- نأمل للحوار الفلسطيني في دمشق النجاح ولكن مشاركة حماس أمنياً مرفوضة واقتسام الأمن في غزة والضفة غير مقبول على الإطلاق
- لا جديد حتى الآن من الأميركيين بخصوص سعيهم مع إسرائيل لوقف الاستيطان
- خلافي مع الرئيس الأسد في «سرت» حول دور لجنة المتابعة العربية .. فهم من حقهم الاعتراض ومن حقنا تعريب القضية الفلسطينية
- لم ألوّح بالاستقالة أبداً وإنما مصمم على عدم ترشحي للانتخابات في حال حصولها ونؤمن بالبدائل التي وضعناها لأنه لا مفر من اللجوء إلى الشرعية الدولية
بيان عاكوم
شن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن هجوما على ايران متهما اياها بعرقلة عملية التسوية والقيام بدور سلبي تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، واعتبر ان حماس تخضع للفيتو الايراني، مشيرا الى ان ايران هي السبب في عدم توقيع حماس على الوثيقة المصرية. وقال أبومازن في لقاء خاص مع «الأنباء» «أقولها صراحة لا نريد ان نخفي الشمس باصابعنا فإيران تتدخل ليس فقط في فلسطين وانما في الخليج لبنان واليمن والمنطقة ككل وتحرك من تستطيع من الاطراف التي ترتبط بها في هذه المناطق وتستفيد من ادواتها لمصالحها وفي صراعها مع العالم. وبالرغم من تحميله ايران المسؤولية الا انه لا يرى اي تدخل اليوم لسورية في الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، مؤكدا انه بالرغم من الاختلاف مع سورية الا ان دعمها الواضح لحماس لا يعني انها تفرض عليها اي سياسة خاصة. وبشأن الاعلان عن استئناف الحوار بين فتح وحماس في دمشق والمخصص لمناقشة الملف الأمني تمنى عباس نجاحه الا انه اكد في الوقت نفسه انه في حال طرحت حماس اقتسام الأمن سيتم رفضه، مؤكدا ان الأمن لا يمكن الا ان يكون بيد واحدة ومرجعية واحدة وقيادة واحدة وبالتالي قصة اقتسام الامن في غزة والضفة أمر مرفوض وغير مقبول اطلاقا.وبخصوص خلافه مع الرئيس السوري بشار الاسد في قمة سرت الاستثنائية قال الرئيس الاسد تحدث عن مجموعة قضايا وأبديت وجهة نظري بها، مشيرا الى ان للسوريين رأيهم بخصوص لجنة المتابعة العربية، ولكن لا يعني ان موقفهم هو المتبع، لأن القضية الفلسطينية قضية عربية ولجنة المتابعة معنية بذلك، ومن لا يريد أن يعتبرها كذلك فهذا حقه. وهذه تفاصيل اللقاء:
سمعنا أنكم انتهيتم من اعداد مبادرة أو خطة استراتيجية سيتم طرحها على الجامعة العربية وتتعلق بالتحرك للحصول على اعتراف دولي بفلسطين، وان زيارتكم تأتي لاطلاع الكويت والخليج عليها، فهلا أعطيتنا بعض التفاصيل؟ وهل طرحتموها على صاحب السمو الأمير خلال لقائكم معه؟
هي ليست مبادرة بالمعنى الدقيق وإنما عبارة عن خيارات وأفكار درستها القيادة الفلسطينية وستقدمها تباعا أي بشكل متوال للمجتمع الدولي، حيث نبدأ بوقف الاستيطان والعودة الى المفاوضات فهذا أول خيار بحيث انه اذا تمت الموافقة على ذلك ندخل في المفاوضات حول قضية الحدود وقضية الأمن، فهذا الخيار الاول وإذا لم ينجح هذا الخيار نذهب الى الولايات المتحدة لنطلب منها التدخل بوضع اطار، ونحن مستعدون لتقديم مشروع اطار وهم يقبلون أو يعدلون، ويقدم لكلا الطرفين كحل نهائي لقضايا المرحلة النهائية واذا لم ينجح، فهناك خيارات اخرى كمجلس الأمن والجمعية العامة وغيرها من الخيارات وأنا شرحتها بشكل مفصل لصاحب السمو الأمير الذي أبدى موافقته وتأييده وعادة الكويت تؤيد ما نحن نتجه اليه ونقبل به لأنهم يعرفون تماما ويقولون لنا دائما «أهل مكة أدرى بشعابها» ونحن معكم نؤيدكم بكل ما تريدون وبالتالي كان هناك ترحيب بهذه الافكار التي قدمناها.
