قال رئيس جمعية الطيور الكويتية م.عبدالرحمن السرحان ان 115 نوعا من الطيور يمكن مشاهدتها في الكويت أثناء فصل الشتاء.
ووصف السرحان في لقاء مع «كونا» طيور الشتاء في الكويت بأنها «مصدر بهجة للكبار والصغار فهي كالأزهار تمتعنا بالنظر اليها وترتاح لها أنفسنا فالأفضل عدم قطفها لنترك غيرنا يشتم رياحينها وإلا فإنها الانانية». وقال ان طيور الشتاء هي التي عادة ما تقضي شتاءها في الكويت بعد انتهاء موسم هجرة الطيور حيث تتواجد بأعداد قليلة، لذلك فإن الإنسان العادي لا ينتبه لها، مشيرا الى ان طيور الشتاء تترك مواقع تفريخها شمالا بسبب البرد وقلة الطعام مهاجرة جنوبا للكويت حيث الدفء النسبي والجو المعتدل وتوافر الطعام خصوصا بعد سقوط أمطار الموسم حيث تتكاثر العديد من الحشرات والخنافس وتخرج فراخ الزواحف نهارا بحثا عن الطعام.
وأوضح ان الكثير من الشجيرات البرية تزهر في شهر نوفمبر كالرمث الذي يتغير لونه من كثرة الأزهار والثمار وكذلك شجر العوسج والغضراف وأشجار الطرفاء وتتزامن مع ظهور الأزهار الحشرات الكثيرة التي تتخصص بأنواع من النباتات تتعايش معها دائما فتتكاثر عندما تزهر الأشجار مستغلة الرحيق لريقاتها ولنفسها وهذا ما يدعو الطيور الى الاقامة. وأضاف ان شجر الغضراف وهو دائما قريبا من الساحل والسبخات يكون في قمة انتاجه في نوفمبر حيث ينشر البذور الكثيرة المهمة لطيور العصفور الأندلسي الذي يقضي الشتاء في الكويت بأسراب كثيرة تتغذى على بذور الغضراف المتوافرة بغزارة في هذا الوقت وتنتقل بمجموعات تصل أحيانا الى آلاف من بقعة لأخرى وهي تتشابه بألوانها مع العصفور الدوري المتواجد طوال العام بين البيوت لكنه يختلف بأن تكون قمة رأسه بنية بالكامل وليست زرقاء رمادية كالعصفور الدوري ويكون السواد في صدره ينتشر لأسفل الجسم أكثر.
وتطرق السرحان الى طيور الصحراء بالإشارة الى الطيور المشهورة من جنس الفقاق يشاهد منه في الكويت 12 نوعا منها ثمانية تشاهد شتاء والبقية تشاهد وقت الهجرة فقط.
وأوضح ان هذه الطيور تتشابه في ألوانها حيث يغلب عليها اللون الأسود والأبيض أو الأبيض والبيج وتعرف محليا بأسماء مثل «الأم دقي» و«الأبلق الرملي» لأنها دائما تدق في الأرض بمناقيرها لاستخراج الديدان و«الحطيبي» او «الفقاقة الصحراوية» بسبب لونه القريب من لون الحطب و«المخضرم» او «أبو بليق» والفاقاقة الزيانية والشيانية.
وأضاف ان جميع هذه الأنواع تضع اعشاشها في جحور القوارض او في الفجوات بين الصخور لذلك كثيرا ما تتقي شدة حرارة الشمس في الخريف بالدخول في جحور الزواحف والقوارض كثيرا ما يفاجئها الورل فينقض عليها عندما يراها تدخل الجحور.
وقال السرحان ان الفقاق تتغذى في اول الشتاء على انواع كثيرة من النمل متواجدة في عمق الصحراء وتحت الشجيرات البرية وفي الربيع على يرقات الخنافس والحشرات الأخرى التي تكون على شكل ديدان صغيرة مما يمكنه من الحصول على البروتين اللازم لتقوية جسمه والحصول على الدهون لتكون لديه مخزون الطاقة الذي يستعين به عند الهجرة شمالا. وذكر ان من الطيور التي تقضي الشتاء في الكويت أيضا الطيور من جنس الجشنات «البصو» ويرصد من هذا الجنس في الكويت تسعة أنواع، خمسة تشاهد في الشتاء واحدة منها تشاهد في الصحراء الرملية والبقية تشاهد في المناطق العشبية كالمزارع والمناطق الساحلية والحدائق العامة. وأضاف ان جشنة الماء «بصورة الماء» تتواجد دائما بأعداد كبيرة بالقرب من مصادر المياه كالمزارع المروية والحدائق العامة اما الجشنة الصفراء «البصوة البرية» فهي دائما في البراري بين الشجيرات البرية تبحث عن الديدان الصغيرة.
وقال السرحان ان من أمثلة طيور الشتاء المعروف والمشهورة في الكويت تلك الطيور المعروفة محليا باسم «الصعو» والذي يتواجد منها شتاء راعية الخيل سوداء الرأس «صعوة أم مليفع» وطائر الأصقع وهو المعروف محليا باسم «السلاحي» وهذه الأنواع تتغذى على الديدان ويرقات الحشرات المتواجدة بين الأعشاب المزروعة كمسطحات الثيل في الحدائق العامة والمزارع وبين الطرقات على المسطحات العشبية وفي الربيع بين أعشاب الربيع وأزهارها وتتواجد بأعداد كبيرة ويمكن ملاحظتها بسرعة عند الدخول للمزارع لكثرتها.
وتطرق الى الجوارح الصغيرة بالقول ان من يتواجد شتاء منها بشكل شائع كل من الحمامي العربي «صرد الوديان الجنوبي» والأشول بنوعيه الهيضة والأشول العادي «صرد تركستان الأكحل والصرد أحمر الذيل» أما الحسيني «الدغناش القطبي» فيتواجد بشكل قليل جدا لكن الرماني «الصرد أحمر الظهر» فهو نادر ما يشاهد شتاء اما بقية الجوارح الصغيرة فتشاهد وقت الهجرة فقط.
وأضاف السرحان ان هناك أنواعا وأجناسا كثيرة متواجدة شتاء تصل الى أكثر من 75 طائرا شائعا يشاهد شتاء في كل عام في الكويت و40 نوعا يتواجد طوال العام مما يجعل الطيور الممكن مشاهدتها في الشتاء أكثر من 115 طائرا.