أسامة أبوالسعود
أشاد السفير المصري عبدالرحيم شلبي بالأجواء التي تكفلها الكويت لضمان إقامة الشعائر لجميع الأديان في أريحية وهدوء، مؤكدا ان هذا إن دل فإنما يدل على سيادة لغة التسامح والسلام.
جاء ذلك خلال حفل نظمته كنيسة مارمرقس للأقباط الارثوذكس تكريما للسفير عبدالرحيم شلبي والسيدة عقيلته لمناسبة قرب انتهاء فترة عمل السفير بالبلاد رئيسا لبعثة بلاده الديبلوماسية واستعداده لمغادرة الكويت مع نهاية الشهر الجاري، واضاف شلبي في الكلمة التي قالها ان الكويت استضافت آلاف المصريين وفتحت لهم ابواب العمل الشريف من دون أي تمييز ويشهد على ذلك ان اعدادا كبيرة منهم أقباط وهم جميعا مع اخوانهم المسلمين مبعث اعتزاز لنا ولقداسة الأنبا شنودة ولنيافة الأب ابراهام.
وشدد السفير عبدالرحيم على ان الانسان المصري وصل الى ما وصل اليه الآن بالوحدة الوطنية، وقال: اننا أصحاب حضارة فرعونية واسلامية وقبطية استهدفت الانسان في المقام الأول.
وعبّر السفير شلبي بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن عقيلته نجوى عزت وكذلك عن المستشار الثقافي د.طارق الدماطي وعن القنصل رانيا محمد اللذين لقيا التكريم في معيته نظرا لانتهاء فترة عملهما ايضا بالبعثة الديبلوماسية، عن خالص تقديره وامتنانه لنيافة الأب ابادير، الأنبا بيشوي راعي الكنيسة ولمجلس وشعب الكنيسة على الاحتفاء به على هذا النحو الراقي واستذكر نيافة القس بيجول الانبا بيشوي راعي الكنيسة السابق، مؤكدا انه قام بدور كبير وجليل في الكويت وقال: انني لعلى ثقة بأن الأب ابادير سيكمل المشوار وهذه الثقة ما هي الا استناد الى ثقتي في قداسة الأنبا شنودة في اختيار قيادات الكنيسة بشكل عام. واختتم السفير شلبي كلمته بالقول: انني حقا سعيد وفخور بالعلاقة النموذجية القائمة هنا في الكويت بين المصريين اقباطا ومسلمين وانظر الى هذه العلاقة كنموذج رائع يحتذى للعلاقة والتعايش بين عنصري الأمة في الوطن الام، ولا يسعني إلا ان اشكر الجميع على مساعدتهم لي في تأدية مهام عملي طوال السنوات الاربع الماضية وانني لعلى ثقة اكيدة بأن كل مصري هنا في الكويت مسلما كان أم قبطيا سيكون سفيرا لمصر وفي الوقت نفسه على يقين بأن كل أبناء الجالية الذين يعيشون في هذا البلد في سلام ومحبة وأمان يدينون أي تصرف فردي شاذ لا يمكن بحال أن ينال من تميز العلاقات المصرية - الكويتية شعبيا ورسميا.
وكان راعي الكنيسة نيافة القس أبادير الأنبا بيشوي قد تحدث في بداية الاحتفال فأكد انه احتفال بالديبلوماسية المصرية الانسانية المتميزة التي يتعامل بها القلة والتي أرسى قواعدها السفير شلبي، وقال: ان أداء المحتفى به يمكن أن يُدرس كعلم وفن، فالسفير دخل القلوب واستقر في العقول وكان دخوله الى قلوب الناس وعقولهم من الباب الملكي للانسانية، ويكفي انه استطاع أن يضفي على الجالية نكهة العائلية، ورغم أنني لم أتعامل معه الا قبل عام الا أنني أشعر بأنني أعرفه منذ زمن، وذلك بحنانه الابوي علينا جميعا، فقد كان قائدا للمصريين بصفات الابوة، واستطاع ان يزاوج بين الديبلوماسية والانسانية، كذلك كانت عقيلته مع المصريين هنا في أفراحهم وأتراحهم.
واستذكر الاب ابادير سلفه القس بيجول وقال: لقد تناغم نيافته مع السفير وتلاقى الاثنان في العمل وعلى الهدف واجتهدا وفق اسلوب «السهل الممتنع».
واختتم الأب أبادير كلمته بتوجيه الشكر الى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لرعايته لكل الوافدين، وقال: كل الامتنان لسموه على أن أشعرنا قولا وعملا بأننا في وطننا، وشكرا للرئيس محمد حسني مبارك الذي أولى الكويت سفيرا رفيعا في ديبلوماسيته وانسانيته.
الصفحة في ملف ( pdf )