مقتنعون بالبدائل
الى أي مدى أنتم مقتنعون أو مؤمنون بهذه البدائل ونجاحها على أرض الواقع؟
أحد البدائل ان يطلب مجلس الأمن من دول العالم الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 ونحن لن نلجأ الا اذا اضطررنا وأقفلت كل الابواب. نحن لا نريد ان نذهب الى مجلس الأمن والجمعية العامة، ولكن اذا أصرت اسرائيل على عدم القبول بالمفاوضات وعلى عدم وقف الاستيطان، فما العمل؟ الى أين نلجأ، فلابد من ان يكون هناك مكان نلجأ اليه، وهو مجلس الأمن وهو الشرعية الدولية.
لم ألوح بالاستقالة
في حال لم تحقق الشرعية الدولية مطالبكم لوحتم في وقت سابق بالاستقالة وحل السلطة الفلسطينية، فهل لاتزال لديكم هذه النية؟
لم ألوح بالاستقالة وقلت مبدئيا، وهذا ما هو مصمم عليه، انه اذا حصلت انتخابات وان شاء الله تكون هناك مصالحة وطنية وتحصل انتخابات، فلن أرشح نفسي، فهذا الشيء الجازم الذي قلته. أما موضوع الانسحاب من السلطة أو غيره، فقد تجبرنا اسرائيل بتصرفاتها اليومية وبقاء الاحتلال على ان نتخذ اجراءات، وهذه لابد أن توافق عليها المؤسسات الفلسطينية.
حماس، وعلى لسان القيادي فيها محمود الزهار، رحبت باستقالتكم، وقال الزهار: لن يأسف أحد على استقالة أبومازن، فهل الهوة وصلت الى هذه الدرجة بينكم وبين حماس؟
لا أعلق على كلام حماس هذا رأيهم وموقفهم ونحن بلا شك في حالة خلاف مع حماس وعندما تصدر منهم تصريحات من هذا النوع الأفضل ألا نعلق عليها الآن لأن هناك حوارا بيننا وبينهم.
التوقيع على الوثيقة
سمعنا عن استئناف الحوار بينكم وبين حماس في دمشق في التاسع من الجاري فماذا تأملون من هذا الاجتماع؟
الحوار الأول كان في دمشق وبعدها حصلت بعض القضايا الخلافية مع السوريين وطلبنا ان نغير المكان ولكن بعد ذلك حصل هناك اتصالات عربية وغير عربية من أجل العودة مرة أخرى الى دمشق وفعلا قررنا ان نجري جولة أخرى وأملنا ان تذهب حماس لتوقع الوثيقة المصرية فهذا هو الأساس في كل الحوار، نتحاور في القضايا التي يمكن ان نتوافق عليها ونتشاور فيها، ولكن في الأساس الوثيقة المصرية هي المعتمدة والأساس الأصلي لأي مصالحة.
لا لمشاركة حماس أمنياً
كما نعلم ان جلسة الحوار في دمشق مخصصة للقضية الأمنية وفي الوقت نفسه أعلنت مصر عدم قبولها مطلقا اقتسام حماس مع فتح الجانب الأمني فهل هذا يعني ان جلسة الحوار فاشلة قبل ان تبدأ؟
مشاركة حماس أمنيا مرفوضة، فكل شيء يمكن ان يكون خاضعا للقسمة، المجلس التشريعي، الحكومة الا الأمن فلا يمكن الا ان يكون بيد واحدة ومرجعية واحدة وقيادة واحدة. فقصة اقتسام الأمن في غزة والضفة غير مقبولة اطلاقا، وفي حال طرحت حماس ذلك فلن نقبل به أبدا.
لجنة المبادرة العربية خلال قمة سرت الاستثنائية أعطت الإدارة الأميركية مهلة شهر لاقناع إسرائيل بوقف الاستيطان فمع قرب انتهاء هذه المدة أين وصل الأميركيون على حد علمكم؟
المدة التي أعطيت ليس للأميركان وانما قيل في لجنة المتابعة ننتظر فترة حتى يتاح للإدارة الأميركية ان تبرم اتفاقا مع اسرائيل حول وقف الاستيطان وكانت هذه المدة حوالي شهر، وتأجيل المبادرة العربية من أجل الحوار الاسرائيلي ـ الأميركي ولجنة المتابعة يفترض ان تلتقي في التاسع من الجاري فهذا خاضع للتشاور مع العرب وعندها يجتمعون ونقدم لهم خلاصة ما توصل اليه الأميركان حول موضوع الاستيطان، وطبعا موقفنا واضح ومعروف: دون وقف الاستيطان لا عودة للمفاوضات، وحتى الآن لا جديد من الأميركان بهذا الخصوص.
