محمد هلال الخالدي
نظم النادي البحري الرياضي الكويتي رحلة إعلامية شارك فيها ما يقارب المائة من مختلف الصحف والفضائيات لمشاهدة شباب رحلة الغوص الـ 19، وهم يعيدون جانبا مهما من تاريخ الكويت وتراثها الجميل، في مشهد يصور ماضي الكويت قبل ظهور النفط وما عاناه أهلنا آنذاك من ويلات البحر وآلام البحث عن لقمة العيش الشريف، ويعيد للأذهان صورا شعرية حفرها الشاعر الكبير محمد الفايز رحمه الله عندما صور تلك المعاناة والأهوال في رائعته «من مذكرات بحّار» حيث قال:
اركبت مثلي البوم والسنبوك
والشوعي الكبير
ارفعت اشرعة امام الريح
في الليل الضرير؟
هل ذقت زادي في المساء على حصير؟
من نخلة ماتت
وما مات العذاب بقلبي الدامي الكسير
أمسكت مفلقة المحار؟
في الفجر مرتجفا
لتكتمل القلادة
في عنق جارية
تنام على وسادة
وهاهم شباب اليوم يرسمون بصبرهم وجلدهم صورة اخرى لا تقل روعة عما صوّره الفايز شعرا، فتحية لهؤلاء الأبطال.
بدأت الرحلة عصر امس الاول، حيث تجمع الوفد الاعلامي في مقر النادي بالسالمية وانتقلوا الى منطقة الخيران، ومع بزوغ الفجر توجه الاعلاميون الى موقع الغوص وشاهدوا النواخذة الشباب والبحرية وهم يعيشون حياة آبائهم وأجدادهم بكل صبر وشجاعة.
وبهذه المناسبة قال رئيس النادي البحري الكويتي الرياضي اللواء فهد الفهد لـ «الأنباء» ان الشباب المشاركين في رحلة الغوص الـ 19 أثبتوا انهم رجال يعتمد عليهم في المهمات الصعبة رغم صغر سنهم وقلة خبرتهم، مشيرا الى انهم يدركون تماما ما بذله الآباء والأجداد في البحر عندما كانوا يعانون للحصول على لقمة العيش من اجل بناء الكويت.
وأضاف ان هؤلاء الشباب قدموا دليلا قاطعا على انهم اهل للمسؤولية من خلال مشاركتهم في هذه الرحلة التي جسدوا فيها تراث الكويت القديم على ارض الواقع، مبينا انهم جمعوا آلاف المحار، وتنوعت الحصيلة في اليوم الاول بين القماش والسحاتيت. وأردف الفهد ان رحلة الغوص لهذا العام اثبتت نجاحها خاصة ان الجميع يشيد بها، لافتا الى ان الشباب المشاركين قد استفادوا كثيرا من الدورة التدريبية التي اقامها النادي في الفترة ما قبل الرحلة.
وأشار الى ان حصيلة المحار واللؤلؤ تزداد يوميا بعد يوم وستكون بلا شك كبيرة في يوم القفال الذي يصادف يوم الخميس المقبل. وكشف الفهد ان هناك خمس سفن جديدة أهداها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وستشارك في الرحلة المقبلة، مؤكدا ان رحلات الغوص ستستمر الى الأبد، ولن يكون هناك انقطـاع بإذن الله. كما أثنى على جهود النواخذة الكبار وتحملــهم المشاق من اجل تدريب الشـباب وأبدى كذلك تقديره الكبــير لوسائل الاعلام التي جعلت من الرحــلة حدثا مقروءا ومشـاهدا من الجمـيع.
كما التقت «الأنباء» بعدد من اهالي الشباب المشاركين والذين تواجدوا هناك ايضا حيث أجمعوا على ان مشاركة ابنائهم في رحلة الغوص مفخرة لهم، وأكدوا ان هذه المشاركة قد أكسبتهم الثقة بالنفس والقدرة على التحمل، لاسيما على الصعيد النفسي، خاصة انها تلبية لرغبة صاحب السمو الأمير، للمحافظة على التراث الكويتي الأصيل، مؤكدين انهم مطمئنون على أبنائهم كونهم في أياد أمينة.
الصفحة في ملف ( pdf )