- لدينا من وفقه الله لحفــظ كتـاب الله كاملاً في 21 يوماً
- اتصل بنا ما يقارب من 400 فتاة وامرأة عقب إعلاننا عن المعتكف الثاني ولم نقبل إلا 9 مشاركات تمت تصفيتهن إلى 5 فقط
- لدينا العديد من الدورات المهمة تناسب كل شرائح المجتمع
- أكثر ما يهمنا هو تحريك الطاقات الكامنة داخل الإنسان لشيء مفيد
- «معاً نسمو بمهاراتك» شعارنا في مركز السمو
ليلى الشافعي
في جو روحاني جمعهن فيه حب كتاب الله تعالى التقت فتيات الكويت في تجربة فريدة من نوعها لحفظ كتاب الله خلال شهر رمضان المبارك وقد أتممن حفظه في أقل من 40 يوما، وذلك من خلال مشروع «فرصة العمر» الذي نظمه مركز السمو للاستشارات والتدريب. ولعل في هذا المشروع الطيب المبارك نموذجا جميلا للتحدي والإرادة والعزيمة والإصرار على تحقيق الهدف بنجاح مهما كانت صعوبته، كذلك فإنه ينطوي على قدوة حسنة تقدم بشكل رائع وعملي في وقت عزت فيه القدوة، ففي الوقت الذي كان فيه الكثيرون منشغلين بأمور وطقوس رمضانية قد لا تكون ذات أهمية كبيرة، كان هؤلاء الفتيات يعملن على تحقيق هذا الإنجاز، عسى ان يحتذي بهن شبابنا وبناتنا، للوصول إلى هذا الهدف الراقي والسامي ألا وهو حفظ القرآن الكريم كاملا. حول هذا المشروع كان لقاؤنا مع رائد الفكرة والمشرف على المشروع خبير التنمية البشرية عبدالرحمن محمد عبدالله ومع الفتيات المشاركات.
بداية أنت المشرف العام على المشروع ونريد التعرف على فكرة هذا المشروع؟
جاءتني الفكرة منذ بدأت العمل في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات الذي قادني الى اكتشاف ما لدى الإنسان من طاقات يستطيع من خلالها تحقيق الهدف الذي يريده مهما كان صعبا لذلك ما أسمى أن نستثمر هذه العلوم العقلية في حفظ كتاب الله الكريم.
وما الذي استعنت به من تقنيات واساليب في فكرتك هذه؟
أولا: أن تعي المتدربات بقدرات عقولهن الحقيقية ومقدار استخدامهن لهذه القدرات.
ثانيا: ندربهن على تشغيل فصي الدماغ الأيمن والأيسر أثناء الحفظ لزيادة كفاءة وسرعة الحفظ.
ثالثا: الالتزام ببرنامج غذائي ـ قدر الإمكان ـ ليزيد من نشاط الدماغ.
رابعا: تعلم تقنيات الربط المعينة على استرجاع الآيات المحفوظة.
خامسا: البعد التام عن المشتتات كالتلفاز والتلفون والملهيات بأنواعها ليصفو الذهن في إنجاز هذه المهمة العظيمة.
سادسا: برنامج محاضرات تحفيزية يومية لرفع العزيمة والإرادة لتتمكن المشاركات من مقاومة الضغط الكبير الذي تواجهه أثناء مشوارها بالحفظ.
وبحمد الله تحولت الفكرة إلى حقيقة فمركز السمو للاستشارات والتدريب هو صاحب التجربة الأولى في الكويت بعمل هذا المشروع المبارك وبدأنا أول معتكف قرآني برمضان الماضي عام 2009.
التجربة السابقة
ماذا كانت نتائج التجربة السابقة؟
التجربة السابقة حققت بحمد الله نتائج فاقت التوقعات حيث بدأت بمعتكف للبنين وكانت أعمارهم تتراوح بين 9 و13 سنة، وكان المشاركون معتكفين بشكل تام معنا ومعزولين عن عالمهم الخارجي ويدخلون عالما آخر له نظامه وقواعده المختلفة مما يساعد بشكل أسهل على إبقاء عقولهم بعيدة عن المشتتات وبكفاءة أداء عالية.