العلاقة مع الأسد
بعدما سمعنا عن تلاسن بينكم وبين الرئيس السوري بشار الأسد في قمة سرت الاستثنائية على خلفية قوله انه ليس من صلاحيات لجنة المبادرة العربية منح الفلسطينيين اجراء مفاوضات مع اسرائيل فكيف تصفون علاقتكم معه اليوم؟
لم يكن هناك تلاسن بيني وبين الرئيس الأسد وأنا احترمه وبيننا احترام وعلاقات، ولكن هناك خلاف يحصل كأن يقول كلمة لا نراها مناسبة فنرد عليها وهو يرد علينا فهذا يحصل في الاجتماعات العربية والقمم العربية، والرئيس الأسد تحدث عن مجموعة قضايا ورددت من وجهة نظري في هذه القضايا وانتهت القصة عند هذا الحد، وإنما موضوع لجنة المتابعة العربية فللسوريين رأي وهم أحرار فيه ان لجنة المتابعة ليس لها علاقة بالمسيرة السياسية، وإنما بمتابعة تطورات المبادرة العربية للسلام، فهذا رأيهم وإنما اللجنة تجتمع واجتمعت أكثر من مرة وحضرت عدة مرات لأطرح عليهم المسيرة السياسية ونأخذ جوابا وموافقة أو غيرها، وبالتالي لجنة المتابعة تدرس هذا. فالقضية الفلسطينية ليست قضية فلسطينية فحسب، وإنما قضية عربية وإسلامية وعالمية، وبالتالي العرب معنيون بشكل كامل بالقضية الفلسطينية والذي لا يريد ان يعتبرها قضية عربية قومية فهذا من حقه. ومن حقه ايضا ان يشارك أو لا يشارك في لجنة المتابعة، فعندما لا تكون سورية مقتنعة بأن هذه هي مهمة اللجنة تستطيع ألا تحضر أو تحضر وتعترض، فوجهة نظرهم لا تعني ان هذا هو الموقف طبعا لا، وهذا كان الحديث المختلف عليه بيني وبين الرئيس بشار الأسد.
كيف تنظرون الى الدور السوري في المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية؟
السوريون الآن لا يتدخلون والحوار الذي جرى عندهم لم يتدخلوا فيه وكذلك الحوار الذي سيجري ايضا، ونحن في الحقيقة نرى ان التدخل السلبي يأتي من إيران وهي التي تعرقل عملية التسوية، حماس تقول نحن نخضع لـ «الفيتو» الأميركي نحن وقعنا على الوثيقة، فالذي يخضع للفيتو الأميركي او لأي فيتو آخر لا يتصرف بشكل إيجابي والذي يخضع هو الذي لم يوقع وهم لم يوقعوا، علما انهم اطلعوا على الوثيقة قبلنا وأبدوا ملاحظات وأُخذ بها قبل ان نراها نحن ومع ذلك عندما وقعنا رفضوا التوقيع، إذن لماذا أُخذت كل ملاحظاتكم؟ إذن من الذي وراء منعهم من التوقيع؟
بالتأكيد هناك جهة ما وباعتقادي هي إيران، لأن لها مصالح في المنطقة ولها تدخلات معروفة فنحن لا نريد أن نخفي الشمس بأصابعنا فإيران لها تدخلات في كل المنطقة العربية في الخليج، اليمن، لبنان وفلسطين وكل مكان، وبالتالي هي لها مصلحة في أن تحرك من تستطيع من هذه الأطراف التي ترتبط بها لمصالحها الخاصة، عندها مشاكل مع أميركا وأوروبا فتستفيد من هذه الأدوات في صراعها مع العالم وأقولها صراحة.
ماذا عن سورية؟ ذكرت سابقا ان حماس ايضا تخضع للإملاءات السورية.
لم أقل ولا مرة هذا الكلام ولم أذكر سورية بهذا المجال، نحن مختلفون، سورية ربما على علاقة طيبة مع حماس وتتبناها فهذا موضوع آخر، ولا أستطيع ان أقول باعتبار ان سورية قريبة من حماس اذن تفرض عليها او تملي عليها سياستها.
