- الهاجري: أصبحنا بلا شوارع واشترينا الكمامات لاستعمالها عند خروجنا من منازلنا
- العتيبي: يتعاملون معنا كـ «حقل تجارب» والشقق البديلة لا تصلح لسكن الخدم
- فالح: الأحمدي باتت منطقة أشباح ولن أخرج إلا بعد توفير مسكن يكفي لي ولأسرتي
- أم عبدالله: أسكن مع عائلتي منذ 3 أشهر وأتمنى العودة لمنزلي الذي أسكنه منذ 30 عاماً
محمد الدشيش
اتفق عدد كبير من سكان المنطقة المنكوبة في الاحمدي على عدم الخروج من منازلهم رغم القياسات الاخيرة للغاز التي اثبتت ان نسبة الغاز مرتفعة حتى ان بعض المنازل وصلت النسبة بها الى 100%.
وشدد السكان على الرفض الحاسم للخروج الاجباري الذي تطالب به اللجنة المختصة بالمعالجة، مفضلين الخطر في منازلهم على الذهاب الى المجهول والخروج الى الشارع، وقالوا ان الشقق التي تم تخصيصها لا تصلح لسكن العائلات، اما البدل المادي البالغ 500 دينار فنحن نسمع به ولا نراه على ارض الواقع، وهو مبلغ غير كاف لاسكان هذه العوائل التي تتكون اغلبها من 15 شخصا غير الخدم والسائقين.
«الأنباء» التقت عبدالله الهاجري احد الرافضين للخروج من منازلهم، وقال: الخطر يحاصرني من الاتجاهين، من اليمين منزل محترق ومصاب به طفل قبل ايام ومن اليسار منزل تم اخلاؤه، وذلك لارتفاع نسبة التسرب الغازي فيه، وانا في منزلي ولن اخرج منه الا في حال تم تخصيص منزل لي ولاسرتي يكفينا، واضاف: هذا المنزل اسكن فيه منذ العام 1978 انا واسرتي الصغيرة، والآن اصبحنا اسرة كبيرة بعد مرور 30 عاما على السكن في هذا المنزل، واذا كان 20 او 30 منزلا تم اخلاؤها فهناك 80 منزلا يرفض اصحابها الاخلاء بهذه الطريقة، وانا واحد منهم، اما الآن وبعد دخول الآليات والحفريات فأصبحنا بلا شوارع ولا مواقف سيارات امام منازلنا مما اضطرنا لايقافها في الساحات الترابية البعيدة مما يعرضها للسرقة او الاتلاف من ضعاف النفوس، وجميع الاهالي قاموا بشراء كمامات لاستعمالها عند الخروج من منازلهم.
حقل تجارب
في الاتجاه ذاته، التقينا محمد العتيبي وهو رجل كبير في السن، فقال: افنيت عمري وانا اسكن الاحمدي ولم اسمع في يوم عن تسرب غاز او تلوث الجو وفي السابق عند حدوث اي مشكلة نعرفها بسهولة ويتم حلها فورا، اما الآن فلا نعرف المشكلة ولا نعرف حلها، والمنطقة اصبحت حقل تجارب بوجود اكثر من عشرين شركة بمعداتها وعمالتها ولا يستطيعون معرفة السبب، فأين اذهب؟ الى الشقق المفروشة وهي 3×3 امتار ولا تصلح لسكن الخدم، واذا حصلت سكنا فأغلب عمارات السكن يقطنها العزاب والوافدون واسرتي تتكون من 15 شخصا فأي شقة تكفينا؟ ويقولون لنا اخرجوا وقد اتاني المسؤولون وقالوا لي ان نسبة التسرب في منزلي بسيطة ولا داعي للقلق، وبعد 8 ساعات عادوا من جديد وقالوا ان التسرب وصل الى 100%، وانا اقول لهم لن اخرج من بيتي والحياة والممات بيد رب العالمين.
والتقينا ايضا ناصر فالح الذي قال: المنطقة اصبحت منطقة اشباح وذلك بسبب القيل والقال في كل يوم تجد شيئا جديدا في وسائل الاعلام، ونحن نعاني ولا نرى اي شيء من الحلول التي يتم تناولها عبر وسائل الاعلام من قبل المسؤولين، وانا لن اخرج من بيتي ولو وصل التسرب الى 150%، هل تريدون ان اسكن في مخيم او تريدون تشتيت اسرتي في عدة شقق؟ واقول بكل وضوح للحكومة: لن اخرج الا بعد توفير مسكن يكفي لي ولاسرتي.ام عبدالله استقبلتنا عند باب منزلها، فقالت: انا تركت المنزل وذهبت للسكن مع عائلتي في منطقة جنوب السرة قبل ان يقوموا بتوفير الشقق المفروشة البديلة وقبل تخصيص الـ 500 دينار من قبل مجلس الوزراء، وقد جاءني ولدي الذي يسكن في منطقة جنوب السرة واصطحبني منذ ثلاثة اشهر، وانا الآن افتقد منزلي وافتقد جيراني الذين اسكن معهم منذ 30 عاما، واشاهد المنطقة وكأنها قد اصابها غزو وتخريب متعمد من الحفريات واعمال الاصلاحات غير المبالية بما ستؤول اليه الحال بعد رحيلهم وانتهائهم من الصيانة، واتمنى ان نعود الى منازلنا التي لا نستطيع الحياة بعيدا عنها فقد تعودنا على جوها.
واقرأ ايضاً:
الدعيج: لا مؤشر حتى الآن على وجود مكامن غازية في باطن الأحمدي
المنصوري: لا قراءات لنسب الغاز حول المدارس وحسينية المنطقة