دارين العلي
قال رئيس منظمة السلام الأخضر الكويتية د.حمد المطر ان غياب مبدأ الشفافية في مشكلة غاز الاحمدي بسبب تستر المعنيين عن الاسباب الحقيقية للحادثة سيؤدي إلى معالجات ناقصة وغير مجدية.
وأوضح في مؤتمر صحافي عقده مساء امس الاول في مقر المنظمة بحضور نائبه محمد الشلال أن الاسباب الحقيقية وراء الأمر هي عدم ازالة الشبكة القديمة بأكملها من قبل شركة النفط الكويتية الـ koc وحيث اتخذت قرارا بتبديل الشبكة القديمة في عام 2005 على الرغم من ان الشبكة القديمة ركبتها احدى الشركات البريطانية العملاقة منذ الأربعينيات ولم يحدث خلال تلك المدة اي من المشاكل التي تحصل حاليا لافتا الى ان مشكلة التسربات بدأت تظهر منذ تبديل الشبكة.
ولفت الى ان الـ koc ومنذ 3 اشهر مضت اوقفت تمديدات الغاز المسال الى المنازل في الاحمدي وقامت بتوصيل الغاز الى البيوت بسلندر الغاز وهي ما كانت لتفعل ذلك لولا انها تدرك ان مشكلة ما موجودة وخطرها يلوح في الأفق.
وانتقد المطر طرق المعالجة لافتا الى ان الحلول تبدأ بمعرفة نوع الغاز والاعتراف بمصدره، لافتا الى ان شركة النفط تتحمل المسؤولية عن ازالة الشبكة القديمة بالكامل لافتا الى انه يجب اخلاء جميع المنازل في تلك المنطقة ولن يتم الاكتفاء بإخلاء 98 منزلا لأن المشكلة غير محدودة.
ولفت الى ان الكلام عن أن الأحمدي تجثو على جبل من الغازات، كلام غير علمي وغير دقيق بل الصحيح ان الغاز يتسرب عبر الشبكة القديمة التي لاتزال ممدة وموصولة الى المنازل، مؤكدا ان الحكومة تخشى المساءلة السياسية فلا تعترف بالمشكلة الا بعد حدوث طوارئ فتعمل بشكل ردود افعال لافتا الى ان تشخيص المرض معروف لدى الحكومة ولكنه غير مشاع وبالتالي فمعالجته ستتم بأساليب غير صحيحة.
وحول فرضية ان تكون هناك حقول غاز تحت الأحمدي قال ان هذا الكلام غير منطقي إذ إن الغاز موجود على عمق نصف كيلومتر داخل صخور مسامية ولا يمكن أن يتحرك بالطريقة التي يتم طرحها حاليا.
وطالب بايجاد بدائل سريعة لاهالي المنطقة معتبرا ان العناية الإلهية منعت حدوث كارثة في البيت المنفجر الذي تجاوز نسبة تركيز الميثان فيه 300% في حين انه من المعروف ان تركيز 5% من الغاز يؤدي إلى الانفجار بعد تفاعله مع الاوكسجين.
وكشف المطر عن «مذبحة بيئية محتملة» كما اسماها وتتلخص في تقديم شركة نفط الكويت طلبا للبلدية لانشاء مرفأ جديد للقوارب الصغيرة ومكاتب ادارية مساندة وزيادة عدد القطع البحرية في المنطقة البحرية القريبة من الرصيف الشمالي في ابوحليفة في مكان لا يبعد سوى 300 متر عن المنطقة السكنية.
ولفت المطر الى انه في طلبات تأهيل الشركات تطلب الشركة انشاء اكثر من 110 مكاتب وحمامات سباحة ومعاهد صحية، مشيرا الى ان ذلك يدل على عدم وجود حاجة ماسة للمشروع ما يستدعي تدمير البيئة البحرية بالكثير من اعمال الردم والدفان في حين ان جون الكويت لا يتحمل اي دفان والبيئة البحرية لا تتحمل مزيدا من التدمير والارهاق.
وقال إذا كانت شركة النفط ترى أن هذا المشروع حيوي ومهم فلديها بديل في تلك المنطقة وهو النادي البحري في منطقة الفحيحيل التابع للمشروعات السياحية وهو مغلق حاليا ويمكنها الانتفاع منه كون الجهتين تتبعان الحكومة.
وأكد المطر ان منظمته التي تتبع للمنظمة العالمية للسلام الاخضر لن تسكت على تدمير البيئة البحرية بهذا الشكل بل ستفعل تحركاتها لمنع ذلك، آسفا لخلو الخطاب الحكومي في دور الانعقاد الحالي من اي عبارة حول البيئة مما يدل على انها ليست من اولوياتها.