حمد العنزي
اسعار الاسماك المحلية في السوق مولعة نار ونسبة المعروض منها في البسطات المخصصة للبيع تكاد تكون لا تذكر، عيد الاضحى المبارك على الابواب، الصيادون متوقفون عن العمل حتى تعدل الهيئة من قراراتها المجحفة على حد وصف الصيادين، مما دعاهم للتوقف، كل هذه العوامل جعلت المستهلكين يعزفون عن شراء الاسماك في الوقت الحالي وتأجيل ذلك لفترة لاحقة لعل وعسى ان تتبدل الاحوال الى ما تشتهي سفن المواطنين والمقيمين الذين ينتظرون فرصة اخرى للدخول الى السوق والشراء من جديد بأفضل وأقل سعر، «الأنباء» استطلعت أحوال سوق السمك في الوقت الحالي بالتحديد وتعرفت على نسبة اقبال المواطنين على الشراء مع تباشير حلول عيد الاضحى المبارك ورأى كثير منهم أن توقيت الشراء بالنسبة لهم غير مناسب نتيجة ارتفاع الاسعار وقلة المعروض المحلي من الاسماك، ويأتي في مقدمتها الزبيدي والنقرور والشعوم وغيرها من الاسماك الاخرى التي بدأت تقل تدريجيا من السوق.
في البداية وأثناء تجولنا بالسوق التقينا عضو مجلس الادارة وأمين سر الاتحاد الكويتي للصيادين ظاهر الصويان الذي أكد: ان ما يحدث في السوق المحلي من ارتفاع للأسعار وقلة المعروض من الأسماك يعود الى تفعيل قرار الثروة السمكية رقم 8/2004 الذي يمنع استخدام النايلون احادي الشعيرة، مما أدى الى هجرة الصيادين وترتب على ذلك عدم توفير الاسماك المفضلة لدى المستهلك المحلي الكويتي، ويأتي في مقدمتها سمك الزبيدي.
وذكر الصويان ان القرار المطبق لم يتم عن طريق دراسة متأنية، وسبق أن نبهنا الى عواقبه وسلبياته الكبيرة وغير المفيدة للسوق دون توفير البديل المناسب مما أدى الى ارتفاع الأسعار بصورة خيالية.
ورجح الصويان ان تستمر الاسعار في الارتفاع في الايام المقبلة، خاصة بعد توقف لجنات الجر الخلفي، عندها سينكشف السوق أمام المستهلك الذي سيشاهد أمامه اختفاء مجمل الاسماك المفضلة لديه، وهذا ما لا نتمناه أن يحدث، لأن المتضرر الاول والاخير هو المستهلك المحلي.
وأضاف الصويان ان التوقف لم نكن نريده، ولكن الظروف أجبرتنا على ذلك، لأن قرارات الهيئة جاءت مجحفة بحقنا، وهذا ما تسبب لنا في التوقف لمدة تجاوزت 45 يوما الى يومنا هذا، ونحن ماضون في رفع شعار التوقف الى ان تتم مراجعة قرارات الهيئة التي لم تطبق منذ 6 سنوات وكانت مجمدة، ولكن تم تفعيلها في وقتنا هذا، ونتمنى ان تتبدل تلك القرارات وتعود المياه لمجاريها والأسعار لوضعها الطبيعي.
أحد الصيادين ويدعى حسن السيد قال ان الاحوال الاقتصادية لعموم الصيادين تنذر بكساد اقتصادي سيسود ليس فقط الصيادين، وإنما المستهلكون الذين يتمنون ان تعود الاسماك المحلية لموائدهم وبأرخص الاسعار، لافتا الى ان البسطات بعد فترة من الوقت ستعلن عن افلاسها، والسبب يعود للتوقف الحاصل من قبل الصيادين عن العمل بسبب قرارات الهيئة المجحفة التي منعتهم من الصيد بشباك النايلون وبصورة مفاجئة دون سابق انذار ودون توفير البديل للصيد، مما ترتب عليه قلة المعروض من الاسماك في الوقت الحالي، مناشدا المسؤولين والقائمين على الهيئة السمكية الوقوف مع الصيادين لا ضدهم وتلمس مشاكلهم التي يعرفها الجميع.
من جانبه، قال احد المواطنين ويدعى عثمان المرجي انه جاء لسوق السمك لشراء الزبيدي ولكنه فوجئ بالاسعار المرتفعة وقلة المعروض من المحلي، مشيرا الى ان سمكة النقرور والشعوم وغيرها من الاسماك الاخرى غير متوافرة. وإذا وجدت فتكون بأسعار خيالية ومرتفعة جدا.
بدوره قال عبدالرزاق الخلف: ان الاسماك المحلية أصبحت مكشوفة لدينا من ناحية مواصفاتها، لافتا الى ان عمليات الغش التجاري وخلط الاسماك المحلية مع المستوردة وإيهام المستهلك بأنها محلية جعلت من غالبية المواطنين لا يقبلون على الشراء، مطالبا الجهات الرقابية بوزارة التجارة والهيئة الزراعية بمتابعة وتعقب المخالفين ومحاسبتهم وإغلاق محلاتهم وبسطاتهم.
أما محمد الرباح فقال: ان السوق يشهد عزوف غالبية المواطنين عن الشراء والسبب يعود لدخول عيد الاضحى المبارك على الابواب، فالجميع مقبلون على شراء الاضاحي، الا انه ذكر ان القوة الشرائية للمستهلكين ستعود الى السوق بعد انقضاء العيد وعودة الحجاج، داعيا المراقبين للسوق الى محاسبة كل من يحاول رفع الاسعار، لأن الاسعار الحالية تعتبر غير مشجعة على الشراء ومازالت مرتفعة الى جانب قلة المعروض من الاسماك المحلية التي يقبل عليها الجميع.