والمشاركون هم:
محمود ساهر ـ أتم حفظ القرآن الكريم.
عمر الشمري ـ أتم حفظ القرآن الكريم.
صالح البلهان ـ أتم حفظ القرآن الكريم.
فهد القصار ـ أتم حفظ القرآن الكريم.
عثمان العقيل ـ أتم حفظ 20 جزءا من القرآن الكريم.
على أي أساس تختارون المشاركين؟
عن طريق إجراء مقابلة شخصية مع من يتقدم للمشاركة وبعض الشروط والمقاييس للمفاضلة بينهم.
وما تلك الشروط؟
أن يكون المشارك ذا شخصية ايجابية ويتمتع بقدرة على الالتزام وتحمل المسؤولية ولديه رغبة حقيقية من داخله لحفظ كتاب الله دون أي ضغط من أحد، ويتمتع بمستوى جيد من الذكاء والاستيعاب ويملك من مقومات الشخصية ما يؤهله لحمل هذه الأمانة، بالإضافة الى ضرورة أن يكون حافظا بالفعل لأي قدر من آيات القرآن الكريم.
وهل لاقيتم إقبالا كبيرا عندما أعلنتم عن مشروع فرصة العمر للعام الثاني؟
نعم وجدنا إقبالا كبيرا وعقب نشر الإعلان جاءنا ما يقارب 400 اتصال نتيجة لحملة الدعاية للمعتكف لحفظ كتاب الله كاملا خلال فترة 40 يوما، ولكن من تشجع وقبل شروط المعتكف قارب عددهن 35 فتاة أبدين رغبتهن بالمشاركة في المعتكف وقمنا بعمل مقابلات شخصية للراغبات واختبارهن على مستوى القدرات العقلية والنفسية ومدى توافر الإرادة والحافز الداخلي فتمت تصفيتهن إلى 9 مشاركات فقط ولكن خلال الأسبوع الأول للمعتكف اكتشفنا أن 4 منهن غير منسجمات مع نظام المعتكف فأصبح العدد النهائي الذي أكمل البرنامج لنهايته 5 مشاركات فقط وأعمارهن تراوحت بين 11 و37 سنة وكن تحت إشرافي وتعاونني في ذلك المدربة الفاضلة شيرين عبدالحميد الخطيب والمحفظة الأخت أم يوسف.
فالمتدربات استطعن إنجاز الهدف بنجاح وختمن القرآن الكريم حفظا خلال الـ 40 يوما بتوفيق الله وكرمه.
اعتكاف الفتيات
متى بدأت الفتيات بالاعتكاف؟
من 31 يوليو 2010 وحتى 8 سبتمبر 2010 (40 يوما) منهن من ختمن في أقل من 20 يوما ومنهن من ختمن في 30 يوما والباقيات ختمن في نهاية المعتكف.
هل يوفر المركز الفطور والسحور للمعتكفات؟
بالطبع نقدم لهن الإفطار والسحور ويسمح لمن انتهت من الورد اليومي الخاص بها أن تذهب للإفطار مع أهلها ثم تعود للمعتكف.
الحافظات بالمعتكف
ثم التقينا مع 3 ممن أتممن حفظ القرآن الكريم في أقل من شهر وكانت بالنسبة لهن فرصة عمر حقيقية من خلال اعتكافهن في المركز.
الحافظة الأولى منيرة العجمي والتي ختمت حفظ كتاب الله في 21 يوما فقط وتبلغ من العمر 16 سنة وتدرس بالمرحلة الثانوية:
هذه أول تجربة لي في الاعتكاف وفي بداية الأمر كنت لا أنام ولكن مع الدورات التي قدمها لنا الأستاذ عبدالرحمن استطعت التغلب على هذا التغيير وأقبلت على الحفظ وخصصت وقتا للنوم ووقتا للحفظ ووقتا لحضور الدورات التي تشجعنا على الاستمرار في الحفظ ولا أنسى تشجيع والدتي يوميا بأن أكون ممن يلبسها تاجا من نور.
