- الآليات والتريلات تجتاح المنطقة بصحبة 500 عامل وتبدل أرضيات الشوارع السوداء بخرسانة جاهزة
عبدالهادي العجمي ـ محمد الدشيش
بعد التسرب الكبير في الغاز، لم يفاجأ سكان ق 1 التي يطلق عليها المنطقة المنكوبة، بآليات عديدة تجتاح شوارع المنطقة وتريلات وأكثر من 500 عامل من عدة شركات مقاولات وأجهزة قياس لم يعتادوا عليها منذ فترة، خصوصا في العطلة الرسمية بمناسبة عيد الأضحى.
حيث قامت هذه الآليات بحفر شوارع المنطقة لأكثر من مترين تحت الأرض وتبين للسكان ان التربة كلها سوداء جراء تسرب الغازات خلال الأشهر السابقة، وقامت الآليات بعمل بايبات وصب خرسانة صلبة وسائلة لسد هذه الحفر.
«الأنباء» التقت بعض الأهالي للحديث عن المشكلة:
في البداية قال حسين العنزي، من سكان المنطقة: نحن ساكنون فوق بركان، وفي أي لحظة يمكن ان تقع الانفجارات، وتسرب الغازات صار شبه يومي لأبناء المنطقة. وزاد: صدقني جميع الأهالي أخرجوا أبناءهم، وأنا قمت بتجهيز مخيم بالكامل لأبنائي، عسى الله ان يفرجها وأنا أطالب الشيخ أحمد الفهد بأن يوفر بديلا اما التثمين واما مساكن بديلة. ويتابع: لعبت فينا الغازات وصرنا تحت رحمتها، انظر الى الحفر والشوارع منذ اشهر ونحن نطالب بإيجاد حل لها.
أما جميل العتيبي فقال: أتمنى ان يأتي مسؤول رفيع المستوى الى المنطقة وينظر لها على انها منطقة منكوبة بمعنى الكلمة، ليس ق 1 فقط إنما جميع المساكن الحكومية بالأحمدي يقولون 50 بيتا وانا اقول كل البيوت، الموت يحاصرنا وما من مجيب، أقسم بالله العظيم ما عندي بيت آخر أسكن فيه وأي صوت كبير نحس انه انفجار، انظر الى العمالة هذه تارسة الشوارع ولكن ما في فايدة، معدات كبيرة شاهدناها وحفر بالأمتار والتربة سوداء من تسرب الغاز، والانفجار اللي حدث في منزل جارنا وغدا يمكن ببيتي، شاهد الأطفال في حيرة والمسؤولون يطمنون منذ أشهر، الكيوسي تطمن والمطافي تطمن ولكن تزيد ما تنقص.
وطالب سعود السهلي كل مسؤول بأن «يرحمنا من الموت البطيء»، الغازات السامة تلاحقنا والسكان في حيرة من أمرهم ولا من مجيب ولو سألنا يقولون ان المشكلة في طريقها للحل ولكن أعتقد ان الحكومة تبي ان تموت عائلة او عائلتين وبعد ذلك يتدخلون.
وقال عبدالله العجمي، احد قاطني منطقة الاحمدي في ق 1 لـ «الأنباء»: منذ أكثر من 6 أشهر ونحن نعاني من روائح أزكمت أنوفنا وكنا طوال هذه الفترة نعتقد انها ناتجة عن مياه الصرف الصحي فقمنا بإحضار عامل مختص في الأدوات الصحية وقام بفحص جميع الأنابيب المتعلقة بهذا الشأن، إلا انه لم يستطع تحديد مصدر هذه الروائح وبعد ذلك أبلغنا وزارة الأشغال فقامت أيضا بفحص هذه الأنابيب ولم تحدد إن كانت هذه الروائح منها أم لا. وأضاف العجمي: خلال هذه الفترة شعرنا بطعم مياه الشرب انها تغيرت ونشتم ايضا فيها روائح غريبة فأبلغنا طوارئ المياه التي حضرت ووعدتنا بتغيير تمديدات أنابيب المياه، ولكنهم ذهبوا ولم يعودوا رغم اتصالاتنا المتكررة، ولكن أذن من طين وأذن من عجين، وقال العجمي: أبلغنا الجهات المختصة أكثر من مرة ان هناك تسرب غاز وان هذه الروائح ما هي الا نتيجة هذا التسرب لكنهم في كل مرة يقولون: لا داعي للقلق، كل شيء طبيعي، إلى ان حدثت كارثة الانفجار التي كادت تؤدي الى خسائر في الأرواح لولا ان الله قدّر ولطف. وزاد العجمي: نحمل نواب الدائرة الخامسة هذه «البلاوي» التي تحل في منطقة الأحمدي المنكوبة ونطالبهم بالتحرك الجدي إزاء هذه الكارثة وليس فقط بالتصاريح عبر الصحف ووسائل الإعلام.
