عادل الشنان
يقضي عدد كبير من المواطنين إجازة عيد الأضحى المبارك لهذا العام في البر، حيث قاموا بنصب المخيمات في عدد من المناطق البرية المسموح بإقامة المخيمات بها من قبل البلدية وشدوا رحالهم إليها رغم ميل الجو خلال هذه الأيام إلى الحرارة خاصة في فترة النهار إلا ان حب البر فاق جميع العوائق التي تقف أمام المواطنين الراغبين في الخروج إلى البر خلال فترة اجازة العيد فازدحمت منطقة العبدلي بمخيمات الأهالي وتحول الليل إلى نهار في هذه المناطق من كثرة المخيمات التي تزينها الأنوار إضافة إلى الألعاب النارية وانتعشت الحركة الاقتصادية الموسمية في محطات البنزين والمحال التجارية الواقعة على طريقي «المطلاع» و«اللياح» المؤديين إلى هذه المنطقة بعد أن ازدحمت بالمواطنين القاصدين المناطق البرية.
وقامت وزارتا الداخلية والصحة بتوفير نقطة أمنية وصحية في وسط منطقة المخيمات وتضم عددا من الدوريات ورجال الأمن وسيارتي إسعاف وخمسة مسعفين وعيادة للحالات الطارئة بالقرب من الطريق العام عند نقطة الكيلو عشرة.
في البداية أعرب الشاب مشاري كامل عن فرحته الغامرة لعشقه للبر منذ صغره، وقال انه درج على نصب المخيمات خلال ايام العطل برفقة عائلته وأصدقائه. وقال كامل ان المخيمات البرية تتسم بالجو الرائع والمناظر الخلابة والجذابة التي تجذب المواطن لقضاء يومه وسطها لذلك تجدنا سنويا نشد الرحال برفقة الأصدقاء إلى البر لنصب الخيام أما بالنسبة للجو خاصة في فترة النهار فيعتبر معتدلا قياسا بالمناطق المدنية الأخرى التي تعتبر مغلقة من كثرة المباني خلافا للطبيعة البرية المفتوحة تماما من جميع الجهات لتمر خلالها النسمات والرياح الخفيفة مؤكدا بعد غروب الشمس يتبدل الجو تماما إلى البرودة ما يمكننا من الاستمتاع بالجو الجميل.
بدوره قال أحمد الظفيري ان عطلة عيد الأضحى فرصة للخروج من روتين العمل والجو المدني الحضري للتوجه إلى المناطق البرية للاستمتاع بنقاوة الهواء والابتعاد عن الضوضاء وإعطاء فرصة للأطفال لتغيير جو وأخذ فترة «رفرش» للانتعاش والعودة لفصول الدراسة بصدور منشرحة وقال انه يحرص دائما في أول أيام العيد على زيارة جــــميع أقاربه وأصدقائه لتهنئتهم بالـــعيد ومن ثم الذهاب إلى المخيم وقضاء فترة الإجازة كاملة مع عائلته، واضاف ان الأمر لا يخلو ايضا من بعض «العزايم» العائلية في البر ما يضفي على الجو العام نكهة اللقاءات الاجتماعية.
من جهته أكد راشد محسن أنه حرص على أن يجهز كافة الاحتياجات حتى لا يضطر للخروج من المخيم والذهاب للسوق كما حرص على إحضار الألعاب النارية والمفرقعات للاستمتاع بها في المساء مع أبنائه مؤكدا أن اجازة عيد الأضحى المبارك فرصة ممتازة للاسترخاء في ربوع الطبيعة البرية والابتعاد عن ضوضاء المدينة وإزعاجها وقال أهل الكويت اعتادوا على المخيمات وطلعات البر لما لها من أثر طيب مؤكدا أن البر والمخيمات يفضلها دائما مع الأهل وأطفاله ويجب اخذ الحيطة خصوصا للأطفال من خلال اللباس الشتوي المناسب لهم وقال بالنسبة لنا كعائلات نفضل البر القريب من المدينة تحسبا لأي طارئ لا سمح الله تعالى وبر طريق العبدلي قريب من مستشفى الجهراء.
