعاب المرجانية من الموارد الاقتصادية العليا لعدد من بلدان العالم وتعد مواقع تزخر بالعلوم الحيوية وتزود الباحثين والاكاديميين بالسجل التاريخي (جيولوجي وايكولوجي) للسواحل والمنطقة، حيث ان امتداد عمر الشعاب المرجانية الى مئات الآلاف من السنين يعكس للباحثين التغيرات المناخية من حرارة وضغط وملوحة وتيارات.
وقال د.الصرعاوي ان من اهم امراض الشعاب المرجانية ما يسمى بتبييض الشعاب المرجانية حيث تنقلب الوانها الزاهية الى الوان بيضاء وتنعدم من حولها الاسماك والمخلوقات البحرية الأخرى بسبب انعدام الغذاء من حولها ولهذا يطلق عليها العلماء والمختصون «مدينة الاشباح» بمعنى عدم وجود ملامح للحياة أو الحركة للمخلوقات البحرية الأخرى.
وذكر ان هناك عددا من الاسباب التي تؤدي الى موت أو تبييض الشعاب المرجانية من أهمها درجة حرارة مياه البحر العالية والتي قد تصل إلى 30 – 33 درجة مئوية وهذه الدرجة العالية كفيلة بتغير المادة المسؤولة عن تغذية الشعاب المرجانية وامدادها بالفيتامينات الحيوية والغذاء المدعم لحياتها حيث تقلل تلك الحرارة من افراز الانزيمات المسؤولة عن ازدهار وألوان الشعاب المرجانية.
واضاف ان من الاسباب ايضا ظاهرة النينو وهي تلك المياه الحارة التي تنتقل مع التيارات البحرية المحاذية لخط الساحل أو تلك التيارات القادمة من المناطق الحارة لاسيما الاستوائية مما يساهم في تعطيل عملية البناء الضوئي والأكسدة الضوئية بين اشعة الشمس والطحالب حول الشعاب المرجانية.