- 54 كـلمة سلبية منها 17 للأداء الاقتصادي و15 منها للأداء السـياسي و11 للأداء الحكومي ومثلهما للبرلماني
أجرى مركز اتجاهات للدراسات والبحوث «اتجاهات» الذي يرأسه خالد عبدالرحمن المضاحكة تحليل مضمون ببعديه الكمي والكيفي لـ 3 خطابات ألقيت في افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الـ 13، كان أولها النطق السامي لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وثانيها الخطاب الأميري الذي ألقاه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وثالثها كلمة رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي، حيث عكست كل «كلمة» في الخطابات الـ 3 توجها ما رصده «اتجاهات» في تقريره بأسلوب علمي قائم على الرصد والتحليل والمتابعة والإحصاء معتمدين على وحدة «الكلمة» كأساس علمي لتحليل مضامين الخطابات الـ 3 السابقة.
ولإعطاء «هوية» لكل خطاب فضل «اتجاهات» ان يتم تحليل كل منها على حدة للتوصل في النهاية إلى طرح رؤية شاملة لا تضيع في الجزئيات ولا تستغرق في التفاصيل مع إبراز للقواسم المشتركة، وفي التفاصيل التالية أورد «اتجاهات» تقريره عن كلمة رئيس مجلس جاسم الخرافي، ففي خطابه الذي ألقاه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الـ 13 تحدث عن عدد من القضايا الرئيسية التي ضمت في طياتها عددا كبيرا من الكلمات الفرعية الدالة على كل قضية على حدة وهو ما أوضحه «اتجاهات» في الجداول التالية:
تشير بيانات الجدول السابق رقم 1 الى ان الغالبية العظمى من الكلمات الدالة في مضمون خطاب رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي كانت في عموميتها «توصيات عامة» في المجالات السياسية والاقتصادية حيث بلغ عدد الكلمات المعبرة عن التوصيات 136 كلمة من أصل 260 كلمة دالة استخدمها الخرافي في خطابه وذلك بنسبة 52.3% من إجمالي هذه الكلمات، وتلاها في الترتيب الثاني الكلمات الدالة المعبرة عن «ملامح السياسة الخارجية في الشرق الأوسط» بواقع 38 كلمة دالة وبنسبة 14.6% في حين جاءت الكلمات المعبرة عن «المسيرة الايجابية في عهد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله» في الترتيب الثالث بواقع 23 كلمة وبنسبة 8.8%، ثم الكلمات الدالة على تقييم الخرافي للجانب الاقتصادي والإنمائي بواقع 20 كلمة دالة بنسبة 7.6%، وتلاها في الترتيب الكلمات التي قيم بها الجوانب الاقتصادية والسياسية ثم الكلمات المعبرة عن تقييم سموه للأداء الحكومي والبرلماني ليصبح إجمالي الكلمات الدالة التي شملها خطاب الخرافي 260 كلمة معبرة، ولإضفاء مزيد من التوضيح على البيانات الكمية والكيفية التي وردت في سياق الجدول السابق رقم 1 فضل «اتجاهات» ان يدرج في سياق تقريره عددا من الجداول التحليلية والأشكال البيانية التالية:
تشير بيانات الجدول السابق رقم (1 - أ) إلى ان توصية «الحرص على النظام الديموقراطي» كانت التوصية الأولى التي ركز عليها رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي خلال إلقاء الخطاب، حيث جاء ذلك في الترتيب الأول بواقع 21 كلمة دالة ومعبرة من أصل 136 توصية تم التركز عليها بنسبة 15.4% فقد أشار رئيس المجلس إلى أهمية التمسك بالنظام الديموقراطي في مواضع كثيرة داخل متن خطابه منها قوله «... فالديموقراطية ليست مسرحا للنزاع والانقسام ولكنها نظام للوحدة والوئام تتعزز فيه العلاقات الاجتماعية وتترسخ في إطاره الوحدة الوطنية فتكون وسيلتنا للتقدم والازدهار».
وفي نفس الترتيب والنسبة وعدد الكلمات الدالة جاءت توصية «تحسين الأداء البرلماني» فنالت الترتيب الثاني بنسبة 15.4% و21 كلمة دالة ومعبرة تحدث بها الخرافي في خطابه كقوله «ان مسؤوليات مساوية بالحجم مماثلة بالأهمية تقع على عاتق مجلس الأمة الذي ينبغي أن يكون نموذجا في الأداء وقدوة في ممارسة الديموقراطية ومثالا في ترسيخ مبادئها وقيمها.
وحصلت توصية «الاستعداد لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية» على الترتيب الثاني بواقع 20 كلمة دالة ونسبة 14.7%، وهو نفس الترتيب والنسبة الذي حصلت عليه توصية «تفعيل خطة التنمية وتنفيذ البرنامج الحكومي»، وقد أشار سمو رئيس المجلس في أماكن عدة من خطابه إلى هاتين التوصيتين كقوله: «ان واقع منطقة الشرق الأوسط بما شهده تاريخها من توتر ونزاع وما يشهده حاضرها من قضايا معقدة وملفات ساخنة يحتم علينا اليقظة والاستعداد الدائم». ثم يتابع الخرافي حديثه ليوصي بأهمية تفعيل خطة التنمية وتنفيذ البرنامج الحكومي بالتعاون مع جميع الهيئات والجهات المختصة وذلك في قوله: «ان خطة التنمية التي تم اعتمادها وتم الحديث عنها كثيرا هي أحد البدائل المتاحة وينبغي التيقن من أن تنفيذها سيحقق النتائج المطلوبة ويجب أن تكون أداة للتنمية الحقيقية الشاملة لا مصدرا لتمويل معالجات جزئية أو حلول مؤقتة أو وسيلة لهدر الموارد المالية في دهاليز السياسة.