اما الشاب يوسف العنزي فقال فصل الشتاء بالنسبة إلي هو فصل السعادة والاسترخاء خاصة في الكويت مع برودة الطقس والامطار وظهور العشب في الصحراء وهنا تكون قمة السعادة، أنا والأهل نقوم بالتخييم سنويا في منطقة العبدلي حيث تتواجد عشبة «الرمث» ومن أسباب حبي وشغفي بالبر وتفضيلي إياه على السفر أو التمدن بشكل عام هو الخروج من دائرة التمدن والحضارة والرجوع إلى الماضي والبساطة والابتعاد عن إزعاج السيارات والتلوث لذا انصح جميع الأصدقاء داخل الكويت بالخروج إلى البر.
وأشار العنزي الى أن ركوب الخيل والبانشيات والشواء وإطلاق الألعاب النارية من الأشياء الأساسية في التخييم بالإضافة الى السهرات الليلية والقــــيام بالألــــعاب التـــــقليدية القديمة والاستماع الى حديث الماضي من قبل كبار السن.
وعلى مستوى المخيمات الشبابية أفاد فيصل الحطبان بأن «الطلعات البرية والكشتات والمخيمات» هي مسميات للخيام المتناثرة في كل مكان حيث تكتظ المناطق البرية بأعداد كبيرة منهم عزابا وعوائل مشكلة لمسات جمالية وأجواء رائعة تشتاق لها الأنفس بما فيها من الطبخ والقهوة والشاي على شبة النار الذي يشكل طابعا خاصا لمرتادي البر الذين يفضلون الطلعات بعيدا عن صخب المدينة لاسيما إذا كانت هذه الطلعات بعيدة المسافة، حيث يجهز المغرمون بالبر أغراضهم استعدادا للأجواء الجميلة، ولقضاء بعض أيام العيد بين أحضان الصحراء، حيث تمثل أيام العيد فرصة للالتقاء بالأقارب والأصدقاء كما أن الأجواء في هذا الموسم ساهمت في استقطاب أعداد كبيرة.
وقال علي جابر نجد في البر التجمع الجميل مع الأصدقاء وجلسات الشباب و«السوالف» الجميلة وجلسات السمر التي دائما ما تحلو وتستمر حتى ساعات متأخرة من الليل والجميل في مثل هذه المخيمات أنها تزيدك معرفة بكثير من الشباب خصوصا المخيمات القريبة منك لذلك تجدنا ننصب مخيما بشكل سنوي ونقصده بشكل يومي خلال فترة السماح بإقامة المخيمات حتى ان هذا الأمر أجبرني على شراء سيارة تتـــناسب مع الطبيعة البرية.
بــــدوره قـــــال وليد الصالح ان هناك الكـــــثير من الهوايات والأنشطة الجــــميلة التي تمارس في المخيمات و«البانشي» في البر له طابع خاص وكثير من الشباب أيضا يمارسون هوايات مختلفة مثل لعب الورق والبلايستيشن ومنهم من يفضل الاستمتاع بالأجواء الجميلة، مضيفا أنه من هواة طبخ لحم «المندي» المدفون في الرمل ولا تسنح له هذه الفرصة إلا في فترة المخيمات لذلك قام بدعوة جميع أصدقائه ثالث أيام العيد الى هذه الوليمة.
واقرأ ايضاً:
«الأنباء» تواصل الصدور في أيام العيد
الشاليهات الشتوية: مسطحات خضراء.. وأحواض زرقاء.. واستراحات بديعة
خطبة «الأضحى»: لنحقق معنى العيد في القلوب ونتذكر تضحيات الأنبياء
الحداد: نسبة الوافدين تفوق المواطنين في دول الخليج منها 48 % عمالة غير مؤهلة
أسيري: مؤتمر «الاجتماعية» الرابع يتيح فرصة للعلماء والباحثين لتبادل الآراء والخبرات لمواجهة تحديات الألفية