وأضافت: وأنادي جميع الفتيات أن يستغلن الطاقة التي وهبها الله لهن واستثمارها في حفظ القرآن حيث علمنا أن المواطن العربي يستفيد من قدرات عقله بنسبة تقل عن 1% ولا يستثمر 99% من قدراته. إذن فلدينا كنوز وهبها الله لنا يجب استغلالها في الحياة الدنيا فيما ينفعنا في الآخرة.
ثم كان لقاؤنا مع الحافظة الثانية منى زيد الذايدي والتي ختمت حفظ كتاب الله في 31 يوما، وعمرها 19 سنة، طالبة جامعية في مركز العلوم الطبية.
كيف اشتركت في هذا المعتكف؟
عن طريق رسالة نصية من والدي أرسلها لي كما عودني كلما سمع عن دورة في مكان ما يرسل لي رسالة ويشجعني وفي هذه المرة لفتت نظري خاصة أنها في حفظ كتاب الله، حيث انني لم أكن أحفظ من قبل غير مقرر الدراسة، وتحمست وبتشجيع أبي الذي كان هدفه وأمنية حياته أن يراني خاتمة لكتاب الله تعالى والتحقت بالمعتكف.
ماذا كان شعورك في بداية الأمر؟
في البداية شعرت بالتعب والضعف مع الصوم ولكن بفضل محاضرات الأستاذ عبدالرحمن يوميا، كانت هناك محاضرة عن تقوية الإرادة والإصرار على تحقيق الهدف شعرت وقتها أنني يجب أن استمر حتى تعودت على ذلك.
ما شعورك الآن؟
أشعر بالسعادة والفخر لأنني بإرادتي وحبي للقرآن وبمساعدة المشرفين على المشروع وتوفير وسائل الراحة لنا استطعت ختم القرآن الكريم وشعرت أنني في نعمة كبيرة من الله.
ما الشيء الذي أثر فيك أثناء الحفظ؟
وجودي بين فتيات صغار وكبار والكل يعيش مع الآخر في تسامح وحب وتسابق على الحفظ عن طريق المحفظات اللاتي قمن بالتسميع لنا وتشجيعنا.
أما الموقف الآخر فخلال حفظي لسورة «يوسف» وعند الآية (وجاءت سيارة) اتصل أبي بي ليخبرني أنه اشترى لي سيارة تشجيعا لي على حفظي للقرآن وكنت سعيدة للغاية ليس بالسيارة فقط بل برضا أبي وحبي للقرآن الكريم.
أما دانة الملا والتي ختمت حفظ كتاب الله في 32 يوما والبالغة من العمر 11 سنة في الصف السادس بالمعهد الديني بقرطبة فتضيف قائلة:
أول ما حضرت الى المركز للاعتكاف كانت لدي رغبة في حفظ كتاب الله، وشجعتني أمي على الالتحاق ووجدت انها فرصة لكي أحفظ القرآن الكريم وفي اول فترة شعرت بأنني وحيدة لأول مرة ثم وجدت وناسة بين الفتيات والمحفظات ووجدت الجو القرآني جميلا فأحببت المكان وتشجعت على الحفظ حتى ختمت القرآن بحمد الله.
وأنصح كل فتاة أن تقوم بالحفظ وهي صغيرة حتى يثبت في عقلها بسرعة.
المشاركات في فرصة العمر وأتممن ختم القرآن الكريم حفظا:
منيرة العجمي 16 سنة ـ أتمت الحفظ في 21 يوما.
منى الذايدي 19 سنة ـ أتمت الحفظ في 31 يوما.