نسبة طبيعية
من جهته، قال المواطن محمد العازمي: كنت متأكدا من هذا التسرب 100% من نحو شهرين وأبلغت عددا من المسؤولين في الأمن وفي شركة النفط وجاء مختصون وقاموا بقياس نسبة الغاز وقالوا ان نسبته طبيعية وليس هناك ما يدعو الى القلق ولكني لم أطمئن لكلامهم.
وأضاف العازمي: أبلغت احد الأصدقاء الذي يعمل مهندسا في شركة النفط بهذا الأمر فزارني في البيت وبمجرد دخوله قال هذه رائحة غاز ونصحني بأخذ الحيطة والحذر وابلاغ نواب المنطقة بهذا الأمر، لأنه لا يستطيع ان يفعل لي شيئا خوفا من ان يتضرر من جهة عمله.
أما مهدي العجمي الذي بادر بقوله: لا حول ولا قوة إلا بالله، كأننا ناقصين كوارث فنحن نعيش في منزل لا تتجاوز مساحته 250 مترا ولا نستطيع ان نتوسع فيه بسبب خرسانات التركيب التي تحاصرنا من كل جهة وأيضا نقص الخدمات من كل جهة، أصبحنا الآن محاصرين بالغازات من كل جانب.
وأضاف العجمي: بعد الانفجار الذي حصل أصبحنا نضع أيدينا على قلوبنا ونتوقع ان يحدث مرة أخرى في أي وقت، وقال العجمي: خلال عام واحد أصيب ابني بسرطان الدم وبعده بأشهر أصيبت ابنتي أيضا بنفس المرض وهذا ابتلاء من رب العالمين ولا نستطيع القول ازاء ذلك الا الحمد لله على كل شيء، وتساءل العجمي: الى متى نعيش في هذا الكابوس المرعب والحكومة والنواب يقفون متفرجين؟
وطالب العجمي الحكومة بأن تخصص لهم بيوتا غير هذه البيوت، لأنها لم تعد صالحة للسكن أو حتى تثمينها.
من جهته، قال خالد العتيبي: نتمنى من الحكومة ان تستشعر حجم المعاناة التي نعانيها بعد تزايد تسرب الغازات والتي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على صحة قاطني المنطقة، وتساءل العتيبي: هل تنتظر الحكومة كارثة وخسائر في الأرواح حتى تتحرك؟ وأضاف: نحتاج الى تدخل حكومي سريع وفاعل لانقاذ ما يمكن انقاذه ووضع حد لمعاناة أهالي الأحمدي والتي بدأت ببيوت التركيب وانتهت بتسرب غاز من أشد الغازات فتكا بصحة الانسان، وأكبر دليل على ذلك حادث الانفجار الذي حصل قبل أيام.
وتساءل العتيبي: ماذا ستخسر الحكومة في توفير 180 منزلا لأهالي الأحمدي؟ وما التكلفة قياسا بما توزعه من هبات الى بعض الدول؟ أليس مواطنوها أولى بذلك؟
من جانب آخر، قال المواطن محمد المطيري: منذ حادث الانفجار الذي حصل في احد البيوت في القطعة المجاورة أخذت أبنائي وزوجتي وسكنا في بيت ايجار خاصة اني كنت أفكر في هذا الأمر من قبل حادث الانفجار نظرا لضيق مساحة البيت ولكن بعد الحادث، اتخذت قراري على الفور بهجرة هذه المنطقة ولن أعود اليها، وطالب المطيري بتثمين بيوت الأحمدي (التركيب) او توفر لنا الدولة ووزارة الإسكان بيوتا لا تقل مساحتها عن 400 متر.