وحازت توصية «احترام القرارات التنفيذية وتبجيل القضاء» على الترتيب الثالث بواقع 17 كلمة دالة ونسبة 12.5%، حيث دعا الخرافي في خطابه إلى أهمية عدم التدخل في شؤون القضاء، كما شدد على أهمية احترام القرارات التنفيذية في قوله «يجب على أعضاء الحكومة احترام القرارات التنفيذية والعمل على تنفيذها كفريق متضامن»، وفي سياق متصل يشير الخرافي إلى «خطورة التدخل في مجرى العدالة من أي كان وخطورة التشكيك تصريحا أو تلميحا بقصد أو دون قصد بأحكام القضاء فالسلطة القضائية كفيلة بمعالجة شؤونها»، وقد شدد الخرافي في خطابه على عدد آخر من التوصيات بعدد من الكلمات الدالة المعبرة مثل أهمية «العمل على استقرار الوضع السياسي» و«صيانة الوحدة الوطنية ودرء الفتن» و«مواجهة تأثير الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الوطني».
كما أوصى الخرافي بأهمية «التعاون بين السلطتين» حيث يرى ان «التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية هو حجر الأساس في المرحلة المقبلة ويجب أن يكون قاعدة لا استثناء وستكون فعالية الأداء الحكومي ومصداقيته هما القياس» كما أوصى بأهمية «إصلاح القطاعات الإنتاجية والخدمية»، وبصفة عامة يمكن الإشارة إلى هذه التوصيات خلال الشكل البياني التالي:
تشير بيانات الجدول السابق رقم (1 - ب) الى ان الخرافي لديه انطباعات سلبية في مجال الأداء الاقتصادي والإنمائي حيث جاء ذلك في الترتيب الأول بواقع 17 كلمة دالة تحمل صورة سلبية بنسبة 31.5% من إجمالي الكلمات الدالة السلبية وذلك في مقابل 3 كلمات ايجابية فقط في هذا القطاع، حيث أشار الخرافي في مواضع عدة إلى هذا الشأن منها قوله: «لم يكن عملنا الإنمائي بمستوى التحديات».
وفي سياق آخر يقول الخرافي «ان اقتصادنا الوطني مازال يعاني من نتائج تلك الأزمة ويشهد حالة من الركود بل والتراجع في أداء القطاعين العام والخاص نتيجة غياب المعالجة الجادة والفعالة لاحتواء تلك النتائج»، كما حمل أيضا خطاب الرئيس عددا كبيرا من الكلمات والمضامين السلبية عند تقييمه للأداء السياسي والإعلامي وذلك بمعدل 15 كلمة سلبية في حين لم يورد في خطابه ايا من كلمات الامتنان او الشكر على الأداء السياسي او الإعلامي، فقد أكد في حديثه عدة مرات على نظرته السلبية للأداء في هذين القطاعين كقوله «ان نبرة التهديد والوعيد ومفردات التجريح قد تنامت في الخطاب السياسي والإعلامي ممن لم يتوافر له للأسف الشديد الإدراك والوعي بخطورة ذلك على حالة الوفاق والتوافق التي ينعم بها المجتمع الكويتي»، وفي سياق آخر يقول: «لم يكن أداؤنا السياسي يبعث على الاطمئنان».
ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى ان رئيس المجلس وقف في منتصف الطريق بين الحكومة ونواب المجلس وهو ما توضحه نتائج الجدول السابق، حيث جاءت الكلمات السلبية المعبرة عن تقييمه للأداء البرلماني من ناحية الأداء الحكومي، من ناحية أخرى متساوية في العدد والقوة التعبيرية أيضا حيث وصف الخرافي الأداء الحكومي خلال الفترة الماضية بـ 11 كلمة سلبية و3 كلمات ايجابية وهو نفس العدد في السلب والإيجاب عند تقييمه للأداء البرلماني.
فالرئيس الخرافي قد أشار في خطابه إلى ملامح التحرك في السياسة الخارجية، مشيرا إلى ان الكويت تعمل على أن يعم الأمن والسلام هذه المنطقة وتؤكد على أن الحوار والمبادرات السلمية العادلة والمتوازنة هي السبيل لمعالجة مواقع وبؤر التوتر فيها، كما عبر الخرافي بـ 11 كلمة دالة ومعبرة عن مساعي الكويت الحثيثة على تدعيم العمل الخليجي المشترك بقوله «ان العمل الخليجي المشترك هو العمق الاستراتيجي لنا ولأشقائنا في دول مجلس التعاون». كما أوضح رئيس المجلس في خطابه أن الكويت عازمة على إقامة علاقات جيدة مع الشعب العراقي بواقع 10 كلمات دالة، مؤكدا ان الرؤية الكويتية لحل أزمة الملف النووي الإيراني تقوم على أساس سلمي وذلك بواقع 9 كلمات دالة في حين أشار إلى المساعي لتحقيق المصالحة الفلسطينية كمدخل لإعلان الدولة المستقلة بـ 8 كلمات دالة.