دانة الملا 11 سنة ـ أتمت الحفظ في 32 يوما.
أم سالم 33 سنة ـ أتمت الحفظ في 40 يوما.
أم ناصر 37 سنة ـ أتمت الحفظ في 40 يوما.
وعن الطموحات المستقبلية لفريق السمو سألنا الأستاذ سامي محمود البلهان المدير العام للمركز:
أمنيات وأحلام
بعد النجاح الذي حققتموه في المعتكفين الأول والثاني ما أمنياتك للمعتكفات المقبلة؟
حلمي أن يتحمس رجال أعمال لرعاية هذا المشروع بحيث لا يتحمل المشاركون أي عبء مالي قد يعوق الكثيرين من أبنائنا وبناتنا الذين يتمتعون بالقدرات العقلية والنفسية المناسبة لحفظ كتاب الله تعالى.
كما أتمنى أن يكون هذا المشروع مستمرا طوال العام بطريقة تناسب كل من يرغب في حفظ كتاب الله كاملا وتكون لديه القدرة على ذلك وفي الوقت نفسه يتم في الوقت الذي يناسب كل إنسان على حسب ظروفه بحيث يكون لدينا:
- معتكف قرآني صيفي لمدة 40 يوما متواصلا.
- ومعتكف في العطل الأسبوعية فقط ممتد لـ 6 أشهر.
- ومعتكف في إجازة نصف العام لمدة 12 يوما.
- هذا إلى جانب دورات قرآنية قصيرة المدة لحفظ سورة محددة:
- كدورة لحفظ سورة البقرة في 5 أيام.
- ودورة لحفظ سورة النور في 3 أيام.
- ودورة في حفظ سورة الكهف في 3 أيام.
- ودورة في حفظ سورة يوسف في 3 أيام.
- وغيرها الكثير في طور الإعداد
وهل لديكم اهتمامات أخرى غير معتكف حفظ القرآن في مركز السمو؟
مركز السمو رفع شعار «معا نسمو بمهاراتك» لذا فنحن في مركز السمو نبذل الجهد في البحث دائما عن الأفكار التي تخدم الفرد العربي وترفع من كفاءته وإنتاجيته.
فلدينا مشروع «واجه ضغوطك» والذي نقدمه في 7 جلسات إرشادية فردية للشخص الذي يعاني من تراكم الضغوط الحياتية والعملية عليه مما يؤثر سلبا على إنتاجيته واستمتاعه بيومه.
ولدينا مشروع «تخلص من نظارتك بشكل طبيعي» والذي يقدمه الخبير العالمي ليو أنجارت وهو استشاري في علاج مشكلات الإبصار بطرق طبيعية بعيدة عن العمليات الخطيرة بواسطة تدريب النظر.
ولدينا مشروع «حلل شفرتك النفسية وأدر حياتك» وهو برنامج تدريبي من تطوير الاستشاري عبدالرحمن عبدالله جمع أفكاره على مر السنين ويقدمه في 12 يوما تدريبيا يصل فيه المشارك لمعرفة أسرار نفسه الداخلية والوعي بها وتوجيهها لإدارة حياته بالشكل الصحيح.
كما نقدم مشروع «اختبار الميول الدراسية والمهنية» والذي ييسر على الإنسان تحديد أفضل تخصص دراسي ومهني يلائم شخصيته وبالتالي يتميز الإنسان عندما يعمل ما يتناسب معه، فقد وجدنا الكثيرين يدخلون تخصصات أكاديمية أو عملية فقط لأن الناس يمدحوها أو لأن راتبها جيد وننسى أهم شيء وهو هل سأكون ناجحا ومميزا في هذا التخصص أم لا. فهذا الاختبار يعيننا على معرفة ذلك.
ولدينا مشروع «الطفل الشجاع» والذي طورته لأطفالنا وأدربهم فيه على أهم المهارات الحياتية وكيف يتخلصوا من الخوف والتردد ويكتسبوا الصفات الإيجابية والقيادية.