اسامة ابوالسعود
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية ووزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية المستشار راشد الحماد ان المسلمين اليوم في أمسّ الحاجة الى من يأخذ بأيديهم الى طريق الحق والنور الذي تنضبط به أخلاقهم وتزكو به نفوسهم ويحصلون به مرضاة ربهم وليس للناس من سبيل إلى ذلك إلا ببيان العلماء وإفتاء الفقهاء لأنهم المبلغون عن الله ورسالته والمرشدون الى مرضاته.
جاء ذلك خلال رعاية الوزير الحماد المؤتمر السنوي السابع لمجمع فقهاء الشريعة بأميركا بالتعاون مع وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية تحت عنوان التحكيم وضوابطه الشرعية والاجرائية. وقال الحماد انه لمن دواعي الفخر أن أتحدث أمامكم باسم الكويت في هذا المؤتمر العالمي على ارض الكويت التي عرف شعبها منذ زمن طويل معنى الدين وآمن بان هناك علاقة وثيقة بين الأرض والسماء فمضت تنساب في وجدانه روح التدين العميق التي تحمل كل معاني الخير والمودة والتسامح.
وبين ان فن النوازل والمستجدات من الفنون الأصلية في الفقة الإسلامي والتي اشتهرت الى جانب النصوص والشروح والتعليقات، مشيرا الى حاجة الامة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها الى ضبط الفتوى التي تراوحت بين شدة في غير موضعها وسهولة في غير محلها فاستحالت السهولة الى تساهل والشدة الى غلو وتنطع.
واشار الى ان اهم مجال في هذا الزمان ما يتعلق بفقه الاقليات لمسيس الحاجة اليه اقدمنا في وزارة الاوقاف على استضافة الدورة من إعمال مجمع يعنى بتأصيل فقة الاقليات وهو مجمع فقهاء الشريعة بأميركا وذلك استشعارا بحجم المسؤولية وتقديرا لجهد السادة الفضلاء في المجمع من علماء ومتخصصين وخبراء حيث ان أوضاع الأقليات المسلمة تقتضي فتاوى معاصرة تجيب عن اسئلة الزمان والمكان والتي ليست بالضرورة عين النوازل التي أفتى فيها الأوائل ولكنها قد تكون لها وشيجة قربى يدركها البصير الذي مارس علوم الشريعة حتى استبان له الطريق فألحق الفروع بالأصول وسلك طريق الاستنباط للموازنة بين المنقول والمعقول وذلك ليحفظوا على المسلمين هويتهم ويسهموا في تفاعلهم الايجابي مع مجتمعاتهم التي يعيشون فيها.
من جانبه، قال وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية د.عادل الفلاح إن للإفتاء في الدين منزلة كبرى، ومقاما أسمى، وذلك لشرفه، وعموم نفعه، جعله الإمام الشاطبي بمثابة النيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وجعله ابن القيم توقيعا عن الله عز وجل فهو خلافة للنبي صلى الله عليه وسلم في وظيفة من وظائف البيان عن الله تعالى، فبقدر شرف الإفتاء وأجره يكون خطره وخاصة في هذا الزمان الذي تصدر فيه للفتوى من ليس من أهلها، وأخل كثير من المستفتين بآداب السؤال والفتوى التي ينبغي التأدب بها.
وتابع د. الفلاح قائلا «لا شك أن أدق أبواب الفتيا في واقع امتنا المعاش هو التعرض لنوازل ومستجدات الأقليات المسلمة التي تعيش في بلاد الغرب لاسيما بعد أن تجاوز المسلمون هناك مرحلة الحفاظ على الهوية لتشمل إبراز النموذج الإسلامي في التعايش السلمي وتجسيد رحمة الإسلام للبشرية وتقديم الحلول الناجعة لما يعانيه الغرب من تفكك أسري وانحراف قيمي وضياع نفسي وتشتت روحي وإيجاد وسائل التعايش السلمي وكيفية التغلغل إلى تلك المجتمعات ولعل ما أبرزته الأزمة الاقتصادية لهو خير دليل على حاجة الغرب إلى النماذج الإسلامية الماثلة حينما أفصحت بعض الدول الغربية عن رغبتها في الإفادة من التجربة الإسلامية في مجال الاقتصاد والمال.
واضاف «كل ذلك يدعونا إلى تقديم تلك الحلول في فتاوينا واجتهاداتنا بروح وسطية الإسلام الغراء التي توازن بين الدليل وبين الواقع مع ورع لا تشوبه وسوسة.. وجسارة لا ينغصها تهتك او جرأة.
واكد د. الفلاح ان إدراكنا ـ في وزارة الأوقاف- بهذه التحديات التي تواجه الفتيا في زماننا هذا جعلنا نبدي اهتماما خاصا بهذا الباب من ابواب العمل المؤسسي إيمانا منا بدور المرجعيات الفقهية في حسم الخلاف ووحدة الصف ودورها في تعزيز الوسطية فقد سعت الوزارة في استراتجيتها إلى وضع منهجية وسطية للإفتاء تعتمد على روح الشريعة والأخذ بمبدأ التيسير ورفع الحرج والمشقة والخروج من الخلاف ما أمكن ومراعاة مقاصد التشريع وتعزيز الثوابت ومراعاة المتغيرات إلى غير ذلك من مقاصد السعة والمرونة في شريعتنا.