أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية أمس التزام دول المجلس بالوقوف الى جانب السودان في مجال التنمية كونها تشكل ضرورة ملحة.
وقال العطية في كلمته خلال الجلسة الأولى في المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لشرق السودان ان الاستقرار الاقتصادي والتنموي في السودان يشكل دورا اساسيا في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي الأمر الذي سينعكس على المنطقة بأسرها.
وأوضح العطية ان قضية دارفور تحظى باهتمام كبير من قبل دول المجلس من خلال الدور القطري المتواصل والهادف الى مساعدة السودانيين على طي ملف أزمة دارفور بتحقيق سلام شامل حتى تنطلق ايضا عجلة إعادة اعمار الإقليم الذي يشكل السلام فيه ضرورة كبرى.
وأشار الى قناعة دول مجلس التعاون بمسؤولية المجتمع الدولي في رصد الاحتياجات الإنسانية الملحة في مجالات الرعاية الصحية والتعليم وتطوير البنى من خلال المؤسسات الدولية ذات الصلة العمل على تحقيق تنمية اجتماعية في شرق السودان.
كما أشار الى حاجة شرق السودان الملحة للاستثمار في القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة وتنمية الثروة الحيوانية والسمكية والتطوير العقاري والسياحة والصناعة لترجمة الامكانيات الواعدة في هذه القطاعات الى واقع ملموس وتوفير فرص العمل الشريف المجزي لأبناء شرق السودان.
وبيّن العطية ان التحدي الأساسي في مناطق النزاع يتعلق بثقة المستثمرين بالبيئة الاستثمارية، مؤكدا ان تنظيمه من قبل الكويت التي تعتبر احدى اهم القوى الاقتصادية في المنطقة تعبير في حد ذاته عن الثقة في قدرة شرق السودان على اجتذاب مساعدات التنمية والاستثمارات الخارجية على حد سواء.
موسى يشيد بتعهدات الكويت
بدوره أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بتعهد الكويت بتقديم 500 مليون دولار لدعم منطقة شرق السودان، مؤكدا ان من شأن هذه الخطوة ان تسرع وتفعل عملية التعهدات المالية مؤكدا موقف الجامعة المؤيد لوحدة السودان.
وقال موسى في كلمته في الجلسة الاولى للمؤتمر الدولي للمانحين لشرق السودان أمس ان الدور العربي التنموي تجاه السودان تزايد في السنوات الاخيرة حيث عقدت العديد من الاجتماعات الناجحة في مقر الجامعة وتم الوفاء بالكثير من التعهدات المقطوعة.
واضاف ان الاستفتاء المرتقب في يناير المقبل في السودان والخاص بتنفيذ اتفاق السلام الشامل يستوجب تكثيف الجهود وتنشيط التحركات لتسوية المشاكل العالقة لتنفيذه بما يخلق ويؤسس لمناخ السلام والاستقرار للسودان وجيرانه.
وأوضح موسى ان شرق السودان متداخل بقوة مع شماله وجنوبه مما يعطي المؤتمر الحالي اهمية كبيرة بما يحمله من امل وطموح لترسيخ بنية اقتصادية متكاملة لهذا البلد الرئيسي في المنظومتين العربية والافريقية.
وذكر ان اتفاقيات السلام السابقة بما فيها المحادثات الجارية في الدوحة لدعم «اتفاق ابوجا» وتوسيعه نجحت جميعها في جعل التنمية بمفهومها العام وجذب الاستثمارات بندا ذا أولوية رئيسية وضرورة والتزاما على الأجندة السودانية الشاملة.
وأكد موسى اهمية أبعاد المؤتمر وأهدافه وتأثيره الايجابي في حفز التنمية والاستثمار بشرق السودان مشيدا بدور الكويت «السباق» في دفع العمل التنموي في السودان سواء من خلال المؤتمر الحالي او من خلال المبادرات المبكرة لتحفيز التنمية في جنوب السودان منذ سبعينيات القرن الماضي.
التضامن الإسلامي
من جانبه اشاد وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي بالسياسات الحكيمة للقيادة السودانية للتوصل الى السلام وانهاء الاضطرابات في هذا البلد مترامي الأطراف.
وأكد متكي أن ايران تولي اهمية خاصة للسودان بصفته اكبر بلد افريقي وأحد الدول المهمة والفاعلة في منظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك من الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز والجامعة العربية والاتحاد الافريقي.
وذكر بجهود طهران لتحقيق الوحدة والتلاحم في السودان.
وأكد متكي في كلمته ان التضامن والتفاهم بين الدول الاسلامية والدول المساندة للسلام والعدالة في العالم يعتبر من المتطلبات الحتمية لمواجهة اسباب التخلف وعدم التنمية مؤكدا ضرورة دراسة هذه الأسباب وإزالتها بصورة جذرية وضرورة اعتماد الدول النامية على الذات في اطار منظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز لتحقيق العدالة والسلام الدائمين.
ودعا متكي السودانيين الى التمسك بالتعايش السلمي ومنع تدخل الأجانب.
وأعرب متكي عن تقديره لجهود الكويت ومساعيها «الحكيمة» لدعم مسيرة السلام والتنمية في السودان كاشفا عن توفير ايران لاعتماد قدره 200 مليون دولار لتعزيز علاقات التعاون مع السودان تكون موجهة بصورة خاصة لدعم اعادة بناء شرق السودان.