كما يظهر بوضوح الانقسام العربي بعض الدول تؤيد فتح وأخرى تؤيد حماس فهذا الانقسام ألا يعد معرقلا للنجاح العربي في التعامل مع القضية الفلسطينية؟
ومتى كان العرب متحدين على شيء ما، ربما توحدوا فقط في حرب أكتوبر واختلفوا قبلها وبعدها، فهم دائما مختلفون على اي قضية، ولذلك عندما حصل انقلاب حماس، بعض الدول العربية أيدت وأخرى عارضت ثم بدأت تتطور المواقف على ضوء المعطيات، فهناك بعض الدول أيدت ثم سحبت تأييدها للانقلاب.
تقزيم القضية الفلسطينية
هناك من اعتبركم قزمتم القضية الفلسطينية بوضع شرط وقف الاستيطان لمدة معينة، ما رأيكم؟
ليس تقزيما، فنحن نقول ان اسرائيل تأخذ الأراضي الفلسطينية يوما بعد يوم وبالتالي نطلب وقف الاستيطان حتى نذهب الى المفاوضات. لدينا أفكار كاملة حول القضايا الـ 6 او الـ 7 الخاصة بالمرحلة النهائية نقدمها لهم. وبالتالي نحن نصر على انه لابد ان يتوقف الاستيطان حتى نذهب الى المفاوضات علما ان هذا ليس شرطا مسبقا، فنحن لا نضع شرطا مسبقا، والدليل وجود اتفاقات بيننا وبين الإسرائيليين منذ عام 1995 لا يجوز لهم القيام بأي أعمال أحادية، لا نحن ولا هم. ثم خطة خارطة الطريق تطالبهم بوقف الاستيطان، وأنا لا أطالب إسرائيل بشروط مسبقة، الأمر الآخر. أريد مفاوضات ليس من أجل الاستيطان او عدمه وإنما وقف الاستيطان حتى نذهب الى بقية القضايا، والدليل على ذلك اننا في عهد أولمرت ناقشنا كل القضايا النهائية وكنا قاب قوسين أو أدنى ولكن مع الأسف سقط وجاء غيره.
الفلسطينيون عاشوا من خيرات الكويت
عن علاقة الفلسطينيين اليوم بالكويت بعدما مرت بفترة من الفتور، قال: لا شك كان هناك بعض الغصات لدى الشعب الكويتي وهذا لا ننكره، وإنما مررنا عليه وأنا أتيت قبل 6 سنوات وقدمت اعتذارا للشعب الكويتي عما بدر من البعض وليس الكل، فالشعب الفلسطيني يؤيد الكويت بطبيعة الحال وعاش من خيرات الكويت، وبالتالي لا يمكن ان ينسى ذلك، مشيرا الى انه حصلت بعض المواقف ألحقت الأذى بالكويتيين ونحن اعتذرنا والكويتيون قبلوا هذا الاعتذار وتجاوزوا هذه المرحلة ونحن الآن في علاقة طيبة جدا علما ان الكويت لم تتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني حتى في أحلك الظروف.
«متشائلون»
عن الأمل في إقامة دولة فلسطينية ومدى تفاؤله وتشاؤمه قال الرئيس ابومازن: نحن «متشائلون»، وأضاف: نحن لايزال لدينا أمل في حل قضيتنا ولو لم يكن لدينا أمل كنا تركنا هذه القضية منذ زمن، فإذا لا يوجد امل في حلها فما العمل؟ إذن الأمل موجود ويجب ان يبقى موجودا والشعب متأمل تماما ان يصل الى دولة فنحن نبني دولة وهي موجودة.
وقال: من خلال جريدتكم «الأنباء» ادعو الصحافة الكويتية لتزور فلسطين، وهناك حجة لدى بعض الصحافيين بانه لا يريد ان يطبع علاقات مع اسرائيل، فأنت عندما تذهب الينا لا تطبع مع اسرائيل وانما فلسطين فالزيارة هي للسجين وليس السجان، لدينا استقرار امني وتطور اقتصادي ومؤسسات وانما ينقص فقط إعلان دولة وإن شاء الله سيأتي الوقت القريب لنعلن فيه دولتنا.
واقرأ ايضاً:
الأمير استقبل ولي العهد والمحمد والمبارك وودّع الرئيس الفلسطيني
ولي العهد استقبل أمثال الأحمد
رئيس الوزراء استقبل مستشار الرئيس السوداني
محمد الصباح يشارك في منتدى «صير بني ياس» حول السلام والأمن العالمي
عزام الصباح: استنارة الوعي السياسي تخدم التنمية في الدول
السند قدم أوراق اعتماده سفيراً لدى كينيا: حريصون على دعم العلاقات في جميع المجالات
الكويت تؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم