قال الباحث الإسلامي الشيخ راضي حبيب ان عيد الأضحى يعتبر خلاصة منسك الحج وهو من أبرز انعكاسات الوحدة الإسلامية العملية على أرض الواقع العبادي بين المسلمين كافة، وأكد ان هذا المؤتمر الإسلامي العالمي الوحدوي الظاهر بلباس الصفاء والنقاء من درن الشقاق دال على الإمكان الاستعدادي، بحركته الانسجامية والتناسقية في سياق الوحدة العبادية العملية بين جميع المسلمين مع اختلاف الأوطان والألوان والتعدديات الشعوبية، كما أشار في قوله تعالى: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وأضاف: إن كلمة «العيد» تفيد معنى الإعادة اي تكرارية الشيء، وهذا يعني انه يجب علينا الاستفادة من التجربة الأولى لاستدراك ما فات من التكامل القلبي والقالبي في المرة الأخرى، لذلك جعل الله هذا المحفل الإيماني الأكبر على نحو التكرارية في كل سنة، لأجل ان تتماحى فيه التعددية المذهبية والنزعة الطائفية عندما نمتثل لقوله تعالى: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) البقرة 197، عندها تتحد القلوب في التوجه الى رب العزة والجلال دون اي مانع او حاجب يعطل مسيرتها الوحدوية. وزاد: وارتكاز «توحيد الكلمة» لا يكون إلا على مبنى «كلمة التوحيد»، كما أشار النبي الأكرم في حديثه المشهور صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا».
وختم الحبيب كلامه: أعجب وأستغرب ممن يحاول ان يشتت شمل المسلمين بكلام متهافت ومخالف لمبدأ عقيدة «التوحيد» بوضع شرط او قيد او ان صح التعبير «عرقلة» كحاجة لإصدار فتوى مثلا لتوحيد الصف الإسلامي، حيث انها من ضروريات الدين ولا يجوز فيها التقليد، كما هو مقرر في أصول الاستدلال، بل ان مثل هذه المسائل بديهية لا تحتاج الى نظر وفكر او حتى ان ننتظر فتوى تجيز لنا توحيد صفنا الإسلامي، وأين مثل هذه العقول عن قوله تعالى: (كان الناس أمة واحدة) وقوله تعالى: (وإلهكم إله واحد)، وقوله أيضا: (يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)، وما رواه محدثونا بنص صريح لا يقبل التأويل في مسألة استحباب جواز الصلاة خلف جماعة أهل السنة، ما جاء عن الشيخ الصدوق في كتابه (الفقيه) عن زيد الشحام، عن الصادق (عليه السلام)، قال: «يا زيد خالقوا الناس بأخلاقهم، صلوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن استطعتم ان تكونوا الأئمة والمؤذنين فافعلوا، فإنكم إذا فعلتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، رحم الله جعفرا ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه وإذا تركتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، فعل الله بجعفر، ما كان أسوأ ما يؤدب أصحابه). وأيضا ما رواه الكليني في «الكافي» عن الحلبي، عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: «من صلى معهم في الصف الأول كان كمن صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وآله. وغيرها كثير من الروايات الصحيحة الصريحة، فكل هذه الأدلة القرآنية والروائية تشير بصراحة الى أهمية توحيد الصف الإسلامي دون أي شك وترديد.
وقال: وبالمناسبة أهنئ الأمة الإسلامية جمعاء بعيدها الأضحى، لاسيما الكويت حكومة وشعبا وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.