- التجمعات العائلية في المخيمات والشاليهات في العيد كانت فرصة للربح
- أصحاب النفوس الضعيفة لم يفوتوا الفرصة في ظل غياب الرقابة
أسامة دياب
شهدت الساعات الماضية حالة كبيرة من الرواج والإقبال الكبير على المطاعم المختلفة ولاسيما تلك التي تقدم المأكولات الكويتية التقليدية والمجابيس بمختلف انواعها بصورة جعلتها الرابح الأكبر من العيد، خاصة ان هذه الأيام تتجمع العائلات في المخيمات والشاليهات للاستمتاع بالاجواء الربيعية المميزة.
حالة الرواج وزيادة الطلب على المطاعم صاحبها ارتفاع مطرد في الاسعار، خصوصا على المطابخ والتجهيزات الغذائية التي تقدم خدمات مميزة خلال مثل هذه المناسبات بحيث وصل سعر طهي الخروف لـ 35 و40 دينارا، اما اذا قام المطبخ بتوفير الخروف العربي فيصل السعر إلى 125 دينارا مع الوضع في الاعتبار عوامل الغش التجاري التي يلجأ لها بعض ضعاف النفوس من اصحاب المطاعم والذين يقدمون للزبائن الخراف المهجنة على انها خراف عربية.
ولم تسلم هذه المناسبة الطيبة من محاولة البعض تحقيق المكاسب المادية بالجشع والاستغلال ولو على حساب الجوانب الروحانية، فتحولت اعيادنا لمحاولات فجة وسباق شرس لنيل نصيب الاسد من ميزانية الاسرة وخصوصا في ظل غياب الرقابة على الاسواق في المناسبات المهمة التي مللنا من الحديث عنها في ظل صمت المسؤولين على طريقة «عمك أصمخ»، حتى أصبح الصمت غير المبرر للجهات الرقابية يجعلنا نشير لها بأصابع الاتهام والمسؤولية الأولى عن ارتفاع الاسعار.
«الأنباء» خرجت في جولة ميدانية خلال ثاني أيام العيد واستطلعت آراء بعض المواطنين واصحاب المطاعم ومطابخ التجهيزات الغذائية حول هذه الظاهرة فإلى التفاصيل.
عدد من أصحاب المطاعم أكدوا أن الإقبال الكبير على المطاعم المختلفة لاسيما تلك التي تقدم المأكولات الكويتية التقليدية والمجابيس يرجع إلى تجمع العائلات في المناسبات المهمة في المخيمات والشاليهات في هذه الأجواء الربيعية المميزة وحرصهم على عدم تضييع الوقت في الطبخ وإعداد الطعام، بالإضافة إلى الإجازة الطويلة الممتدة لتسعة أيام والتي ساهمت بشكل واضح في زيادة الإقبال على المطاعم.
وفي السياق ذاته، رفضوا تحميلهم مسؤولية ارتفاع أسعار الطبخ والتجهيز، لافتين إلى ان الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية التي تعتبر صلب عملية التجهيز هو السبب المباشر في ذلك فمن كان يتخيل أن يصل سعر كيلو الطماطم لدينار في الفترة الماضية، مشددين على أنهم ضحايا ارتفاع الأسعار بصفة عامة والمسألة بعيدة كل البعد عن الجشع والاستغلال، فهم حريصون على تقديم منتجاتهم بأسعار في متناول الجميع حتى يزيد الإقبال ويرتفع هامش الربح.
وأشار بعضهم إلى أن غياب الرقابة على سوق المواد الغذائية قد يكون أحد أهم أسباب ارتفاع أسعار بعض السلع بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع في الدول المصدرة أو دول المنشأ، لافتين إلى أن حرص أصحاب المطاعم على تقديم أجود الأصناف في السوق من المواد المستخدمة في التجهيز لا يمكن الحصول عليه إلا بأسعار مرتفعة، مشددين على أنهم ضحية العرض والطلب.
للمستهلك رأي آخر
ومن جهته أكد أبو علي أن الحكومة تركت المواطن فريسة استغلال التجار وتحينهم الفرصة للتلاعب بالأسعار، مشيرا إلى أن المستهلك هو الحلقة الأضعف في كل مناسبة دينية أو غير دينية لدرجة جعلتنا نتخوف من المناسبات والأعياد بسبب غلاء الأسعار.
وأعرب أبو علي عن أسفه أن المناسبات الدينية أصبحت وسيلة لمص دماء الناس بالجشع والاستغلال في ظل غياب الرقابة من الجهات المعنية، لافتا إلى أن الجهات المعنية متواجدة في الأعياد والمناسبات ولكنهم لا يبرحون مكاتبهم وتلك هي الطامة الكبرى فمن أمن العقاب أساء الأدب، مشيرا إلى أن تجهيز الخروف في مطابخ التجهيزات الغذائية تجاوز الـ 35 دينارا.
وبدوره أكد جاسم محمد أنه لا يلوم أصحاب المطاعم على ارتفاع الأسعار ولكنه يلوم الجهات الرقابية على تقاعسها عن متابعة ومراقبة الأسعار ومعاقبة المخالفين، مشيرا إلى أنه بعد جولة على المطاعم قرر أن يقاطع هذه المطاعم التي تبالغ في أسعار التجهيز مستغلين فترة العيد وخروج معظم المواطنين للمخيمات والشاليهات، لافتا إلى أن سعر تجهيز الخروف على صينيتين يصل إلى 28 دينارا في مطعم من المطاعم المتوسطة أما إذا وفر لك المطعم الخروف فالأسعار ستكون مغايرة حيث تبدأ من 90 إلى 125 دينارا للخروف العربي حسب حجمه مع الوضع في الاعتبار عوامل الغش التجاري التي يلجأ لها بعض ضعاف النفوس من أصحاب المطاعم والذين يقدمون للزبائن الخراف المهجنة والأسترالية على أنها خراف عربية.