أصبحت صفقات تطوير القوة العسكرية العربية وسيلة جديدة دفعت عددا من دول المنطقة الى شراء كميات كبيرة من الأسلحة العسكرية والتقنية بمبالغ خيالية.
وقال نائب مدير نورثروب غرومان، الشرق الأوسط توماس رودابوغ ان دول الخليج قامت بدراسة المنطقة من منظور امني، ولاحظت تغييرات عدة خلال السنوات الـ 10 الماضية، فالتهديدات الأمنية الموجودة في المنطقة بحاجة الى أعلى درجات القوة العسكرية والاستخباراتية، إذ انها تتراوح بين التوترات الإقليمية والإرهاب الدولي.
أما المدير التنفيذي لمجموعة اينيغما رياض قهوجي فأرجع ذلك للتهديد الإيراني، وقال ان برنامج ايران النووي المثير للجدل وسعيها لبناء قدراتها العسكرية والنووية جعل دول الخليج تشعر بتهديد من قبل إيران، في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن حرب متوقعة في المنطقة وإمكانية مشاركة هذه الدول فيها، لذلك فإنها تستعد وبدأت عمليات شراء الأسلحة للحصول على الأفضل منها.
كما ان دول الخليج تسعى لزيادة قدراتها الدفاعية من خلال الدخول في صفقات تصل قيمتها الى نحو 120 مليار دولار، كانت آخرها الصفقة التي تمت بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية بقيمة 60 مليار دولار، والتي تعتبر الأكبر في تاريخ البلدان.
وبعد توقيع تلك الصفقة، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية اندرو شابيرو: ستبعث هذه الصفقة برسالة قوية لدول المنطقة في رغبتنا دعم حلفائنا المجاورين لإيران، كما انها ستحسن من قدرة السعودية على الدفاع وحماية حدودها، وهو أمر يقع ضمن نطاق مصالحنا الاقتصادية.
والصفقات الدفاعية تعقد مع الولايات المتحدة ودول أوروبية، كما ان جزءا كبيرا منها هو صفقات تدريب عسكرية.
وتبقى الروابط التي تربط هؤلاء الحلفاء قوية جدا، إلا ان الهدف الرئيسي لدول الخليج اليوم هو تطوير مصادرها الذاتية.
وأضاف قهوجي ان الظروف الاقتصادية تؤكد ان الولايات المتحدة لن تتمكن من إبقاء جميع قواتها العسكرية في المنطقة، وهذا يستدعي الكثير من دول الخليج للتفكير في ملء هذا الفراغ، غير ان الدول الصغيرة منها تمتلك نسبة صغيرة من السكان، وبالتالي فإن نسبة الجيش ايضا صغيرة، لذا فإن عقد الصفقات العسكرية سيساعد في ملء هذا الفراغ.
رغم ان قيمة مثل هذه الصفقات تبدو خيالية لوهلة، لا تمتلك الكثير من هذه الدول خيارا ضد التهديدات التي تواجهها في منطقة الشرق الأوسط.